بقلم: هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية)_ يسعدني ويشرفني أن أقدم لحضراتكم هذا العام سلسلة مقالات جديدة، عن الدبلوماسية في الشريعة الإسلامية والقانون الدولي، وهي السلسلة الثالثة، بعد تقديم الأولى على مدار العام الأسبق (2022) بعنوان “الأمم المتحدة وقضايا العصر”، ثم الثانية على مدار العام السابق (2023) بعنوان “المُجرمُون الجُدُد”.
وبداية أستأذن القارئ الفاضل في تقديم كامل الشكر وخالص العرفان للسادة الأساتذة المسؤولين عن جريدة زمان التركية، على رقيهم الدائم ومهنيتهم العالية ودماثة خلقهم المعهودة، وأصحاب الفضل في تواصلي مع حضراتكم عبر مقالاتي، وهي المسؤولية التي أُقدرها جيدًا، وأدعو من الله أن يوفقني علي أدائها على أكمل وجه.
واسمحوا لي أن أشير إلى أمرًا آخر؛ وهو سعادتي في استقبال أي تساؤل أو تعليق أو وجهة نظر مختلفة عن طريق بريدي الإلكتروني المكتوب دائمًا أسفل كل مقال، فكما قال سقراط ( تبادل الآراء خير مُعلم) وأنا يشرفني أن أتعلم من حضراتكم .
وأخيرًا وليس آخرًا كل عام وحضراتكم والأمة الإنسانية جمعاء بكل حب وسعادة ورضًا من الله.
عودة للمقال ولسلسلة “الدبلوماسية بين الشريعة والقانون” التي أحاول أن أجيب فيها علي أسئلة كثيرة تتعلق بالموضوع، ومعلومات هامة جدًّا عن تاريخ الدبلوماسية وواقعها المعاصر في كلأ من الشريعة الإسلامية والقانون الدولي، وسرد لبعض الوقائع والأحداث الهامة ذات الصلة. مثل أهمية الدبلوماسية في النظامين؟ وكيف ساهمت الدبلوماسية في التاريخ الإسلامي؟ وما هو أساسها؟ وأنواعها؟ وما هي الوقائع والأحداث الدبلوماسية التي أثرت في تاريخ الإسلام؟ وكيف ساهمت الشريعة في تطور الدبلوماسية؟ وعلى الجانب الآخر ماذا عن وضع الدبلوماسية الآن في القانون الدولي؟ وماذا يستفيد المواطنين من الدبلوماسيين؟ ووضع هؤلاء وحقوقهم وواجباتهم؟ وأشكال وأنواع المشتغلين بالعمل الدبلوماسي؟ وكيف هم مميزون عن غيرهم من الأشخاص الأخرى؟ ولماذا؟ وماذا عن تاريخ استغلال بعض الدبلوماسيين لحصانتهم التي يتمتعون بها وقيامهم بجرائم مثل التهريب والقتل؟ وماذا عن القضايا الشهيرة الخاصة بالدبلوماسيين مثل قضية كلاس ديون؟ وقضية السفير الروسي في لاهاي؟ وقضية السفير الذي قتل زوجته وأحرقها؟ والسفير الذي قتل فتاة فرنسية؟ وقضية وزير النفط النيجيري الذي حاولت دولته تهريبه مُخدر في حقيبة دبلوماسية؟ والسفير الذي كان يستغل السفارة في أعمال منافية للآداب…؟
وما هي حقيقة حياة الدبلوماسيين وما يتعرضون له من ضغوط ومشاكل وتحديات؟… الخ ذلك من موضوعات وقضايا دبلوماسية أخرى.
وهذه الدراسة نوع من الدراسات يسمى بالدراسة المقارنة، أقدمه لحضراتكم بشكل مختلف، حريصًا كل الحرص على الالتزام وأخلاق وأصول الكتابة الصحفية والأمانة العلمية بشكل عام. أملًا أن تكون رحلة مفيدة وشيقة، اصطحبكم فيها إلى هذا العالم لنكتشف ما في داخله من حقائق وأسرار.
واتساقًا مع القاعدة الشهيرة التي تقول الحكم على الشيء فرع عن تصوره، نبدأ بالحديث مفهوم الدبلوماسية.
تعني الدبلوماسية وفقًا لما ورد في قاموس المعاني (التمثيل السياسي للبلاد وتصريف شؤونها الخارجية لدى الدول الأجنبية)، وكذلك تعني فن إدارة العلاقات السياسية السلمية بين الدول.
أما عن معنى الدبلوماسية في القانون الدولي فمن تعريفاتها، الذي قاله برادية فودبريه أنها ذلك الفرع من القانون الدولي الذي يتناول بصفة خاصة تنسيق العلاقات الخارجية للدول.
وكلمة دبلوماسي هي كلمة لاتينية جاءت من كلمة (diploma) أي شهادة وبالتالي الدبلوماسي هو حامل هذه الشهادة من حاكم دولته إلى حاكم دولة أخرى.