أنقرة (زمان التركية) – شهدت الأسواق في تركيا أجواء إيجابية بفعل التوقعات برفع الفائدة بجانب رسائل وزير المالية الجديد محمد شيمشاك حول التصدي للتضخم واتباع سياسة اقتصادية واقعية، لكن تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأخيرة بشأن عدم تخليه عن سياسته الاقتصادية أثارت المخاوف، بشأن مدى استقلالية الإدارة المالية الجديدة.
وخلال إجابته عن أسئلة الصحفيين أثناء عودته من زيارته إلى قبرص التركية وأذربيجان، قال أردوغان “لا ينبغي لأحد التوهم باتجاه تركيا لتغييرات جادة في سياسة الفائدة”.
وأضاف قائلا: “لازلت على موقفي. تقبلنا الخطوات التي سيتخذها وزير الخزانة والمالية واتخاذها بسرعة وسهولة مع رئيسة البنك المركزي وتمنينا لهما التوفيق. وبهذا أكدنا إصرارنا على خفض معدلات التضخم إلى أرقام أحادية”.
وأثيرت تساؤلات حول التأثيرات المحتملة لتصريحات أردوغان هذه على الاقتصاد. وفيما يلي طرح لأبرز ما قاله الاقتصاديون الأتراك بشأن تصريحات أردوغان:
قال الخبير الاقتصادي أوغوز دمير، أردوغان يقوله إنه لا يزال الشخص نفسه وإنه ترك الإدارة الاقتصادية لشيمشاك. ومحمد شيمشاك يتحدث عن خفض التضخم من ثم عودة الفائدة إلى ما كانت عليه خلال عام 2012. هذا تحول من سياسة أن الفائدة سبب التضخم إلى سياسة التضخم المنخفض والفائدة المنخفضة. حتى وإن تحسنت الأوضاع الدولية فإن تحقيق هذه السياسة سيستغرق عام أو عام ونصف على الأقل. فهل سينتظر كل هذه المدة؟ لست متأكد من هذا.
وتسائل الاقتصادي سراب دوروسوي، قائلا: كيف سترد المؤسسات الاقتصادية ورئيسة البنك المركزي على تصريحات أردوغان، بتمسكه بسياسة أن خفض الفائدة سيخفض التضخم؟ هذا الارتباك سيفاقم حالة الجمود الاقتصادي الذي نشهدها.
أما الخبير الاقتصادي مراد ساجمان، فقال: التضخم في تركيا لن ينخفض إلا بتصدي جاد وفعلي له، وهذا سيتحقق عبر بنك مركزي مستقل وسياسة مالية مستقرة. وأولى تلك الخطوات هي رفع الفائدة. اجتماع -يوم الخميس- سيكون أول وأهم اختبار.
وقال الاقتصادي دوران بلبل: بات من الواضح أن المهمة الوحيدة لوزير الخزانة والمالية ورئيسة البنك المركزي هو إدارة البلاد لحين انعقاد الانتخابات المحلية، فتصريحات أردوغان كشفت أنه لن يتم إجراء أية تعديلات بالسياسة الاقتصادية. لم تعد هناك أي أهمية لتصريحات شيمشاك والشعب سيواصل الافتقار.
اما خيري كوزان أوغلو، فقال: أردوغان أبرز صورة أنه صاحب القرار النهائي مرة أخرى. تبين أنه يتبع سياسة الرابح على أية حال، فأردوغان يرى أنه سيكون الفائز إذا ما أفلحت مخططات شيمشاك وإذا فشلت فسيقصيه وبهذا يثبت مرة أخرى أنه على صواب وبهذا سيكون أيضا الفائز.