أنقرة (زمان التركية) – صرحت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، بأن عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي “ليست على جدول الأعمال”، مؤكدةً أن هذا الموضوع “لا يزال بعيدًا جدًا” في الوقت الحالي.
والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني على هامش قمة قادة الدول والحكومات في حلف شمال الأطلسي “الناتو” التي عُقدت في العاصمة الليتوانية فيلنيوس.
وفي مؤتمر صحفي عُقد بعد انتهاء قمة الناتو، أجابت ميلوني على أسئلة الصحفيين حول لقائها بأردوغان. وعندما سألها أحد الصحفيين عن موقف الحكومة الإيطالية بشأن عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، وذكر لها بأن تركيا استخدمت عضويتها في الناتو لدعم انضمام السويد إلى الحلف، وتحدث عن مسألة حقوق المرأة وحقوق الإنسان بشكل عام في تركيا، أجابت ميلوني: “بالنسبة لي، هذا الموضوع لا يزال بعيدًا جدًا. إن هناك عددًا من الصعوبات داخل الاتحاد الأوروبي، وليس فقط في موقفنا الذي لا يعتبر هذا الموضوع من الأولويات”.
وشددت ميلوني على أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يعمل على عملية التوسع ويشمل البلدان الواقعة في منطقة البلقان الغربية، وأن انضمام تركيا ليس ضمن الأولويات في الوقت الحالي.
وتناولت وسائل الإعلام الإيطالية لقاء الرئيس التركي ورئيسة الوزراء الإيطالية بعناوين مثل “ميلوني التي تعارض انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، تحدثت مع أردوغان حول المهاجرين والإرهاب فقط”، و”تريد تركيا الانضمام للاتحاد الأوروبي، ولكن ميلوني دائمًا ما كانت ضدها”، وأشارت إلى أن هذه القضية أحدثت إحراجًا للزعيمين خلال لقائهما.
وأعربت ميلوني في السابق عن معارضتها الشديدة لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث قالت إن حزبها “إخوة إيطاليا” يعتقد أن تركيا ليست جزءًا من أوروبا من حيث التاريخ والجغرافيا والثقافة. وعندما كانت في المعارضة قبل توليها رئاسة الوزراء في أكتوبر 2022، أدلت ميلوني بتصريحات حادة ضد عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، حيث قالت “حان الوقت لإلغاء نهائيًا وضع عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي ورفض انضمام تركيا إلى أوروبا بشكل قاطع”.
وكانت تركيا قد بدأت عملية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي منذ العام 1987. وبعد مرور أكثر من 30 عامًا، لا تزال هذه العملية معلقة، وتواجه تحديات كبيرة من بينها مسألة حقوق الإنسان والديمقراطية والحريات الأساسية في تركيا.
وعلى الرغم من أن تركيا تعد شريكًا رئيسيًا للناتو، فإن علاقتها مع الاتحاد الأوروبي تعاني من توترات كبيرة. وفي العام 2016، قامت تركيا بإجراء استفتاء حول تعديل الدستور لتوسيع صلاحيات الرئيس التركي، وأدى ذلك إلى تدهور العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
وتظهر تصريحات رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني بأن عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي لا تزال موضوعًا مثيرًا للجدل وأن العديد من الصعوبات تعترضها في الوقت الحالي. ويبقى السؤال حول ما إذا كانت تركيا ستواصل جهودها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي على الرغم من هذه الصعوبات، أم ستبحث عن خيارات أخرى.