(زمان التركية)- يعتبر قصر الباب العالي (توب كابي)، من أكثر المعالم الأثرية في مدينة إسطنبول، حيث يقصده السياح خلال زيارتهم إلى تركيا.
وللتجول في القصر بأكمله، تحتاج إلى 3 – 4 ساعات في المتوسط، وساعة واحدة للجزء الخاص بالحريم و40 دقيقة للخزانة.
ملاحظة مهمة: يجب شراء تذكرة جديدة لزيارة قسم الحريم في القصر.
قصر الباب العالي (توب كابي) مفتوح للزوار يوميًا من الساعة 9 صباحًا إلى 4 عصرًا، ما عدا أيام الثلاثاء، وتختلف ساعات الزيارة في الأيام الأولى من عيد الفطر وعيد الأضحى، حيث يفتح القصر أبوابه من الساعة 12 ظهرًا إلى 6 مساءً.
دعونا ننطلق…
اتبع دليل الرحلة، وانظر الآن في الاتجاه المعاكس من النقطة التي نقف عندها، في نهاية الطريق الذي يمر بين كنيسة آيا صوفيا (Ayasofya) على يسارنا وسبيل السلطان أحمد الثالث على يميننا يمكننا رؤية البوابة الإمبراطورية والباب الخارجي الرائع لفناء القصر، تكشف هذه البوابة عن أول فناء للقصر، وهذا الباب هو الباب الرئيس المتصل بالأسوار التي تحيط بمجمع القصر والبرج.
سبيل أحمد الثالث (III. Ahmed Çeşmesi)
يقع سبيل أحمد الثالث في مقدمة القصر وخلف كنيسة آيا صوفيا، وقد بُني في عهد السلطان أحمد الثالث في القرن الثامن عشر الميلادي. وترجع شهرته إلى قصيدة الشعر المنقوشة عليه والمكونة من 14 بيتًا وأشهر أبيات هذه القصيدة هو «اشرب الماء باسم الله، وادعُ للسلطان أحمد». وتتميز جدران السبيل بوجود كُوّات لسقاية الطيور، وهي من سمات العصر العثماني، ونجد محفورًا على الجدار خلف الصنابير عبارة «ما شاء الله»، على الزوايا الأربعة للسبيل أربعة أسبلة صغيرة، في كل زاوية صنبور.
البوابة الإمبراطورية (Bab-ı Humâyun)
البوابة مقوسة ومقنطرة، على جانبيها طغراء للأحرف الأولى من اسم السلطان محمود الثاني والسلطان عبد العزيز، وكانت المساحات على جانبي الباب تستخدم سكنا لجنود الإنكشارية، وكانت البوابة الإمبراطورية تخضع لحماية حراسة خاصة، وتفتح هذه البوابة على ممر يؤدي لأول أفنية القصر، وهو القسم الخارجي للقصر (بيرون)، ويضم هذا الجزء أبنية مثل مستشفى ومخبز وسقيفة حطب ودار سك العملة السلطانية وغيرها، وفور دخولك من البوابة ستلفت نظرك كنيسة آيا إيريني.
كنيسة آيَا إِيرِينِي (Aya İrini Kilisesi)
قبل الرومان بالديانة المسيحية بعد مرسوم ميلانو عام 313 م، وبدأت عملية تشييد الكنائس في عددٍ من الأماكن في جميع أنحاء الإمبراطورية. وقام الإمبراطور قسطنطين مؤسس القسطنطينية ببناء ساحة عامة وقصر وحلبة سميت جميعها باسمه أثناء قيامه بترميم المدينة في ثلاثينات القرن الرابع الميلادي. ومع دخول الديانة الجديدة التي حلت محل المعابد الرومانية الوثنية، أمر قسطنطين ببناء كنيسة آيا إيريني – أول كنيسة رومانية شرقية – واسم آيا إيريني يعني حرفيًا «السلام المقدس»، لكن الأهم من ذلك هو أن آيا إيريني هو اسم قديسة عاشت خلال فترة ظهور وانتشار المسيحية بين الرومانيين، وكان اسمها الحقيقي هو بينيلوب، عاشت القديسة إيريني/بينيلوب حياة عجيبة، حيث واجهت عددا من العقبات خلال محاولتها نشر تعاليم المسيح، وأمر الوثنيون بإيداعها مستشفى الأمراض العقلية، لكنها نجت. وتعرضت للرجم والسحل بواسطة الخيول، لكنها نجت مع ذلك. وفي نهاية هذه الأحداث العجيبة، قبل الوثنيون الإيمان بإله واحد والاعتراف بها قديسة. بعدئذ أطلق الإمبراطور قسطنطين على أول كنيسة اسم آيا إيريني.
تمر الجدران العالية المحيطة بقصر الباب العالي، والتي بنيت بعد تمكن محمد الثاني من فتح إسطنبول بين كنيسة آيا صوفيا وآيا إيريني، مع ترك آيا إيريني ضمن مجمع القصر، ورغم أن هذه الكنيسة أصبحت جزءا من القصر، فإن السلطان محمد الثاني لم يحولها إلى مسجد، فالسلطان محمد الثاني كان يتحدث عددا من اللغات الشرقية والغربية وكان على دراية بقصة آيا إيريني، ومن منطلق احترامه للقديسة وإنجازاتهالم يحول الكنيسة إلى مسجد، بل استخدمت الكنيسة كمخزن لأثمن مغانم الحرب القيمة، وخصوصًا الأسلحة والممتلكات العثمانية. ولم يخالف أي من السلاطين الذين تبعوا السلطان محمد الثاني هذا العرف، وفي عام 1869 اشتهرت الكنيسة باسم متحف السلطان.
وإذا تقدمنا إلى نهاية الطريق يمكنك مشاهدة دار سك العملة السلطانية على يسارك.
دار سك العملة السلطانية (Darphâne)
الضرب خَانَه همايون (Darphâne-yi Hümâyun)، أو ما يسمى في الوقت الراهن بدار سك العملة السلطانية. وهي الآن مكان للمعارض الخاصة بتاريخ إسطنبول.
وإذا تابعنا إلى نهاية الطريق الرئيس بعد منافذ بيع التذاكر على اليمين يمكننا مشاهدة مدخل القصر المسمى «باب السلام». ويقع قصر الباب العالي على صرايبورنو (Sarayburnu)، وهي أكثر منطقة إستراتيجية مفتوحة، حيث تربط هذه النقطة بين بحر مرمرة والبحر الأسود والبسفور وبدأت عملية تشييد القصر منذ فترة الستينات من القرن الخامس عشر وانتهت عام 1478م، وتم إدخال إضافات جديدة على الهيكل وفقًا لاحتياجات الأجيال التي تعاقبت عليه وتبلغ مساحة القصر نحو7000 م2. وقام السلطان محمد الثاني بنفسه بزيادة طول الجدران المحيطة بالقصر والتي تصل إلى مسافة 5 كيلومتر. ولاحقًا في العصور المختلفة، الجدران تصدعت بالزلازل وقام بتجديدها كل من السلطان بايزيد الثاني والسلطان سليمان القانوني والسلطان مراد الرابع والسلطان محمد الرابع، ويقال إن جدران القصر كانت تضم ثلاثة عشر بابًا، ومن أشهر تلك الأبواب، الباب العالي (توب كابي) وبالق خَانَه (Balıkhâne). ويوجد ثمانية وعشرون برجًا على طول الجدار، ويقع باب السلام عند نهاية الفناء الأول، والذي يُعرف كذلك «بـآلَايْ مَيْدَانِي/ Alay Meydanı»، ويمكننا مشاهدة الأختام السلطانية للسلطان محمود الثاني ومصطفى الثالث منقوشة على الباب، واعتاد السلاطين المرور عبر هذا الباب ممتطين ظهور خيولهم، وبعد عبورهم منه يتقدمون نحوميدان الديوان، وتوجد مطابخ على الجانب الأيمن من الفناء الثاني للقصر.
مطابخ القصر (Matbah-ı Âmire)
اعتادت هذه المطابخ تجهيز الطعام لأكثر من 5000 شخص، وخصوصا في أيام الاحتفالات، وعندما يتسلم الإنكشارية أجورهم، وفي اليوم الخامس عشر من رمضان، حيث يقدم الأرز والحساء والبقلاوة، ولاحقًا أطلق اسم حَلْوَخَانَه (Helvahâne) على جزء من المطابخ، وهو القسم المختص بإعداد الحلويات والمربى والعصير وغير ذلك. وجرت العادة على تحضير وجبات السلاطين في مطبخ منفصل، يُعرف باسم «كُوشْخَانَه مَطْبَخِي» أو «مطبخ خَاصْ». وعلى الجانب الأيسر من باب السلام يمكنك مشاهدة مسجد بَشِيْر آغَا (Beşir Ağa) والإسطبلات السلطانية.
الإسطبلات السلطانية (Has Ahırlar)
الإسطبلات السلطانية هي المباني التي تضم أطقم الخيل، بالإضافة إلى خيول السلاطين، ويوجد قسما الحريم والديوان على يسار المدخل المؤدي إلى باب السلام.
الحريم (Harem)
يتألف قسم الحريم من مائتي غرفة، وعلى عكس الاعتقاد الخاطئ الشائع، كان هذا القسم يمثل مدرسة تدريب لنساء القصر، وكان السلاطين يعيشون هنا أيضًا مع عائلاتهم، كما كان العاملون الذين يقومون على خدمة القصر يتدربون في هذا القسم، فكان هذا المكان بمثابة مركز تعليم زوجات المستقبل للسياسيين اللامعين. وكانت مدرسة أندرون، التي تقوم بتدريب السياسيين شبيهة للغاية بقسم الحريم من هذه الزاوية. ففي قسم الحريم كانت النساء تتلقى التعاليم الخاصة بالموسيقى والطهي والحياكة والخياطة وصفات الزوجة الصالحة والتعليم الديني ومن بين المباني الرئيسية في قسم الحريم الغرفة الخاصة بالسلطان مراد الثالث، ومكتبة أحمد الثالث، والغرفة الخاصة لأحمد الثالث (اشتهرت أيضًا باسم غرفة الفاكهة) وأجنحة ولي العهد، وأجنحة الملكة الأم، وأجنحة سليم الثالث، وغرفة السلطانة مهريشاح (Mihrişah) وغرفة السلطان عبد الحميد الأول. لقد كان قسم الحريم أحد أفضل الأماكن حراسة في القصر، ولا يسمح لأحد بدخول هذا القسم سوى الأطباء لعلاج الأميرة أو المحظيات، ويسمح للمحظيات فقط بمغادرة هذه المنطقة وفق تدابير أمنية مشددة للغاية، وكن يرتدين ملابسهن بطريقة لا تسمح بالتعرف عليهن من قبل أي شخص، ولم تكن رؤيتهن مسموحًا بها حتى للأطباء، وكان الأطباء يقيسون نبض المرضى منهن عبر طبقة رقيقة من القماش.
المجلس الإمبراطوري (Divan-ı Humâyun)
استخدم الديوان العثماني سكنا لرجال الحاشية، وكان يسمى أيضًا «قُبَّة آلْتِي» أي «ما تحت القبة»، نسبة للقبة الكبيرة في الردهة الأساسية للمجلس. واعتاد مسؤولو الحكومة العثمانيون عقد الاجتماعات في هذا المكان لمناقشة شؤون الدولة، وكان الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) كثيرًا ما يرأس هذه الاجتماعات، بينما يراقب السلطان الاجتماعات من المشربية، الموجودة أعلى رئيس الوزراء مباشرة. ولا يمكن رؤية الجزء الداخلي من المنصة عند النظر لأعلى من الديوان، أي إنه لا يمكن التأكد من وجود السلطان ومراقبته للاجتماع، وهكذا، كان المجلس يعمل كما لو كان السلطان موجودا دائمًا في هذه الاجتماعات، وكان السلطان يتدخل في مسار الاجتماع عند مناقشة موضوعات غير لائقة، وقد اعتاد المجلس الإمبراطوري اللقاء أربع مرات أسبوعيًا بعد صلاة الصبح حتى وقت الظهيرة، وبعد ذلك كان رئيس الوزراء يزور السلطان في فترة الظهيرة بعد الصلاة لطرح الموضوعات الموجودة على جدول الأعمال. وبجوار الديوان، توجد مجموعة العتاد الحربية، التي تتكون أساسًا من الأسلحة، وهو قسم يستحق المشاهدة، وبعد مجموعة العتاد الحربية يمكن مشاهدة باب السعادة، وقد كان هذا الباب، الموجود عند نهاية فناء الديوان شاهدًا على العديد من الأحداث التاريخية.
باب السعادة (Babussaade)
يُعرف هذا الباب كذلك باسم «آقْ آغَالَارْ قَابِيسِي / Ak Ağalar Kapısı»، ويفتح هذا الباب على الفناء الثالث، الذي يُعد ملكية خاصة للسلطان، ولا يمكن لأي شخص مهما كان عبور هذا الباب من دون إذن السلطان، وكانت احتفالات التتويج والاحتفالات الدينية تقام أمام هذا الباب، كما كان يُقام هنا احتفال مهيب يجري فيه تسليم الراية المقدسة لقائد الجيش قبل الانطلاق للحرب، وبعد عبور هذا الباب، يمكنك مشاهدة قاعة الحضور مع وجود أسبلة على كلا الجانبين.
قاعة الاجتماعات (Arz Odası)
اعتاد أعضاء المجلس مقابلة الرسل أو السفراء الأجانب في هذه القاعة، كما كان يجري في هذه القاعة قيام رئيس الوزراء بإبلاغ السلطان بشؤون الدولة التي سيتم مناقشتها وطرحها في تقارير بعد انتهاء اجتماعات المجلس.
ويوجد خلف قاعة الحضور مباشرة مكتبة أحمد الثالث، تشتهر بزخارفها ومعمارها الرائع، وعلى الجانب الأيمن من الفناء باب السعادة ومدرسة أَنْدَرُونْ/Enderun ، وسَفَرْلي كُوغُوشْلَرِي/ Seferli Koğuşları (مساكن قوات الحملات الاستكشافية)، والخزانة الإمبراطورية والقبو ومساكن الخصيان. ومن الأقسام المهمة في هذا الفناء، الخزانة.
الخزانة (Hazine)
يوجد هنا معظم الأشياء الذهبية والفضية النفيسة بالقصر، مثل عرش السلطان مراد الرابع وخنجر توب كابي (توب كابي حَانْجَرِيTopkapı Hançeri/)، وهو خنجر جميل مزخرف بأحجار الزمرد والماس القيمة، وماسة قَاشِيكْجِيKaşıkçı/. علاوة على ذلك يعرض في هذا القسم والأقسام المجاورة للخزانة أنفس الموجودات التي أرسلت من الهند والصين. ومن التحف الرئيسية الموجودة في معرض المنمنمات واللوحات: لوحات السلاطين التي يعود تاريخها غالبًا إلى القرن التاسع عشر. وفي نفس القسم يوجد بَادِشَاهْ أَلْبِسَلَرِي كُولَّكْسِيُونُوPadişah Elbiseleri Koleksiyonu/ (مجموعة ملابس السلطان) التي تضم مجموعة قيمة من الملابس، ومن بينها عدد من القفاطين النفيسة التي اعتاد السلاطين ارتداءها.
غرفة الأمانات المقدسة
(Hırka-i Saadet Dairesi)
تتضمن هذه الغرفة الأمانات المقدسة، مثل بردة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). وشُيّد هذا القسم في عهد السلطان محمد الثاني، وقام كل من سليم الأول ومراد الرابع بإدخال تعديلات عليه، وقام السلطان سليم الأول بجلب الأمانات المقدسة إلى إسطنبول، ومنذ ذلك التاريخ صدرت أوامر سلطانية بتلاوة القرآن الكريم ليلاً ونهارًا في هذا المكان، واستمرت هذه العادة حتى سقوط الدولة العثمانية. ويمكن مشاهدة بردة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسيفه وآثار قدميه الشريفتين وشعر من لحيته بين الأمانات المقدسة،كما يوجد بهذه الغرفة أيضا بعض آثار الصحابة، وآثار لأنبياء آخرين عاشوا قبل وقت النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ويوجد في هذا الجزء أقدم بناء بالقصر وهو قصر الفاتح، وتطل غرف هذا القصر على البسفور.
قصر صوفا (Sofa Köşkü)
الأبنية الأساسية في الفناء الرابع هي قصر صوفا والقصر الرخامي والبركة الكبيرة على الشرفة السفلية قصر صوفا. ويوجد كذلك كل من قصر رَوَانْ وقصر بغداد اللذين تم تشييدهما أثناء عهد السلطان مراد الرابع في هذا الفناء، وتتشابه زخارف هذين المبنيين، لكن الاختلاف الرئيس بينهما يتمثل في تزيين القبة الذهبية التي استُخدم في تزيينها الجص في قصر رَوَانْ، في حين يتميز قصر بغداد بزينة جلدية، وبالإضافة إلى ذلك، هناك عدد من المباني الرائعة في الفناء الرابع، مثل غرفة الختان، وغرفة رئيس الأطباء، ومسجد صوفا، وقصر المجيدية…
غرفة الختان (Sünnet Odası)
تضم غرفة الختان ملحقًا صغيرًا في المؤخرة، وقد شيدها السلطان إبراهيم فترة حكمه (1840 – 1848). والجزء الداخلي والخارجي للغرفة مكسو بالخزف، ويعود تاريخ معظم الخزف إلى القرن الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر، بالإضافة إلى الخزف الأزرق والأبيض على الجدران، توجد أسبلة تواجه بعضها بعضا. وسميت الغرفة بهذا الإسم لختان أبناء السلطان أحمد الثالث فيها.
قصر رَوَانْ (Revan Köşkü)
شيد هذا القصر لتخليد ذكرى فتح رَوَانْ على يد السلطان مراد الرابع عام 1636، ويتخذ القصر شكلًا مثمن الأضلاع وبه ثلاث شرفات. ويُعرف هذا القصر في بعض المصادر العثمانية باسم «صَارِيكْ أُودَاسِي» (غرفة العمامة)، ويعود السبب في ذلك إلى أنه كان مكانا تحفظ فيه عمامات السلطان العثماني وتصان. كما اعتادوا على نقل الأمانات المقدسة إلى قصر رَوَانْ أثناء عملية التنظيف السنوية للغرفة الخاصة خَاصْ أُودَة (Has Oda) خلال شهر رمضان.
قصر بغداد (Bağdat Köşkü)
شيد هذا القصر لتخليد ذكرى فتح بغداد على يد السلطان مراد الرابع عام 1639، وهو محاط برواق فسيح مغطى بالرخام، ويضم أعمدة تستقر على دوائر نحاسية، ويتخذ الخزف الموجود على الجزء الخارجي اللون الفيروزي والأزرق البحري، بينما تتخذ إطارات النوافذ شكل النجوم، وتتخذ الزخارف الموجودة على القبة شكل زهور الرمان، وكان يوجد قديما حمراء معلقة داخل قفص ذهبي مزخرف، كما توجد آيات قرآنية على الخزف في الجزء الداخلي، والأبواب والخزانات مرصعة باللآلئ وأصداف السلاحف.
قصر الإِفْطَارِيَة (İftariye Köşkü)
أمر السلطان إبراهيم الأول بإنشاء هذا الكوخ عام 1640، وهو مكان فريد لمشاهدة إسطنبول، والكوخ مغطى بقبة معدنية تستقر على أربعة أعمدة. وسبب التسمية هو أن السلطان اعتاد خلال شهر رمضان الإفطار في هذا الكوخ. وكان السلطان يستقبل زواره في هذا الكوخ في الأعياد الدينية خلال فصل الصيف، كما كان يشاهد منه المسابقات الرياضية أيضًا.
غرفة رئيس الأطباء (Hekimbaşı Odası)
نلاحظ من سُمك الأرضية والسقف والجدران الذي يبلغ 1.7 مترًا والرسوم التوضيحية بالنقوش القديمة، أن هذا المبنى قد شُيد في الأصل برجا. وقد استخدم في شكله الحالي لإعداد الأدوية وحفظها، واشتهر هذا المبنى باسم آخر وهو «برج بَاشْ لَالَا» أي برج «كبير المعلمين»، وذلك لأن رئيس الأطباء كان يعمل تحت إمرة كبير المعلمين الذي كان مسؤولاً عن تعليم وتثقيف أبناء السلطان.
قصر قَرَة مصطفى باشا
(Kara Mustafa Paşa Köşkü)
قام قَرَة مصطفى باشا المرزيفوني ببناء هذا القصر في القرن السابع عشر خلال عمله رئيسًا للوزراء، وهذا هو السبب في اشتهاره باسم قصر مصطفى باشا، وعندما خضع القصر للتجديد في عهد السلطان أحمد الثالث عام 1704، أشارت النقوش إلى المبنى باسم قصر صوفا.
قصر المَجِيدِيَة (Mecidiye Köşkü)
يوجد قصر المجيدية على يمين الفناء الرابع، على الأرض المنخفضة، وتتضمن المقصورة قسمًا آخر لغرفة الثياب ومسجد صوفا، قام السلطان عبد المجيد الأول بتشييد قصر المجيدية مع غرفة الملابس المجاورة لها وتأثيثها بالأسلوب المعماري الروكوكو عام 1859، ويمكن الدخول إلى القصر عبر ثلاثة أبواب خشبية مختلفة حيث يؤدي الباب الأوسط إلى الدور السفلي، وقد تم تزيين حوائط المقصورة بلوحات تحمل صور السلاطين مُوَقّعة من قبل رسامين أجانب، بالإضافة إلى مرايا وأفران مذهبة، وتوجد بالسقف ثريات تتفرع كل منها إلى ما يتراوح بين 20 و30 فرعًا.