علي أونال
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]إن الله تعالى خلق كل إنسان حرا، فالتوحيد أساس الدين الإسلامي وهو قائم على المساواة بين جميع العباد والخلائق. ولا فضل بينهم إلا بالتقوى. فالحرية أساس التوحيد وهي متمثلة في العبودية لله وحده وعدم الخضوع لغير الله، وعدم العبودية لغير الله، وعدم اعتبار أي مخلوق صاحب سلطة مطلقة الصلاحيات.[/box][/one_third]أيمكن إيجاد عذر لطائفة من عامة الشعب في دعمها للحكومة على الرغم من انتهاكها للحقوق ومخالفتها للقوانين وارتكابها أعمال الفساد؟ فقسم من الشعب يتابع الإعلام الموالي للحكومة ولذلك لا علم له بالحقائق بل إنه يظن كل ما هو خلاف للحقيقة صوابا. فهل يمكننا اعتبار هذه الطائفة بريئة؟
إن الله تعالى خلق كل إنسان حرا، فالتوحيد أساس الدين الإسلامي وهو قائم على المساواة بين جميع العباد والخلائق. ولا فضل بينهم إلا بالتقوى. فالحرية أساس التوحيد وهي متمثلة في العبودية لله وحده وعدم الخضوع لغير الله، وعدم العبودية لغير الله، وعدم اعتبار أي مخلوق صاحب سلطة مطلقة الصلاحيات. لكن بعض الناس يتنازلون عن حريتهم في سبيل الشهرة والمنصب والمصلحة والطمع وإثبات النفس أو بسبب الخوف أوالأنانية؛ فينحنون أمام بشر من أمثالهم. وهذا ما عبر عنه المثل التركي: “كلما كان هناك من يقبل الأيدي كان هناك من يمد يده لتقبيلها”.
كلما كثر الناس الذين يتخلون عن حريتهم للأسباب التي ذكرناها سيكثر المستعبدون في كل الأوقات. لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق وفي انتهاك الحقوق وارتكاب الظلم. وعلى مدى التاريخ كان بعض الناس الذين حازوا على وسائل السلطة كالعلم والقوة والمعرفة والثروة قد تحكموا على غيرهم، أما الذين لم يقيموا وزنا لذلك فقد أبوا ولم يخضعوا لهم. وقد عبر القرآن عن هذه الحقيقة من خلال ذكر قصة فرعون وقومه، كما قال تعالى: “فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ” الزخرف 54. نعم فالسبب الأساسي في تخلي الناس عن حريتهم وإطاعة فرعون هو الفسق. والله لا يرضى عن هذه الظاهرة ولذلك فإن من الأهداف في إرسال الرسل كما قال الصحابي ربعي بن عامر: “نحن قوم بعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد”.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]إن الساكتين عن الظلم والفساد ليسوا أبرياء مهما كانت دوافعهم كالشهرة والمنصب والخوف والطمع والمصلحة.[/box][/one_third]فإذا كانت هذه هي الحقيقة فإن الساكتين عن الظلم والفساد ليسوا أبرياء مهما كانت دوافعهم كالشهرة والمنصب والخوف والطمع والمصلحة …إلخ.
فالله ذكر لنا مصير الذين يطيعون فرعون وأمثاله في الآخرة بقوله: ” وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآَنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33)” سبأ.
هكذا وصف الله مصير الحكومات الظالمة والذين يطيعونهم. وقد قال سيدنا علي (كرم الله وجهه) : “الظلم فيه ركنان : الظالم والمظلوم فإن رضي المظلوم بالظلم فهو ظالم أيضًا”. ولايُعذر من لا يعلم، فوسائل التعلم منتشرة ومتاحة في عصرنا. فالذي يبحث عن الحقيقة والصواب عليه أن يتابع إعلام الحكومة والإعلام المعارض ويعبر عن رأيه بناء على ذلك. أما الذين يتابعون إعلام الحكومة فقط إنهم يتهربون من معرفة الحقيقة والصواب.