بقلم: ماهر المهدي
القاهرة (زمان التركية)- كانت العصابة الخطيرة عتيدة الإجرام تحاول التوصل إلى طريقة ناجعة، لسرقة ذلك الكازينو الجديد الضخم البناية الملىء بالمال، رغم كل التحصينات الأمنية للمبنى.
وبعد طول تدبر وبحث اهتدت العصابة الخطيرة إلى ضرورة القيام بعملية تشتيت انتباه قوية ولو لفترة وجيزة تشل حركة ذلك المبنى العملاق، وتمنح العصابة فرصة مناسبة لإعمال مخالبها فى مفاصل المبنى والنفاذ إلى حيث يجب أن تنفذ للوصول إلى خزينة الكازينو. ولإحداث هذا التشتيت المطلوب اقتحمت العصابة مركزًا للأبحاث الفيزيائية والجيولوجية لتسرق جهازًا حديثًا ضخمًا يحدث موجات اهتزازية عارمة. وحملت العصابة الجهاز إلى عمق نفق تحت برج الكازينو -وفقًا لمشاهد الفيلم الشهير- ليكون عمل الجهاز مؤثرًا.
وفى التوقيت المناسب دار الجهاز ليصدر تردداته الساحقة ويحدث اهتزازات كأمواج المحيط وتهز المبنى الناطح للسحاب عدة هزات قوية ومتتالية -كما لو كانت هزة أرضية عظيمة أو زلزالًا أو انفجارًا صناعيًّا واسع النطاق- وبذلك وصلت العصابة إلى مأربها وفرت بما جاءت من أجله. ومع مشاهد الزلزال العنيف الذي ضرب بعض البلاد مهشمًا لبيوت مدنها وقراها، ربط البعض بين الخلافات السياسية بين قادة تلك الدول وبين قادة آخرين وبين وقوع الزلزال المدمر، مشيرين إلى أن الزلزال لم يكن إلا عملًا بشريًّا مدبرًا، ولم يكن سوى سلاح عسكري سري خفي وجه إلى تلك الدول على سبيل الانتقام.
البعض ذهب إلى تسمية السلاح الذي استعمل في “العملية العسكرية” المزعومة. ولكن الادعاء أن ما وقع من زلزال كان عملًا بشريًّا يبدو ادعاء محال التحقيق -على مستوى مساحات المدن وعلى مستوى مساحات الدول- من ناحية القوة المطلوبة لتحقيق هذه الهزات الأرضية العنيفة.
كما أن الادعاء بأن ما وقع من زلزال كان عملًا بشريًّا يصعب تصديقه وتقبله، لأنه قد لا يوجد عاقل وقد لا توجد سلطة بشرية تقدم على تدمير مدن وقرى وقتل عشرات الآلاف من الناس والحيوانات وإصابة عشرات الآلاف من كل الجنسيات وتحقيق خسائر مادية مترامية الحدود عند الخلاف السياسي مع بلد أو مع قادة سياسيين فى بلد آخر. فهذا ليس عملًا بشريًّا، بل عمل قد تترفع عن إتيانه الشياطين أنفسهم. أما الرشى فهي الجريمة البشرية والزلزال البشري الحقيقي المسؤول عن كثير من الخسائر من كل نوع .