أنقرة (زمان التركية) – اتهم الصحفي التركي ممدوح بايركتار أوغلو، الرئيس رجب طيب أردوغان، بمنع تحرك الجيش لإنقاذ الضحايا في منطقة الزلزال، بعد صدور قرار بهذا الشأن دون الرجوع إليه.
بيركتار أوغلو قال خلال فيديو على قناته بموقع يوتيوب، إن إدارة الطوارئ والكوارث الطبيعية أبلغت وزارة الداخلية وزير الداخلية، سليمان صويلو، بامر الزلزال فور وقوعه، والذي قام بدوره بإبلاغ وزير الدفاع، خلوصي آكار، ووزير الثقافة والسياحة، محمد أرسوي، وقام بالاجتماع معهم.
وكان من الواضح تأخر استجابة السلطات لكارثة الزلزال خلال الساعات الأولى من وقوعه.
وأضاف “بايركتار أوغلو” أن الاجتماع خلص إلى ضرورة نزول الجيش إلى المنطقة، مفيدًا أنه تم التواصل مع مسؤولي حزب العدالة والتنمية الحاكم ومطالبتهم باتخاذ إجراءات احترازية.
وأوضح “بايركتار أوغلو” أنه مع تقدم الوقت تم إبلاغ الرئاسة في تمام الساعة السابعة صباحًا، وأن أردوغان شعر بالغضب الشديد فور تلقيه الأنباء وانتقد اتخاذ إجراءات دون علم، وهو ما دفعه للتواصل مع صويلو من ثم “آكار” وتوجيه إهانات لاذعة لهم.
بايركتار أوغلو الكاتب بصحيفة “كوركوسوز ، قال: “على الفور بدأت رئاسة الطوارئ والكوارث الطبيعية العمل بالمعلومات الواردة، فبموجب القانون يتوجب على رئاسة الطوارئ والكوارث الطبيعية إبلاغ وزارة الداخلية التي تتبعها بالوضع الذي سيتشكل خلال الدقائق الخمسة والأربعين الأولى.
خلال التقرير الأول الذي أعدته رئاسة الطوارئ والكوارث الطبيعية تم إبلاغ وزارة الداخلية أن زلزال بقوة 7.4 درجة على مقياس ريختر ضرب بلدة بزارجيك وأن هناك احتمالية كبيرة بأن الزلزال أسفر عن خسائر فادحة وفي التوقيت نفسه تواصلت الوزارة مع صويلو وأبلغتهم بالأمر”.
أضاف “توجه صويلو إلى الوزارة وقدم المعلومات لوزيرين آخرين ألا وهما آكار وأرصوي. بقدر ما أعرف لا يوجد وزراء آخرين كانوا على علم بالأمر. على الفور ناقشوا ما يتوجب فعله”.
وقال الصحفي التركي “تواصل آكار مع قائد لواء منطقة الزلزال وتواصل مباشرة مع القائد العام لقوات الدرك وطالبه بإصدار تعليمات للمنطقة والاستعداد لعملية بالمنطقة”.
اضاف الصحفي “في ذلك الوقت لم يكن الرئيس على علم بالأمر، حيث تم إبلاغ أردوغان بالأمر وقت أداء صلاة الفجر، لكن صويلو أو آكار لم يتواصلا معه مباشرة. قاموا بإبلاغ رئاسة الجمهورية. وعلى الفور تم إبلاغ أردوغان وتزويده بمعلومات حول ما تم اتخاذه من إجراءات. يُقال إنه تم التواصل مع قوات الجيش وإبلاغ البلديات التابعة للحزب الحاكم”.
وأكمل قائلا: أردوغان أبدى رد الفعل المتوقع. لا نعرف ماذا أبلغ صويلو خلال الاتصال الهاتفي، فالمصدر الذي أبلغني بالأمر لا يعلم، لكنه واثق من توجيه أردوغان إهانات لاذعة لصويلو وآكار. أبلغني المصدر أنه على خلفية هذا أوقفوا بصفتهم إدارة الطوارئ والكوارث الطبيعية العملية.
أبلغته أنه تم رصد عناصر الجيش بالساعات الأولى فأخبرني المصدر أنهم كانوا مجموعة ليسوا على دراية بقرار إيقاف العملية، فسألته ما إن كان أردوغان هو سبب عدم نزول الجيش وقوات الدرك للساحة كل هذه الفترة فأجابني بالإيجاب.
يمكن لأردوغان قول إنهم لم يكن على علم بالأمر أو إنه لم يتواصل مع هذين الوزيرين. إن قام بتكذيب هذا الادعاء رسميا فسأعتذر، لكن إن لم يفعل فهذا كارثة وبالتأكيد سيتم محاسبة المسؤولين عندما تعود الأمور لنصابها”.
أسباب سياسية
وتقول المعارضة، إن حكومة حزب العدالة والتنمية تحركت ببطء خلال الأزمة، واعترف الرئيس رجب طيب أردوغان بوجود تقصير في الاستجابة.
ويفسر مراقبون غياب الجيش الذي يتمتع بقدرات لوجستية كبيرة عن جهود الإنقاذ مقارنة بزلزال عام 1999 لأسباب سياسية، إذ عمل أردوغان على الحد من نفوذ الجيش في المجتمع بشكل كبير.