أنقرة (زمان التركية) – كشف صحفيون في تركيا أن بلادهم تواصل تجارتها الاستراتيجية مع إسرائيل وتصدر شحنات النفط والفولاذ إلى الموانئ الإسرائيلية، رغم حملات المقاطعة المعلنة لدعم فلسطين، ورغم الهجوم الحاد للرئيس رجب طيب أردوغان، على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ومع حظر البرلمان التركي لمشروبات كوكاكولا والنسكافيه، كانت هناك تساؤلات حول ما إن كان هذا هو أعنف موقف رسمي تستطيع تركيا اتخاذه تجاه ما يحدث في قطاع غزة.
التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل
وأفاد الصحفي، إبراهيم كهفاجي، أن المنتجات التي يتم الدعوة لمقاطعتها ليس لها علاقة بإسرائيل وأنه يتوجب أن يُفرض الحظر على صادرات المنتجات الاستراتيجية إلى إسرائيل، مشيرا إلى تصدر الفولاذ صادرات تركيا إلى إسرائيل، حيث تبلغ نحو 6 مليار دولار.
وشدد كهفاجي على ضرورة وقف تصدير هذه المنتجات، مشيرا إلى أن هناك تعاون مع إدارة تل أبيب في مجالات الطاقة كخطوط نقل النفط.
وذكر كهفاجي أن تقرير مجلس المصدريين الأتراك يظهر تشارك تركيا المرتبة نفسها مع ألمانيا في مبيعات السلع إلى إسرائيل بعد كل من الصين والولايات المتحدة.
وأضاف قائلا: “أي أن تركيا تحتل المرتبة الثالثة ضمن الدول الملبية لاحتياجات إسرائيل، البيانات تشير إلى بلوغ مبيعات تركيا للحديد والفولاذ إلى إسرائيل خلال عام 2022 نحو مليار و192 مليون دولار تلتها مبيعات السيارات بنحو 563 مليون دولار، ثم البلاستيكيات والمنتجات الجاهزة في المرتبة الثالثة بواقع 512 مليون دولار”.
وفي السياق نفسه نشر الصحفي، ماتين جيهان، قائمة بالسفن التي تتولى الشحن من تركيا إلى إسرائيل.
وأوضح في منشور على منصة X قائلا: “أعددت قائمة بالسفن التي تتولى الشحن من تركيا إلى إسرائيل في ظل مواصلة الأخيرة للإبادة الجماعية، لم يكن بالإمكان إدراجهم جميعا، بل وأن هناك سفن جديدة انضمت أثناء التقاطي صورة لهذه القائمة، نحن ندعم فلسطين قولا وإسرائيل فعلا”.
وخلال تغريدة أخرى صرح جيهان أن ناقلات نفط كالكفانلار تتولى الشحن من تركيا إلى إسرائيل باستمرار، في حين تتولى شركة تدعى أكار دنيز نقل النفط الخام والمحروقات والمواد الكيماوية، واضاف قائلا: “هناك سفينة شحن كاليونجو رو رو. لديهم صور تجمعهم مع أردوغان، كما ان هناك حاملات نقط تابعة لإسرائيل”.
هذا وتعد سفينة الشحن Chemical Contender الراسية في ميناء حيفا، أحد أكبر مراكز التجارة البحرية مع إسرائيل، مثالا على هذه العلاقات، إذ أن السفين المحملة بالوقود والمواد الكيماوية انطلقت في السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري من ميناء شولاك أوغلو بمدينة كوجالي التركية ووصلت إلى ميناء حيفا في التاسع من الشهر نفسه.
وبعد أن أعلنت العديد من المؤسسات الحكومية وفي مقدمتها البلديات التابعة لحزب العدالة والتنمية الحاكم حظر بيع المشروبات الخاصة بمجموعة كوكاكولا، مُنحت شركة كوكاكولا حوافز بنحو 590 مليون و793 ألف ليرة للشركة من وزارة الصناعة والتكنولوجيا، وفق ما جاء في الجريدة الرسمية.
كما حصلت كوكاكولا على إعفاء من الضريبة الجمركية، وإعفاء من ضريبة القيمة المضافة (VAT) وحصة صاحب العمل من أقساط التأمين لمدة 5 سنوات، وخصم ضريبي بنسبة 60 بالمائة ومعدل مساهمة الاستثمار بنسبة 25 بالمائة.
شهدت العواصم الغربية هذا الأسبوع الماضي تظاهرات ضخمة داعمة لفلسطين في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، واحتضنت العاصمة البريطانية، لندن، تظاهرة ضخمة شارك بها نحو 300 ألف متظاهر، بينما شهدت تركيا تظاهرة داعمة امتدت لنحو ثلاث كيلومترات