بقلم: هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية)_كان عقد المعاهدات وإبرام الاتفاقيات أحد أدوات الدبلوماسية في عصر النبي محمد صلي الله عليه وسلم، وأحد السُبل التي بها تعايش المسلمون مع غيرهم.
وفي ذلك يقول الأستاذ الدكتور علي جمعة “عرف الإسلام المعاهدات السلمية في السنوات الأولي من تأسيس الدولة الإسلامية الجديدة في المدينة، إذ عقد الرسول صلى الله عليه وسلم اتفاقيات سلمية مع الجماعات غير الإسلامية. وقد اعتبرت معاهدة الحديبية قدوة ومثالًا لدى الخلفاء والفقهاء عند عقد الاتفاقيات، وإجراء المفاوضات، ومدة المعاهدة السلمية مع غير المسلمين”.
وهناك معاهدات كثيرة من تلك التي وقعت في هذا العصر، وكما يقول الدكتور علي جمعة ويوافقه الكثير من العلماء أن معاهدة صلح الحديبية كان دوما المثال الذي يحتذى به لدي في عقد المعاهدات وإبرام الاتفاقيات، لذا أعرضها على حضراتكم بشئ من التفصيل المناسب.
والبداية كانت من معاهدة صلح الحديبية التي أبرمت بين المسلمين وقريش، في شهر ذي القعدة عام سته هجريا، وسميت بهذا الإسم نسبة للمكان الذي أبرمت فيه، وهو مكان بالقرب من مكة يقال له الحديبية وبالمناسبة هذا التقليد موجود في القانون الدولي، أقصد أن تسمى المعاهدة أو المؤتمر وفقا للمكان الذي انعقد فيه أو ابرمت فيه المعاهدة _.
وقد تمت هذه المعاهدة عن طريق الصحابي سلمان الفارسي، ولد عام 568 هجرية وتوفى عام 654 هجرية، والذي قال عنه النبي محمد صلي الله عليه وسلم في الحديث ( الجنة تشتاق لثلاثة علي وعمار وسلمان).
وبهذه المعاهدة تحقق السلام بين المسلمين وقبائل مكة. وفق للشروط والبنود المتفق عليها بين الطرفين ، وأستقر الحال هكذا لعدة سنوات حتى نقضت قريش المعاهدة وأخلت بالاتفاق.
وكان هذا هو نص المعاهدة :
(باسمك اللهم
هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو ، اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين يأمن فيهن الناس ويكف بعضهم عن بعض ، على أنه من أتى محمدا من قريش بغير إذن وليه رده عليهم ، ومن جاء قريشا ممن مع محمد لم يردوه عليه ، وإن بيننا عيبة مكفوفة ، وأنه لا إسلال ولا إغلال ، وأنه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه ، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه…
أدوشهد على الصلح رجال من المسلمين ورجال من المشركين.
ولم تكن علي الإطلاق هذه المعاهدة الوحيدة بين المسلمين وغيرهم، ولكن كان هناك العديد من المعاهدات والاتفاقيات الأخرى منها: الإتفاقية السلمية التي كانت بين المسلمين ونصارى نجران في العام العاشر هجريا، واتفاقية مع بني صخر من كنانة، وأخرى مع يهود فدك وأيلة وتيماء، وإتفاقات سلمية مع الحبشة … الخ
يسعدني التواصل وإبداء الرأي
مراجع للمقال:
المعاهدات وسياسة الإسلام الخارجية، مقال، الأستاذ الدكتور علي جمعة.
موسوعة السيرة النبوية للدكتور مصطفى الرفاعي
تاريخ الطبري
الرحيق المختوم للعلامة صفي الرحمن المباركفوري
ا/د بسيوني، محمود شريف، الوثائق الدولية المعنية بحقوق الإنسان، المجلد الثاني، دار الشروق، القاهرة، 2003.