أنقرة (زمان التركية) – صدرت دعوات من سياسيين وقادة أحزاب تركية تطالب بإعلان حالة الحداد الوطني في البلاد عقب استشهاد جنود أتراك في شمال العراق، متهمين الحكومة بالتقصير في أداء واجبها وعدم احترام دماء الشهداء.
ويوم الجمعة الماضي أعلنت وزارة الدفاع التركية استشهاد 6 جنود، وأعقب ذلك إعلان آخر عن استشهاد 6 جنود في اليوم التالي، خلال هجوم على قاعدتين عسكريتين شمال العراق.
الحداد الوطني في تركيا
وقارن سياسيون من المعارضة التركية بين الإجراء الذي اتخذته الحكومة خلال عام 2015 عند وفاة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، ورفض إعلان الحداد حاليا على أرواح الجنود الأتراك.
ونشر رئيس حزب الأمة، محرم إنجه، تغريدة عبر حسابه بمنصة أكس دعا خلالها الحكومة لإعلان الحداد، قائلا: “يا من أعلنتم الحداد لملك السعودية أين أنتم من استشهاد 12 من ابنائنا خلال يومين؟ ماذا تنتظرون لإعلان الحداد؟“
كما دعا نائب رئيس الحزب الديمقراطي، جمال أنجين يورت، الرئيس التركي لإعلان الحداد، قائلا: “توفى ملك السعودية فتم إعلان الحداد، خلال يوم واحد استشهد 12 من أبناء الوطن، ادعو الرئيس التركي لإعلان الحداد بمشاعر صادقة، أرجو الرحمة لشهدائنا“.
ووقعت الكتلة البرلمانية لأحزاب العدالة والتنمية والحركة القومية والجيد والسعادة عن بيانا مشتركا ضد الإرهاب على خلفية الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها قاعدتين عسكريتين في شمال العراق، لكن البيان خلى من المطالبة بإعلان حالة الحداد الوطني.
في المقابل أصدرت كتلة حزب الشعب الجمهوري بيانًا منفصلًا دعت خلاله السلطات لإعلان الحداد على ضحايا الهجمات الإرهابية.
ودعت أيضا رئيسة حزب الجيد، ميرال أكشنار، الحكومة لإعلان الحداد قائلة: ” خلال أربعة وعشرين ساعة استشهد 12 من أبنائنا، هذه مسألة قومية وألم قومي وبالتالي هي حداد قومي للشعب التركي، الحداد الذي سارعت السلطات بإعلانه عند وفاة الملك السعودي لا يتم إعلانه اليوم لأجل أبنائنا”.
اضافت منتقدة”إقصاء الدعوة التي تقدمت بها كتلتنا البرلمانية خلال البيان المشترك في ظل هذا الحادث المؤلم أمر لا يليق ببرلمان الغزاة الذي يشكل صوت ضمير الأمة، لهذا أدعو الحكومة والبرلمان من هنا إلى أداء واجبهم فورا لحماية إرادة الشعب وضميره وحقوقه وقانونه والتصرف بما يليق بآداب ومكانة بلدنا واتخاذ خطوة لإخماد النيران المشتعلة بقلب هذا الشعب وليس لتأجيجها“.
كما نشر رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، تغريدة عبر حسابه بمنصة اكس حملت وسم “الحداد الوطني” للمطالبة بإعلان حالة الحداد العام.
واستنكر نائب رئيسة حزب الجيد، تاشي حمشي أوغلو، عدم إدارج الدعوة إلى الحداد ضمن البيان المشترك للبرلمان، قائلا: “كتلة الحزب بالبرلمان تقدمت بطلب لإعلان الحداد، هناك مقاومة غريبة -لهذا الطلب- وتم إخبارنا أنه لا يمكن تحقيق الأمر خلال تلك الليلة، شهدائنا يدافعون عنا ليلا ونهارا تحت المطر والثلج ويموتون لأجلنا ونحن لن نعمل لساعة إضافية؟“
ومن خارج صفوف السياسة، طالب لاعب كرة السلة، كمال جان بولات، بإعلان الحداد، قائلا: “دعونا لا نعتاد سقوط شهداء“.