بقلم: نازلي إيليجاق
لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تصريح، في 13 مايو / آيار الماضي ، قال فيه: “إذا كانت مطاردة ساحرات، نعم ستبدأ مطاردة الساحرات” ، وها هي بدأت بالفعل؛ إذ تحركت مديرية الأمن العام بناءً على تعليمات صادرة عن نيابة مكتب التحقيق في الجرائم المرتكبة ضد النظام الدستوري في أنقرة ، وقد أرسل رئيس دائرة مكافحة الإرهاب “تورجوت أصلان” خطابا إلى مديريات الأمن في 30 ولاية في عموم تركيا.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]علينا أن نهنئ حكومة حزب العدالة والتنمية، فقد تفوّقت على ما حدث إبّان انقلاب 28 فبراير / شباط بعشر خطوات، فكان الحديث أيام الانقلاب حول “عناصر الجماعة الذين تغلغلوا في الجيش”، وكان المطلوب محدودًا، وهو إلحاق مدارس الجماعة بوزارة التعليم الوطني، ورُفعت دعوى تضمّ السيد “فتح الله جولن” فقط بصفته زعيم التنظيم، ولم تتطرّق لتعقّب سائر الشخصيات الأخرى المقرَّبة من الجماعة. هذا فضلًا عن أن أحدًا لم يحاول ربط شخصية جولن ببعض الاغتيالات. ولقد برئ جولن من هذه الدعوى عام 2008، بقرار من اللجنة العامة للعقوبات بمحكمة النقض.[/box][/one_third]وبحسب الخبر الذي نشره موقع صحيفة “راديكال” على الإنترنت؛ فإن هذا الخطاب، ذا العبارات “السرّية”، يطلب تحديد ما إذا كان السيد فتح الله جولن وجماعته يمتلكان قوة مسلحة أم لا، وما إذا كانت العناصر التابعة للجماعة داخل وحدات الجيش والجاندرما( قوات الدرك) ، والمخابرات ومديرية الأمن لديها القدرة الكافية لإسقاط الحكومة أو إلغاء الدستور إذا ما بادرت إلى القيام بعمل مسلح أم لا.
وعلينا أن نهنئ حكومة حزب العدالة والتنمية، فقد تفوّقت على ما حدث إبّان انقلاب 28 فبراير / شباط بعشر خطوات، فكان الحديث أيام الانقلاب حول “عناصر الجماعة الذين تغلغلوا في الجيش”، وكان المطلوب محدودًا ، وهو إلحاق مدارس الجماعة بوزارة التعليم الوطني، ورُفعت دعوى تنظيم عبر قناة النائب العام “نوح مته يوكسل”، لكن هذه الدعوى كانت تضمّ السيد “فتح الله جولن” فقط بصفته زعيم التنظيم، ولم تتطرّق لتعقّب سائر الشخصيات الأخرى المقرَّبة من الجماعة. هذا فضلًا عن أن أحدًا لم يحاول ربط شخصية جولن ببعض الاغتيالات. ولقد برئ جولن من هذه الدعوى عام 2008 ، بقرار من اللجنة العامة للعقوبات بمحكمة النقض.
وأما الآن فالملف يُفتح من جديد باتهامات جديدة، ونشهد حاليًا مساعي الحزب الحاكم لتحميل جماعة الخدمة عددا كبيرا من الجرائم التي يمكن تحميلها للدولة العميقة، فنرى المنطق وقد خرج في نزهة، والعقل وقد أُجِّر، ولم يعُد هناك شيء يتحدث سوى الخصومة والغضب. فلماذا تقتل الجماعة رجل الأعمال أوزير جاريه، أو الصحفي الأرميني هرانت دنك، أو الراهب “سانتورو”؟ إن جريمة اغتيال رئيس مجلس الدولة تشكّل أساس منظمة “أرجينيكون” الانقلابية، ويمكننا أن نتحدث عن هذا الهجوم المنظم بهدف انفعال الشعب بشكل أشدّ في مواجهة “الحكومة الرجعية”.
الإنصاف ياسادة! لقد تخطّيتم مرحلة مطاردة ساحرات العصور الوسطى، ناهيكم عن انقلاب 28 فبراير/ شباط، هل لم يعد داخل حزب العدالة والتنمية شخص واحد يئنّ ضميره لما يحدث؟
أصدروا الإشارة في وسائل الإعلام المقربة منهم، والآن فقد بدأوا عملية مطاردة الساحرات.
توتر الحمامة
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]نشهد حاليًا مساعي الحزب الحاكم لتحميل جماعة الخدمة عددا كبيرا من الجرائم التي يمكن تحميلها للدولة العميقة، فنرى المنطق وقد خرج في نزهة، والعقل وقد أُجِّر، ولم يعُد هناك شيء يتحدث سوى الخصومة والغضب. فلماذا تقتل الجماعة رجل الأعمال أوزير جاريه، أو الصحفي الأرميني هرانت دنك، أو الراهب “سانتورو”؟ إن جريمة اغتيال رئيس مجلس الدولة تشكّل أساس منظمة “أرجينيكون” الانقلابية، ويمكننا أن نتحدث عن هذا الهجوم المنظم بهدف انفعال الشعب بشكل أشدّ في مواجهة “الحكومة الرجعية”.[/box][/one_third]تحدّث الكاتب الصحفي التركي ذو الأصول الأرمينية “هايكو بغداد” في صحيفة “طرف” عن الكنيسة الكاثوليكية اللاتينية الواقعة في منطقة “يشيل كوي” بإسطنبول، في 2 يوليو/ تموز 2014، وبحسب ما نُقل عن أحد موظفي الكنسية، ويدعى دوغان يلدريم، فإن مجموعة مكونة من 8 أشخاص دخلت الكنيسة أثناء مراسم التعميد، وأزعجت الحاضرين، وأهانتهم، فيما لم تتدخل ثلاث فرق شرطية كانت تسير في الشارع، بالرغم من رؤيتهم للوقائع التي انتقلت إلى خارج الكنيسة، وقد شعر المترددون على الكنيسة بالخوف ولذلك لم يعودوا يترددوا عليها، وكان “هايكو بغداد” يسأل بقوله “هل علينا أن ننسى التاريخ القريب ونتجاوز عن هذه الواقعة بقولنا إن هذه حساسية قومية لدى بعض الشباب ؟”
ولم تنتهِ هذه الواقعة عند هذا الحد؛ إذ تعرّض موظفو الكنيسة الذين أفصحوا عن تفاصيل الواقعة للصحفي بغداد لضغوط مفادها: “انشروا مقالًا لتصحيح ما حدث في تلك الواقعة، وأوصلوا رسالة إلى الرأي العام أن الشرطة تقوم بواجبها على أكمل وجه، وقولوا إن هذه الأخبار يروجها بعض البؤر الظلامية”.
وقد نشرت صحيفة” أكشام”، المتحدث باسم الحزب الحاكم، في الوقت نفسه خبرًا بعنوان “يريدون تشويه صورة تركيا أمام العالم”، واستهدف الخبر الصحفي هايكو بغداد، حيث قال: “إن القوى الراغبة في أن تعمّ الفوضى تركيا نشرت تفاصيل سوء سلوك شابين من شباب الشوارع أمام الكنيسة الكاثوليكية في يشيل كوي في إسطنبول على أنه هجوم ضد النصارى في تركيا”.
وإذا تذكّرنا أن الصحفي الأرميني الراحل هرانت دنك قد استُهدف وحوكم بتهمة إهانة العرق التركيّ بحجة نشره لمقال قال فيه إن صبيحة جوكشين، الابنة المعنوية لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، تنحدر من أصول أرمينية، فبإمكاننا وقتها أن نعتبر أن ما يعيشه الصحفي الأرميني الآخر هايكو بغداد من حالة “توتر الحمامة” أمرًا طبيعيًا.
جريدة” بوجون” التركية