أنقرة (زمان التركية) – لاقت الانتقادات اللاذعة التي وجهتها زعيمة حزب الجيد في تركيا، ميرال أكشنار، للتحالف السداسي على خلفية قبوله ترشح كمال كيليجدار أوغلو للرئاسة عن تحالف المعارضة، ودعوتها عمدة بلدية إسطنبول وأنقرة للترشح عن المعارضة أصداءً واسعة بالصحافة الألمانية.
وذكرت صحيفة Badische Neueste Nachrichten أن خلافات المعارضة في تركيا ستصب في صالح أردوغان في ظل الدمار الهائل الناجم عن زلزال قهرمان مرعش، وأنه لم يعد بحاجة إلى الخوف من استهداف المعارضة للفساد في الإنشاءات، على خلفية الزلزال المدمر.
وأوضحت الصحيفة أنه مع مرور بضعة أسابيع على أسوأ زلزال في تاريخ تركيا الذي أسفر عن مقتل أكثر من 45 ألف شخص، تحول أردوغان من مسؤول عن فشل الحكومة في الاستعدادات للزلازل وتقديم العون بعد وقوعها، إلى الرئيس الذي باشر على الفور إعادة إعمار منطقة الكارثة الطبيعية، في ظل صراع المعارضة على كرسي الحكم.
وفي مقالها بعنوان “المعارضة أحرزت هدفًا في شباكها” وصفت صحيفة Tageszeitung خلاف المعارضة على مرشحها المشترك، بأنه هدية من السماء لأردوغان.
ولفتت الصحيفة إلى أن عمدت بلديتي أنقرة وإسطنبول يحصلان على دعم أكبر من كيليجدار أوغلو خلال استطلاعات، الرأي وأن أكشنار محقة في معارضتها ترشح كيليجدار أوغلو الذي يحظى بأداء ضعيف في استطلاعات الرأي.
وأكدت الصحيفة أن المعارضة بحاجة للتوصل إلى اتفاق بشكل عاجل إن كانت ترغب في مواصلة فرصها بالانتخابات المقبلة، المقرر عقدها في مايو وإلا فإنها ستمحو آمال ملايين الأتراك الراغبين في أن يتولى شخص آخر سدة الحكم.
ووصفت صحيفة Tagesspiegel التطورات على الساحة السياسية في تركيا بأنها انتحار للمعارضة، مفيدة أن التحالف المعارض لأردوغان ينهار وهو ما يعزز فرص أردوغان في الانتخابات المقبلة بشكل كبير.
وذكرت الصحيفة أن الحكومة قد تستفيد من الانقسام بصفوف المعارضة مثلما حدث بالانتخابات السابقة، رغم فشلها في تحقيق أداء جيد عقب الزلزال بنظر العديد من الأتراك مشيرة إلى معارضة أكشنار لتولي الأحزاب الصغيرة مناصب عليا بالحكومة الجديدة.
وتطرقت الصحيفة إلى كون حزب الجيد، ثاني أعلى حزب من حيث أصوات الناخبين ضمن التحالف السداسي بعد حزب الشعب الجمهوري، مفيدة أن كيليجدار أوغلو لن يحظى بفرصة للفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة بدون دعم حزب الجيد، نظرا لكون نسبة أصوات الأحزاب الأربعة الأخرى ضمن التحالف السداسي لن تتجاوز 5 في المئة.
وأشارت الصحيفة إلى تمتع حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بفرص الحصول على 12 في المئة من أصوات الناخبين، ولفتت إلى عدم دعوته إلى التحالف السداسي بسبب رفض السياسيين القوميين والمحافظين رغم كونه قادرًا على مساعدة المعارضة في تحقيق الغالبية خلال الانتخابات القادمة.
هذا وأوضحت الصحيفة أن الحزب الكردي قد يخوض الانتخابات المقبلة بمرشحه الخاص، غير أن الغموض لا يزال قائما بشأن ما إن كان سيشارك بالانتخابات المقبلة أم لا، نظرا للدعوى القضائية المتعلقة بإغلاق الحزب التي ينظرها القضاء بالوقت الراهن.