برلين (زمان التركية)_ قالت وكالة CNBC الاقتصادية، إن موافقة المملكة العربية السعودية على إيداع د خمسة مليارات دولار في البنك المركزي التركي، من خلال الصندوق السعودي للتنمية، يشير إلى رغبة الرياض في بقاء الرئيس رجب طيب أردوغان بالسلطة.
وقد جاء في بيان للصندوق السعودي للتنمية، يوم الإثنين الماضي أن القرار “دليل على التزام المملكة العربية السعودية بدعم جهود تركيا لتقوية اقتصادها”.
يأتي ذلك في الوقت الذي يزداد الضغط فيه على اقتصاد تركيا قيبل الانتخابات بسبب التضخم المرتفع منذ سنوات، كما عانت تركيا من زلزال مدمر اودى بحياة أكثر من 46 ألف شخص وتشريد الملايين.
ولا يزال التضخم في تركيا أعلى من 55٪، وتحوم الليرة بالقرب من أدنى مستوياتها القياسية مقابل الدولار، بعد عدة سنوات من التدخل السياسي من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، الذي قاوم رفع أسعار الفائدة على الرغم من التضخم المتزايد.
وما يعاني منه الاقتصاد العالمي كان له دور أيضا في الأزمة الاقتصادية التركية فقد أدى كل من ارتفاع أسعار الطاقة العالمية ووباء كوفيد -19 والعجز التجاري إلى وضع اقتصادي تركي محفوف بالمخاطر، والآن أصبح العديد من مواطنيها البالغ عددهم 85 مليونًا بالكاد قادرين على شراء السلع الأساسية.
الخطوة السعودية تشير إلى مزيد من التحسن في العلاقة بين البلدين – وكلاهما لاعبان قويان في العالم الإسلامي – لا سيما بعد قطع العلاقات عقب مقتل الصحفي جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين في القنصلية السعودية في إسطنبول.
في السنوات التي تلت ذلك، استخدم البلدان وسائل مختلفة لمقاطعة منتجات ورحلات الطيران لبعضهما البعض بشكل غير رسمي أو حظر وسائل الإعلام لبعضهما البعض، لكن على مدار عام 2022 قام قادة كل من تركيا والمملكة العربية السعودية بزيارات دبلوماسية وتعهدوا بمواصلة التجارة والاستثمار، حيث تبنى أردوغان تحولًا كاملاً في الموقف، وواصل التقارب والدعم المالي لاقتصاد بلاده المتعثر.
بالنسبة لبعض المراقبين، فإن الخطوة التي اتخذتها الرياض لها أجندة واضحة قبل الانتخابات الرئاسية في تركيا في 14 مايو.
وقد علق الكاتب تيموثي آش محلل الأسواق الناشئة في مؤسسة BlueBay Asset Management في رسالة بريد إلكتروني أرسلها إلى وكالة CNBC الأمريكية قائلا “أعتقد أننا نعرف الآن من يؤيده محمد بن سلمان في الانتخابات التركية”، وأضاف آش: “من الجدير بالذكر أن الإقراض السعودي لتركيا يأتي بدون شروط – وهو أمر مثير للاهتمام نظرًا لأنه يقرض بعض الدول المتعثرة الأخرى”.
ولقد قدمت المملكة العربية السعودية أيضًا شريان الحياة المالي للاقتصادات المتعثرة الأخرى في المنطقة، لكنها رفضت مؤخرًا طلبات من باكستان ومن دولة عربية وطالبتهما بإجراء إصلاحات معينة أولاً، ولا يبدو أن هذا هو الحال مع تركيا. وعلق تيموثي آش على ذلك بقوله هكذ يظهر “نفوذ “أردوغان .