ماهر المهدي
(زمان التركية)ــ كل الوظائف وكل المهن هامة، وكل الأعمال هامة وليست الوظائف الكبيرة أو المهن الدقيقة فقط هي الأهم في المجتمع وهو الأمر الذي ينبغي أن نتذكره جميعًا على اختلاف مستوياتنا وأعمارنا حماية للمجتمع ولصحته النفسية ولأهدافه في الحاضر والمستقبل.
فلا يمكن لمجتمع ما أن يستغني عن وظيفة أو عن مهنة بسيطة، وكل الوظائف البسيطة وكل المهن البسيطة في المجتمع تؤدي أدوارًا هامة وينبغي علينا تقديرها.
فالوظائف الكببرة تعمل بمساندة الوظائف الصغيرة، والمهن الدقيقة لم تنشأ إلا على أساس من المهن البسيطة التي طورتها الممارسة المستنيرة المستمرة عبر الزمن. وهذه الأهمية الحقيقية ها أهمية ذات طابع إنساني يشمل كافة المجتمعات في العالم. ولذلك، نجد بعض المجتمعات تحرص على غرس هذه الأهمية في قلوب مواطنيها منذ طفولتهم ونشأتهم الأولى في المنزل وفي المدرسة.
في المدرسة يعيش الطفل يومًا تعليميًّا كاملًا. وينتهي اليوم التعليمي للطفل بتحريك أثاث الفصل الدراسي -تحت إشراف وتوجيه المدرسين المسؤولين- وتنظيف الفصل الدراسي وتنظيف طرقات المدرسة وأماكن الخدمة فيها، لتكون المدرسة جاهزة لاستقبال تلاميذها من الأطفال الذين درسوا بها بالأمس وتركوها خالية من الدرن لامعة الوجه بأيديهم الصغيرة. فإذا كان الشرح والتوجيه والتلقين أساليبًا مهمة وأساسية في تنشأة المجتمع، فإن الممارسة الفعلية لما ندرسه ونلقنه في مدارسنا -على يد التلميذ والمدرس ومشرف ومدير المدرسة- هي الطابع الذي نريد ونحب أن نطبعه في قلوب وفي نفوس أفرادنا ونحب أن نرى أثره عينا في شبابنا وفي مسؤولينا.
إن إلزام التلاميذ بتنظيف فصولهم ومدارسهم -منذ بدايات الدراسة وفي جميع أوقات تواجدهم في مدارسهم للتعليم ولممارسة الرياضة والأنشطة الفنية- يساعد على الالتزام بالنظافة مدى الحياة، ويساعدهم على التعرف على روح المشاركة والإيمان بالالتزام وبالسؤولية وبأهمية كل الوظائف وكل المهن التي تخدم المجتمع وتساعد على بنائه وتطوره إلى الأفضل.