(زمان التركية)ــ تضم مدينة إسطنبول العديد من المعالم التاريخية العثمانية والإسلامية القديمة، كما أن المدينة بها أيضا معلم فرعوني شهير يعد الأقدم في تركيا، وهي “المسلة المصرية”.
المسلة المصرية (Dikilitaş)
جيء بـ المسلة المصرية من موقعها السابق أمام معبد الأقصر (Luxor) في مصر، وقد جاء بها الإمبراطور ثيودوسيوس الأول عن طريق البحر، ووُضعت في موقعها الحالي في حلبة السباق في القسطنطينية عام 390 م، ويعود أصل هذه المسلة إلى عام 1700 ق.م، حيث شيِّدت للفرعون تحتمس الثالث، ويبلغ ارتفاع المسلة 20 مترًا وهي مصنوعة من الجرانيت الوردي ومغطاة من كافة الجوانب الأربعة برسوم من اللغة الهيروغليفية، تروي أمجاد الفرعون تحتمس الثالث، وتصور الإله المصري القديم آمون رع. في أسفل المسلة قاعدة رخامية تحمل نقشًا لعبارات مقتبسة باللغتين اليونانية واللاتينية، كما توجد على الجانبين الآخرين مشاهد تروي عملية بناء النصب التذكاري الحجري وسباق المركبات. وتعتبر هذه المسلة أقدم أثر تذكاري في إسطنبول، وهي موجودة في وسط الميدان تمامًا. أما سبب نقل موقعها إلى مدينة القسطنطينية، بجانب الغرض التزييني، فهو إظهار سيطرة الإمبراطورية الرومانية الشرقية وتفوقها على مصر. وقد جيء بأحد النصبين التذكاريين الموجودين في الميدان من اليونان، أما الآخر فروماني، والسبب في بناء هذين النصبين هنا هو توضيح أن مصدر العلم والفلسفة هو بيزنطة، أو بمعنى آخر تفوق الحضارة الرومانية على ما سبقها من الحضارتين اليونانية والمصرية.
العمود الأفعواني (Burmalı Sütun
(Yılanlı Sütun)
هو عمل فني فريد موجود في إسطنبول، يتكون العمود الأفعواني من ثلاث حيات مجدولة. وكانت رؤوسها الثلاثية تَدْعَمُ فيما سبق قائمًا ذهبيًا، وكانت وإحدى وثلاثون ولاية ومدينة يونانية قد هزمت الفرس في القرن الخامس قبل الميلاد وشيدوا العمود البرونزي من أسلحة الفرس بعد إذابتها، وفي الأصل كان العمود الذي يبلغ ارتفاعه ثمانية أمتار موضوعًا بجوار معبد آبولو في مدينة دلفي اليونانية، وقام قسطنطين الأول لاحقًا بنقله إلى وسط الميدان في مدينة القسطنطينية عام 324 م. وظلت رؤوس الحيات الثلاث في مكانها حتى القرن السابع، لكنها فُقدت بعد ذلك، وتوجد إحدى القطع في متحف الآثار القديمة في إسطنبول.
المسلة الحجرية (Örme Sütun)
لا يعرف على وجه الدقة تاريخ بناء هذا العمود، لكنه يحمل غطاء من البرونز المذهب ولافتة من النحاس في القرن العاشر في عهد قسطنطين السابع، وكانت هذه المسلة تشتمل على مظلات متصلة بها لحماية المشاهدين الذين كانوا يحضرون لمشاهدة المسابقات الرياضية التي تُقام في حلبة السباق، وجرت العادة على فتح تلك المظلات أيام المسابقات لتوفير الظل اللازم، ولكن خلال الحملة الصليبية الرابعة عام 1204 تعرضت اللافتة البرونزية المذهبة للدمار والنهب.
متحف الفنون التركية والإسلامية/قصر إبراهيم باشا (Türk ve İslâm Eserleri Müzesi/İbrahim Paşa Sarayı)
استُخدم قصر إبراهيم باشا متحَفًا للفنون التركية والإسلامية منذ عام 1983، وهو القصر الوحيد الذي صمد إلى وقتنا الراهن، إضافة إلى قصور السلاطين. وهو مبنى يرتفع على ثلاثة أحزمة يحيط به السطح من ثلاث جهات. ويقود الدَّرَج إلى أول جزء من المتحف من الشرفة. وتعرض الغرف والأروقة أعمالًا فنية نادرة جدًا جيء بها من عدد من دول العالم الإسلامي، ومن بين أنفس النماذج المعروضة مجموعات رائعة من القطع الحجرية والتراكوتا والمعدنية والفخارية والآنية الزجاجية والأعمال الخطية والمخطوطات، وفي قسم العرض الكبير من القاعة الرئيسية يوجد عدة نماذج للسجَّادات التركية القديمة المنسوجة يدويًا، وتعتبر هذه المجموعة التي لا مثيل لها أثمن مجموعة سجَّادات في العالم، حيث يمكن للزائر مشاهدة بعض من السجَّادات السلجوقية النفيسة التي تعود للقرن الثالث عشر ونماذج تعود للقرون اللاحقة معروضة بعناية، والقسم السفلي الموجود أسفل قسم السجَّادات هو قسم الإثنولوجي (علم الأجناس البشرية)، حيث يمكن للزائر مشاهدة المصنوعات الناتجة عن نمط الحياة التركية التقليدية خلال القرون القليلة الماضية.
خزان فيلوكسنوس (بِينْبِيرْدِيرَكْ) (1001 عمود) (Binbirdirek Sarnıcı)
خزان فيلوكسن في الجانب الغربي من ساحة السلطان أحمد، بعد تنظيف الخزان في الأعوام الأخيرة تم توصيله بالطريق المجاور عبر قناة. وتبلغ مساحة الخزان الذي تحول إلى متحف 64 × 56 مترًا، ويعود تاريخه إلى القرن الرابع، حيث تُشيَّد خلال عهد قسطنطين العظيم. والثابت في التاريخ أن الذي شيده شخص يُدعى فيلوكسنوس (Philoxenos). وقد اشتمل الخزان في الأصل على 224 عمودًا ولكن لم يتبقى منها سوى 212 عمودًا فقط. ولا يمكن مشاهدة الأرضية الأصلية إلا عند مركز منطقة حوض التجميع، التي أعدت خلال عملية الترميم، ويضم الخزان حاليًا عددًا من منافذ البيع ومنصات العرض الصغيرة.
ساحة السلطان أحمد (Sultan Ahmed Meydanı (At Meydanı)
كان ميدان السلطان أحمد قديمًا حلبة لسباق المركبات الحربية التي تجرها الخيول وكان المركز الرياضي والاجتماعي لمدينة القسطنطينية في العهد البيزنطي، وفي عام 532 م قُتل ما يزيد عن 30 ألف هنا خلال ثورة نيكا، ويلاحظ أن الميدان، الذي حافظ على تراثه مضمارا للسباق خلال حكم الدولة العثمانية يضم ثلاثة أعمدة أقيمت في الفترة الرومانية الشرقية.
*المصدر: كتاب الدليل السياحي لمدينة إسطنبول