إسطنبول-تركيا (زمان عربي) – حتى الآن لم تصدر أية تصريحات عن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي الذي انتقد مشاركة رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في مسيرة الجمهورية في باريس تنديدا بالهجوم الإرهابي ضد صحيفة “شارلي إبدو” الساخرة الذي راح ضحيته 12 شخصًا الذي قال فيه إن مشاركة أحمد داود أوغلو في المسيرة لم تكن من صميم قلبه. وذلك رغم مرور ثلاثة أسابيع على تهديدات أنقرة برد فعل عنيف.
وعلّق داود أوغلو على تصريحات رينزي قائلا: “إن لم يخرج رئيس وزراء إيطاليا ويفسر هذا الموقف سنتخذ خطوة عنيفة جدا”. إلا أنه مضى حتى الآن ثلاثة أسابيع ولم تأت أية تصريحات من روما كما لم تتخذ أنقرة أية خطوات. ويتردد أن بعض المسؤولين الأتراك يريدون إنهاء المسألة دون تضخيم.
وفي الوقت الذي تضعف فيه هيبة وسمعة تركيا على الصعيد الخارجي يوميا، نجد أن الزعماء الأوروبيين يضعون المجاملة الدبلوماسية جانباً ويستهدفون مباشرة حكومة حزب العدالة والتنمية. إذ تعامل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أثناء مسيرة باريس بروح باردة جدا بصورة لفتت أنظار جميع المراقبين، وقام بمعانقة الزعماء المشاركين في المسيرة لكنه اكتفى فقط بمصافحة داود أوغلو دون معانقته.
وعلى الرغم من أن أنقرة تحاول تضليل الرأي العام وتظهر عكس ردود الأفعال الشديدة التي توجهها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا إلا أنها تتعامل معها بصورة سيئة للغاية. وعلى سبيل المثال لم تعترض أنقرة على تعيين جون باس سفير للولايات المتحدة رغم وصفه أردوغان عندما كان رئيسا للوزراء بأنه “ديكتاتور وسلطوي”.
وبينما فضّلت أنقرة أن تتجاهل هذه الكلمة علّق مسؤول لصحيفة زمان على هذا الموقف قائلا “إن الاعتراض على السفير الأمريكي قد يسفر عن أزمة لا رجعة فيها. وليس من الحكمة المخاطرة بذلك في هذه الفترة”.
كما أن منح أنقرة جون باس موعدا مبكرا لاعتماده أدهش حتى الولايات المتحدة. إذ قدم يوم السبت إلى أنقرة وقدّم أَوراقَ اعْتِمادِهِ لأردوغان يوم الاثنين وباشر مهامه على الفور. وكان الجانب الأمريكي يعتقد أن أردوغان سيجعل باس ينتظر فترة كرد فعل على ما قاله. إلا أن هذا الموعد السريع أدهش المسؤولين الأمريكيين. وذكر أحد المصادر الأمريكية لـ”زمان” : “بصراحة لم نكن ننتظر موعدا مبكرا بهذه السرعة. ونحن مسرورون بالتصرف السليم الذي أبداه الجانب التركي”.