أنقرة (زمان التركية) – باتت تركيا خلال السنوات الأخيرة أحد أسوأ الاقتصاديات أداء من بين الدول الناشئة، في عدة جوانب، إلا أن ذلك لم يعوق الرئيس رجب طيب أردوغان عن التصدر في الجولة الاولى من الانتخابات.
وأججت أزمة ارتفاع سعر صرف العملة الأجنبية القائمة منذ عام 2018 معدلات التضخم بسبب البنية الاقتصادية المعتمدة على الاستيراد، كما أثار إصرار أردوغان على سياسة الفائدة المنخفضة تساؤلات حول استقلالية المركزي التركي وعزز من ارتفاع معدلات التضخم.
وكان “حريق المطبخ” أحد أبرز شعارات تحالف الشعب المعارض خلال الحملة الانتخابية في إشارة إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية، غير أن الوضع الاقتصادي الخانق لموازنات الأسر والأفراد في تركيا لم يسفر عن مشهد معارض لأردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم بصناديق الاقتراع. وفق تقرير لشبكة بي بي سي
وترى الصحفية شيدام توكر أن تفاوت انعكاسات الأزمة الاقتصادية في تركيا كان أحد أبرز أسباب عدم انعكاس الأزمة الاقتصادية على صناديق الاقتراع.
وأشارت توكر إلى تفاقم آثار الأزمة الاقتصادية بالمدن أكثر من المناطق الريفية مفيدة أن إقامة العمال الحاصلين على الحد الأدنى للأجور بالمدن بمنازل مؤجرة وفواتير الخدمات وحدهما كافيان لرفع معدلات الفقر.
من جانبها ذكرت شولا أوزصوي بويونصوز، عضو هيئة التدريس بقسم القانون الدستوري بكلية الحقوق في جامعة غلطة سراي، أن المدن والطبقة المتوسطة هما الأكثر تضررا من الأزمة الاقتصادية وأن الناخبين بالمدن كانوا يمنحون العدالة والتنمية أصواتهم بالسابق غير أنهم امتنعوا بفعل الأزمة الاقتصادية قائلة: “التغييرات والتحولات بالمدن الكبرى بدأت من قبل. وهذا بالتأكيد سيمتد إلى الأناضول، غير أنهم ليسوا مستعدين بعد للتحول”.
وأضافت بويونصوز أن العدالة والتنمية استغل سلطته لشراء الولاء السياسي وأجرى استثمارات مالية بهذا الصدد وأن أكثر الفئات فقرا لم تتأثر كثيرا بالأزمة الاقتصادية عما سبق قائلة: “هم بالفعل يعيشون على الإعانات. لديهم ولاء ثابت تشكل خلال 20 عاما بفعل الإعانات. على الأقل يرون أن مكاسبهم مع السلطة الحاكمة”.
وأضافت الصحفية توكر أن السلطة الحاكمة نجحت في تقديم هذه الإعانات التي هي بالفعل من مهام الدولة الاجتماعية على أنها إعانات حزبية مفيدة أن ناخب حزب العدالة والتنمية يعتقد أن هذه الإعانات ستنقطع في حال تصويته لحزب آخر.
وذكرت توكر أن مقاطع الفيديو التي نشرها كمال كيليجدار أوغلو من داخل المطبخ لاقت مردودا لدى ناخبي العدالة والتنمية بالنظر إلى نسب الأصوات غير أن تأثيرها كان محدودا، وأضافت قائلة: “أرى أن سبب هذا يكمن في عدم اقتناع الناخبين بالقدر الكاف بالتصريحات المؤكدة على استمرار شتى الإعانات الاجتماعية”.
وفي هذا السياق أكد رئيس تحرير صحيفة اندبندنت التركية، نفزت شيشاك، أن القومية تبرز كلما شهدت البلاد انكماش اقتصادي وهو ما جعل الخطاب الأمني للعدالة والتنمية يلقى أصداء لدى الناخب.
وصرح أستاذ السياسية، علي شارك أوغلو، أن حزب العدالة والتنمية تمكن من جذب العديد من الناخبين القوميين المحافظين على الرغم من الصعوبات الاقتصادية بفضل التصريحات حول قضايا مثل التفوق في مجال الطائرات المسيرة والأمن وقضية بقاء تركيا واستمرارها، ومهاجمة الشعوب الديمقراطي الكردي والتعاون مع الإرهاب.