ماهر المهدي
(زمان التركية)_ كأنك في حلم مزعج حين تقود سيارتك وترى دراجة نارية مقبلة في اتجاهك وفي نفس حارة السير، كأن سائق الدراجة النارية أصيب بلوثة في عقله فضل طريقه إلى الاتجاه المعاكس في غير مبالاة، أو كأنه لاعب مخاطر في سيرك رغم أن الشارع ليس بسيرك.
والفزع يقفز إلى قلبك حينما ترى هذا السائق يعبر الطريق السريع فجأة ودون إشارات وحيث لا عبور ولا مداخل جانبية مشروعة مروريًّا.
والدراجة النارية الأجرة تحمل بدلًا من الراكب ثلاثة وتقطع الطريق في عكس الاتجاه وتركب الكبارى في عكس الاتجاه كأنها تسير في الصحراء حيث لا خطر ولا خطوط ولا سيارات ولا مشاة ولا شيء سوى الرمال.
ودراجات الدليفرى تستعرض مهارات سائقيها الأذكياء في كسر كل قواعد المرور واتقان السير عكس الاتجاه وعبور الطريق حيث لا يعبر والسير على رصيف المشاة وهم عراة من كل حماية مقررة لراكبي الدراجات النارية. لا خوذة ولا حماية للزراعين ولا حماية للراكبين ولا شيء. وفي الغالب الأعم بدون تأمين من أي نوع سواء على حياة قائد الدراجة أو على الدراجة النارية الخطيرة نفسها. حتى الدراجات الهوائية تتحدى الأمان والطريق والخطر بقيادة بعض الفتيات وبعض النازحين من الريف إلى عمل في هذا المحل أو ذاك، وتسير عكس الاتجاه كأن الخطر نزهة جميلة وذكاء عارم وإضافة من لوازم اللياقة، ولا يرون فى ذلك عملًا مستهجتًا وغير لائق ولا مقبول. كأن هؤلاء يحاولون الانتحار والموت على قارعة الطريق.
السير عكس الاتجاه في الشوارع -سواء كان السائر سيارة أو دراجة بخارية أو حتى دراجة هوائية- هو من أخطر الأفعال الغريبة التي ترتكب جهارًا نهارًا قي بعض المناطق وفي أحياء هامة حيوية. والالتزام بالنظام وبالقواعد من شيم الكرام، أما المغامرات فلها الأماكن المخصصة لذلك. لا تسر عكس الاتجاه واتبع النظم حتى لا تندم، ولأن السير عكس الاتجاه يدعم الأفعال الاجرامية ويشجع عليها، لأنه يعوق ملاحقة المجرمين طبعا، ويمنحهم ميزة القدرة على مباغتة الضحايا في وضح النهار وطوال النهار ما دامت أعين الناس اعتادت على قبول رؤية السيارات والدراجات النارية والدراجات الهوائية تسير عكس الاتجاه رغم كل الخطر المتعلق بالقيادة عكس الاتجاه .