القاهرة (زمان التركية)- تصطف العشرات من شاحنات المساعدات المصرية أمام معبر رفح الحدودي المنفذ الوحيد إلى قطاع غزة الذي لا تسيطر عليه إسرائيل، لكن لم يتضح متى قد تمر عبر المعبر البري المغلق منذ أيام على الجانب الفلسطيني بسبب الضربات الإسرائيلية.
وانتقلت قافلة مكونة من 100 مركبة من مدينة العريش شمال مصر إلى الحدود يوم الثلاثاء، وتشمل المساعدات 1000 طن من المواد الغذائية و40 ألف بطانية وأكثر من 300 ألف صندوق من الأدوية والمستلزمات الطبية، برفقة أطباء متخصصين.
تحرك قوافل مساعدات من مدينة #العريش المصرية باتجاه معبر #رفح |#شاهد_سكاي pic.twitter.com/7hNIFMdhSS
— سكاي نيوز عربية (@skynewsarabia) October 17, 2023
قافلة المساعدات تنتظر الضوء الأخضر
وتنتظر هذه المساعدات على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي، على بعد أقل من كيلومتر واحد من غزة، الضوء الأخضر من إسرائيل، حتى يتمكن السائقون من الوصول إلى 2.3 مليون فلسطيني محاصر عالقين في مرمى نيران الحرب المستمرة، ينتظرون الغذاء والوقود والمياه والأدوية من بين مئات الأطنان من المساعدات المنقذة للحياة.
⭕️- "أنا مش هارجع.. لو فيه ضرب هاخش.. لو فيه موت برضه هاخش.. الناس اللي مرمية عمالة تموت دي مستنيين الحاجات اللي معانا دي"..
سائق شاحنة مساعدات مصري يتحدث بحزن وغضب عن منع عبور شاحنات المساعدات عبر #معبر_رفح إلى قطاع #غزة#مجزرة_مستشفى_المعمداني pic.twitter.com/jlstqMN0ni— عربي بوست (@arabic_post) October 18, 2023
ومع استمرار العاملين في المجال الإنساني في ترديد النداءات العاجلة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة إلى إسرائيل لفتح ممر آمن لإيصال المساعدات، ستنفد الإمدادات الأساسية من غزة قريباً، وفقاً لوكالات الأمم المتحدة الموجودة على الأرض، والتي دقت ناقوس الخطر بشأن كارثة إنسانية غير مسبوقة تلوح في الأفق .
وبعد وقت قصير من اندلاع أعمال العنف في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أغلقت إسرائيل جميع حدودها مع غزة، ولم تتمكن الأمم المتحدة من تجديد مخزونها من المساعدات المنقذة للحياة منذ ذلك الحين. ومع تقلص الإمدادات في الجيب على خلفية القصف اليومي، سارعت وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها والدول إلى إرسال المساعدات.
طائرات المساعدات تهبط في مطار العريش
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أصبح مطار العريش الدولي في مصر، الذي يخدم عادة الفلسطينيين المسافرين إلى مكة بالمملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، بمثابة خلية من النشاط الإنساني.
هبطت مئات الأطنان من السلع الأساسية، من الأطعمة الجاهزة للأكل إلى قفازات اللاتكس للعمليات الجراحية الطارئة، في طائرات أرسلتها وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها والدول، بما في ذلك الأردن وتركيا والإمارات العربية المتحدة، في المطار، على بعد 45 كيلومترا من حدود غزة.
وصول طائرة تركية تحمل مساعدات إنسانية لسكان #غزة إلى #مطار_العريش في #مصر pic.twitter.com/rEHnbF3izN
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) October 14, 2023
وتم تفريغ التبرعات التي تشتد الحاجة إليها ونقلها إلى شاحنات متجهة إلى الحدود، ويضاف إلى القافلة مساهمة مصر بواقع 100 شاحنة تحمل ألف طن من المساعدات.
حاجة تدعو للفخر لما نشوف التكاتف ده بين الأشقاء ❤️.. شوفوا مسؤولي قوافل مساعدات التحالف الوطني قالولنا إيه من أمام معبر رفح ✌️#In_solidarity_with_Palestine#تضامناً_مع_فلسطين pic.twitter.com/FeeGgGLxnU
— CBC Egypt (@CBCEgypt) October 17, 2023
حجم المساعدات الدولية لقطاع غزة
بالإضافة إلى تسليم وكالات الأمم المتحدة منصات الخيام والبطانيات ومجموعة من الأدوية، أبلغ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن خطط لتزويد 300 ألف شخص بمجموعات الطوارئ التي تحتوي على المواد الأساسية، ولدى وكالة الأمم المتحدة للصحة الجنسية والإنجابية، صندوق الأمم المتحدة للسكان، الإمدادات الجاهزة لتعزيز نظافة المرأة، بما في ذلك 3000 مجموعة كرامة .
وبالقرب من قافلة المساعدات، لاحظت تقارير إعلامية صفوفًا من سيارات الإسعاف والعاملين في مجال الرعاية الصحية في حالات الطوارئ ينتظرون تقديم الرعاية لسكان غزة المصابين.
وأرسلت منظمة الصحة العالمية طائرة محملة بالإمدادات الطبية لتجديد مخزونها الموجود مسبقاً في غزة، والذي تضاءل إلى مستويات منخفضة بشكل خطير، وفي الأيام الماضية، أرسلت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة شحنتين من مركزها اللوجستي في دبي.
الهلال الأحمر بشمال سيناء يستقبل طائرة مساعدات طبية من منظمة الصحة العالمية لتسليمها إلى قطاع غـ ـزة#eXtranews #سمر_الزهيري pic.twitter.com/nXgVvJZpeJ
— eXtra news (@Extranewstv) October 14, 2023
وهبطت إحداها في بيروت، لبنان، وهي تحمل أدوية وإمدادات جراحية وعلاج الصدمات لعلاج ما بين 800 إلى 1000 جريح، وتلبي الاحتياجات المتزايدة مع تصاعد الاشتباكات على طول حدودها مع إسرائيل.
جاء ذلك بعد تسليم 78 مترًا مكعبًا من المساعدات الطارئة في نهاية الأسبوع إلى مطار العريش، وهي إمدادات كافية لمساعدة أكثر من 300 ألف فلسطيني. وللمساعدة في تأمين الوصول عبر منطقة رفح الحدودية، التقى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الأسبوع الماضي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي وافق على طلبها.
وتحتوي الشحنة الجاهزة للتسليم على الضروريات الصحية الأساسية إلى جانب إمدادات الطوارئ، وتشمل هذه الأدوية ما يكفي من أدوية الصدمات والإمدادات الصحية لعلاج 1,200 جريح و1,500 مريض يعانون من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري ومشاكل في الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى “أكياس” الصدمات الجاهزة لعلاج 235 جريحًا.
وفي مواجهة النقص أيضاً، أرسل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إمدادات لتجديد مخزونه الذي أوشك على النفاد، في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين، هبطت طائرة مستأجرة من برنامج الأغذية العالمي في مطار العريش، لتوصيل 22 طنًا من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك 15 طنًا من البسكويت المدعم ووحدتي تخزين متنقلتين لمعالجة النقص في غزة، وفقًا للخدمات الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة (UNHAS).
وأطلقت وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة عملية طارئة لإيصال الغذاء والماء والإمدادات الأساسية الأخرى إلى غزة والضفة الغربية، وتنتظر أيضًا خمس شاحنات تحمل، من بين أشياء أخرى، 100 طن من الطرود الغذائية.
ومن أجل الاستعداد لفتح محتمل لممر إنساني لجلب إمدادات المساعدات إلى القطاع، تم إرسال فريق متقدم إلى مصر، بحسب أحدث تقرير للأونروا عن الوضع .
ويعتبر الوقود “أمرا بالغ الأهمية” لمحطة تحلية المياه ومحطات ضخ المياه، وفقا للأونروا، وتنتظر أيضًا شحنات الوقود لملء الإمدادات التي تتقلص سريعًا والتي تم استخدامها لتشغيل مولدات الطوارئ، بما في ذلك في المستشفيات، في جميع أنحاء غزة.
وفي الوقت نفسه، أرسلت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في مصر شاحنات إلى جمعية الهلال الأحمر المصري، شريكها على الأرض، لتوسيع دعم اليونيسف في غزة، بمواد أساسية مثل المياه والمراحيض المتنقلة ومستلزمات الكرامة، لتلبية الاحتياجات الفورية لنحو 150 ألف شخص.
وفي الوقت نفسه، يعمل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية على تطوير الخطط في مركز خدماته في رفح من خلال سلسلة توريد من الأسواق المحلية ومخزونات الوكالة، بما في ذلك الوقود والمياه المعبأة ومستلزمات النظافة وخزانات المياه، وتقوم الوكالة أيضًا بمراجعة والتحقق من جدوى عمليات نقل المياه بالشاحنات.