أنقرة (زمان عربي) – شنّ رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو هجمات شنيعة لا يمكن وصفها بالعقل والإنصاف ضد الأستاذ فتح الله كولن حيث اتهمه بأنه يشكو بلاده تعليقا على مقاله المنشور في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وسعى داود أوغلو لاختلاق مفاهيم خادعة من المقال بهدف تضليل الرأي العام وتشويه صورة الأستاذ كولن وحركة الخدمة التي تستلهم فكره.
وفي الوقت الذي قام فيه أردوغان بمحاولة تضليل الرأي العام وتحريف أصل المقال الذي تضمن تقييمه للأحداث التي تشهدها تركيا في الوقت الراهن زاعما أنه متعلق ببنك آسيا – الذي تسعى الحكومة لإشهار إفلاسه بعدما قامت بعزل مجلس إدارته وتعيين أسماء مقربة منها- تساءل داود أوغلو، الرجل الأكاديمي، عن كيفية قيام كولن بكتابة مقال في صحيفة” نيويورك تايمز” قائلا: “كيف لكولن وهو ليس كاتبا صحفيا أن يكتب مقالا في تلك الصحيفة”.
وطالب كل من أردوغان وداود أوغلو بالتساؤل ومعرفة الأشخاص والقوى الكامنة وراء صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، كما اختلقا معاني ومفاهيم عميقة من المقال سعيا إلى خداع المواطنين وتضليلهم. لكن داود أوغلو كان بامكانه أن يستفسر عن الجهات التي تدير صحيفة نيويورك تايمز من رئيس الجمهورية أردوغان أو من برات ألبيراق صهر أردوغان أو المدير العام لصحيفة “تقويم” شقيقه سرهات ألبيراق.
وفي الوقت الذي يفتخر فيه داود أوغلو بنفسه ويمدح نفسه بأنه يكن في نفسه حبا وإخلاصا عظيمين للوطن عبر البرامج التليفزيونية التي يشارك فيها واللقاءات الجماهيرية، يتهم الأستاذ فتح الله كولن بأنه يشكو دولته للآخرين دون أن يقدم أدلة أو وثائق على ذلك بسبب المقال الذي نشره كولن في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الذي كان يتضمن تقييمه للأحداث التي تشهدها تركيا في الوقت الراهن.
والأمر الذي يدعو للحيرة هو اتهام داود أوغلو لكولن بأنه يشتكي بلاده في حين أن كولن نذر عمره كله للنهوض ببلده وليكون علم بلده مرفوعا ومرفرفا في 160 دولة بفضل مدارس حركة الخدمة التي تستلهم فكره الموجودة في تلك البلاد ويحتل مكانة مرموقة بين علماء الدين المعاصرين المعدودين في العالم والذي باتت تفتح باسمه قاعات دراسية ومنصات في الجامعات، وكل ذلك يجلب إلى الأذهان سؤالا: “هل ياتُرى لم يقرأ بروفيسور مثل داود أوغلو مقال الأستاذ كولن؟ ويتم توجيهه من قبل المؤيدين لحزب العدالة والتنمية ولايجيدون شيئا سوى شتم وسب وتحقير المعارضين ومحبي حركة الخدمة والأستاذ كولن عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟”.
صهر أردوغان عمل 4 سنوات مع نيويورك تايمز بشكل مشترك
ومجمل القول: “نحن لانعرف ماهي القوى الكامنة وراء صحيفة” نيويورك تايمز” الأمريكية، لكن من المستحيل أن يكون داود أوغلو لايعرف أن صهر أردوغان برات ألبيراق وشقيقه سرهات ألبيراق عملا مع هذه الصحيفة وقاما بنشر مشترك لسنوات طويلة. وبطبيعة الحال ما فعلاه لايعتبر جريمة إلا أن اختلاق مفاهيم خادعة من المقال المنشور في نيويورك تايمز للأستاذ كولن، بهدف تضليل الرأي العام وتشويه صورة كولن وحركة الخدمة قد يجعل بعض المتهورين يسألون: “ماذا كنتم تفعلون مع صحيفة نيويورك تايمز على مدى 4 سنوات بواسطة برات وسرهات؟”.
ولكي يجد كل من أحمد داود أوغلو ورجب طيب أردوغان الشغوفان بمعرفة ماهي القوى الكامنة وراء صحيفة نيويورك تايمز ردا على فضولهما، فلنورد – هنا – المجاملات التي أبداها آرثر سولزبيرجر رئيس تحرير نيويورك تايمز ورئيس مجلس إدارتها عندما التقى به برات رئيس مجموعة “صباح” الإعلامية وشقيقه سرهات في الخبر الصادر في وسائل إعلامهم التي تسيطر عليها الحكومة وتوجهها:
“أعرب آرثر سولزبيرجر رئيس تحرير نيويورك تايمز ورئيس مجلس إدارتها الذي زار مؤسسة “تشاليك” القابضة في العام الأول للعمل مع صحيفة صباح عن ارتياحه وسروره بالعمل مع فريق صحيفة صباح. وقال إن الزملاء المسؤولين عن الأعمال التحريرية والإنتاج والإعلانات أصبحوا زملاء عمل حميميين يعملون بصورة مبدعة. ونحن نهدف إلى مواصلة التعلم من بعضنا البعض وتأسيس صداقة طويلة المدى مع فريق صحيفة صباح (الموالية لحزب العدالة والتنمية)”.