أنقرة (زمان عربي) – تجمعت بوادر أزمة جديدة داخل حزب العدالة والتنمية. وطبقا لما يدور الحديث عنه داخل كواليس الحزب يزعم أن نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية علي باباجان عدل عن قرار تقديم استقالته من منصبه كما تمت الحيلولة دون إدلاء نائب رئيس الوزراء بولنت آرينتش بالتصريحات حول موضوع استقالة رئيس جهاز المخابرات خاقان فيدان وترشحه للانتخابات البرلمانية التي كان يتوقع أن يدلي بها عقب اجتماع مجلس الوزراء يوم الاثنين الماضي.
وتركزت حالة الانزعاج التي يشهدها حزب العدالة والتنمية والحكومة حول اسمين هما علي باباجان وبولنت آرينتش نائبا رئيس الوزراء اللذين ينتظران لقاء أردوغان للحديث معه بشأن جميع الموضوعات قبل اتخاذ قرارهما الأخير.
وتتزايد حالة عدم الطمأنينة والقلق داخل صفوف حزب العدالة والتنمية قبل فترة قصيرة من الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في السابع من يونيو/ حزيران المقبل.
وبحسب صحيفة “طرف” التركية كان الادعاء الأخير الذي أشعل كواليس أنقرة يتركز حول كل من علي باباجان وبولنت آرينتش.
ويعتبر ييغيت بولوط المستشار الاقتصادي لقصر رئاسة الجمهورية أول الأسباب لعدم ارتياح باباجان. ويتهم بولوط بالتدخل في كل فرصة في السياسات الاقتصادية للحكومة. كما يعتبر بولوط الذي قام مؤخرا عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بالتحامل على رئيس البنك المركزي أردم باشتشي من أكثر الأسماء التي تزعج باباجان.
ويبدو أن باباجان الذي يعارض ترشح بولوط للانتخابات البرلمانية القادمة قد أقنع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو حتى لا يتم ترشح بولوط لهذه الانتخابات.
أما سبب عدم الارتياح الآخر من جانب باباجان الذي لايمكن إخفاؤه عن أعين الرأي العام هو وابل الانتقادات التي يشنها قصر رئاسة الجمهورية على سياسات البنك المركزي وخاصةً رئيسه أردم باشتشي من أجل خفض الفوائد.
ودافع باباجان الأسبوع الماضي عن البنك المركزي ورئيسه أردم باشتشي في مواجهة الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي لطالما هاجم باشتشي وطالبه بخفض الفوائد، حيث قال باباجان “إننا نثق في فريقنا”. وحسب الادعاءات فكر باباجان في تقديم استقالته بعدما شعر بانزعاج شديد جراء هذا الموقف. إلا أن الاقتصاديين والمقربين منه حالوا دون استقالته. حيث قالوا له “إن استقالتك قبل الانتخابات البرلمانية قد تتسبب في غموض اقتصادي ويحدث تدهور حاد في الاقتصاد”. وعليه قرر باباجان أن ينتظر عودة أردوغان من الخارج حتى يتحدث معه عن جميع مشكلاته.
أما الاسم الآخر الذي يسبب انزعاجا للحكومة وحزب العدالة والتنمية فهو بولنت آرينتش. إذ إن آرينتش عارض على الهواء مباشرة ترشح مستشار جهاز المخابرات خاقان فيدان في الانتخابات البرلمانية القادمة. وانتقد آرينتش ترشح فيدان بصورة واضحة قائلا “ما دام أنه لن يصبح رئيسا للوزراء ما معنى ترشحه”، كما كان من المقرر أن يدلي آرينتش بتصريحات عقب اجتماع مجلس الوزراء، الذي كان مقررا يوم الاثنين الماضي، لكن تمت الحيلولة دون ذلك أيضا. وهناك ادعاء بأنه تم إلغاء الاجتماع بسبب احتمال أن يكرر آرينتش انتقاداته أثناء إجاباته عن الأسئلة التي ستوجه له من الصحفيين لأنها كانت أكثر الموضوعات التي يدور حولها النقاش في كواليس أنقرة.