أنقرة (زمان التركية) – قدم هريسون مان، الرائد الذي يعمل في وكالة الاستخبارات الدفاعية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية منذ 13 عاما، استقالته من منصبه، مفيدًا أنه يشعر بالخزي والذنب بسبب دعم بلاده للهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة.
وفيما يتعلق بأسباب استقالته، أوضح مان أنه التزم الصمت لأشهر بسبب الخوف، غير أنه قرر الاستقالة بسبب الضرر الذي لحق بالفلسطينيين، والجرح الأخلاقي الناجم عن الدعم الأمريكي لاسرائيل في الحرب على قطاع غزة.
وأكد العسكري الأمريكي أنه شعر بأنه يعيش في عالم مواز بسبب دعم رفقائه لإسرائيل، وذلك خلال فترة عمله بجهاز الاستخبارات الدفاعية قائلا: “هذا الدعم المطلق يشجع على تصعيد متهور يهدد باتساع رقعة الحرب”.
وكان مان قد نشر بحسابه على موقع Linkedin قبل نحو شهر رسالة إلى زملائه بالعمل، ذكر خلالها أنه يخشى من انتهاك القواعد المهنية ومن إحباط المسؤولين الذين أحترمهم، ومن الشعور بالخيانة وأنه متأكد من أن البعض منهم ستنتابه هذه المشاعر بهذه الطريقة عندما يقرؤون الرسالة، غير أنه يشعر بالعار والذنب بسبب دعم السياسة الأمريكية التي تسهم في الإبادة الجماعية للفلسطينيين. وأضاف قائلا: “أيا ما كان المبرر فأنتم في مرحلة ما ستتبعون أو لا تتبعون سياسة ستسفر عن التجويع الجماعي للأطفال”.
ويأتي موقف مان، رغم أنه يندرج من عائلة يهودية أوروبية، حيث قال : “نشأت في بيئة أخلاقية لا تتهاون عندما يتعلق الأمر بتحمل مسؤولية التطهير العرقي”.
جدير بالذكر أن الجندي بالقوات الجوية الأمريكية، أرون بوشنيل، كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى الذي نُقل إليه عقب إشعاله النيران في نفسه أمام السفارة الاسرائيلية في واشنطن، احتجاجا على الدعم الأمريكي للحرب الاسرائيلة في غزة.
وهتف بوشنيل وهو يشعل النار في نفسه، قالئلا”لن أكون شريكا في الإبادة والآن سأحتج بشدة غير أن احتجاجي هذا ليس شيئا يٌذكر أمام ما يعانيه الفلسطينيين على يد الاحتلال”. وظل بوشنيل البالغ من العمر 25 عاما يردد “الحرية لفلسطين” حتى غاب عن الوعي بسبب الحروق الشديدة التي أسفرت لاحقا عن وفاته.
وشهدت وزارة الخارجية الأمريكية إعلان كل من جوش بول، مدير مكتب شؤون الكونجرس والشؤون العامة في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية للشؤون العامة بالخارجية الأميركية، وأنيل شيلين، الموظفة في قسم علاقات الشرق الأدنى، استقالتهما احتجاجا على سياسة إدارة بايدن بشأن غزة.