نور ملحم
(زمان التركية)_من المتعارف عليه أن السياسات الخارجية للرئيس التركي أردوغان غير واضحة مع العديد من الدول العربية والأجنبية فهو الذي اتبع سياسة (صفر أعداء)، لكنه حاول خلال السنوات العشر الأخيرة أن يخلق لنفسه دورا في كل نزاع ومن هذه الدول الهند وسوريا وليبيا وغيرها من دول عديدة، ولكن اليوم أصبحت تركيا هي محور المشكلة والكارثة الطبيعية التي خلفت موت أكثر من 20 ألف شخصا.
العديد من الدول اتبعت سياسة فصل السياسة عن الإنسانية في ظل الفاجعة الكبيرة التي حلت على مدنين لا ذنب لهم سواء أن القدر كان ضدهم وليس معهم، فبادروا بإرسال طائرات من المساعدات الغذائية والطبية والفرق الخاصة بالإنقاذ المدني على أمل إنقاذ أكبر كم من المحتجزين تحت الأنقاض.
فالزلازل الذي ضرب تركيا يعد أكبر كارثة طبيعية منذ عام 1939 لذلك لم تتردد منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا للتعاون والمساعدة في عمليات الإنقاذ والتنسيق بين السلطات التركية والفرق الطبية والدفاع المدني، وكان قد ذكر وزير الشرق الأوسط وإفريقيا سانجاي فيرما عن عملية أطلق عليها اسم “عملية دوست ” حيث تم نشر ضابطين يتحدثان التركية، وأربعة موظفين من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في أعقاب البلد المنكوبة بالزلزال، كما تم إنشاء غرفة تحكم في أضنة، ويتمركز كل من القنصل العام من اسطنبول ومسؤولين آخرين من البعثة المنقذة في أنقرة على الأرض في المناطق المتضررة.
بداية تنفيذ العملية كان من دولة الهند التي قدمت الدعم الإنساني لتركيا بعد أن ضربها زلزال بقوة 7.8 درجة يوم الاثنين ضرب تركيا وسوريا، تلاه سلسلة من الهزات الارتدادية التي تسببت في دمار هائل وخسائر في الأرواح وأضرار بالبنية التحتية في كلا البلدين. وفقًا لآخر التقديرات، فقد ما يقرب من 10000 شخص حياتهم في كلا البلدين.
حيث غادرت أولى رحلات البحث والإنقاذ (SAR) من دلهي إلى تركيا، ليتم إرسال أربع رحلات من هذا النوع إلى تركيا، اثنتان منها كانتا تحملان فرق NDRF واثنتان تحملان طواقم طبية حيث هبط الفريق الأول في مطار أضنة وتم تحويل الفريق الثاني إلى أورفا لأن مدينة أضنة كانت مزدحمة، وكلاهما يتقاربان في نورداجي الواقعة في مقاطعة غازي عنتاب، وهي واحدة من أكثر المناطق تضررا أما الرحلة الثالثة فكانت محملة 100 منقذًا ومن كلاب إنقاذ ومعدّات ومستشفى ميداني، ومواد وأدوية، كما أنّ فرق الأطباء والمسعفين والإسعافات الأولية اللازمة جاهزة للنقل إلى هناك أيضًا.
الضرر واسع النطاق في تركيا وحجم المأساة كبيرة وتأثر 10 مقاطعات، 7 منها في حالة خطيرة وحدثت نحو 435 هزة ارتدادية والوقت يداهم الكثير من العالقين تحت الأنقاض لذلك لم تتردد الهند بإرسال فرق إضافية إلى تركيا
واجهت العلاقات التركية الهندية خطر الانهيار بسبب الخطاب العدائي للرئيس رجب طيب أردوغان ضد نيودلهي، ولكن اليوم على الدول المعادية لتركيا الفصل ما بين هذا الخطاب وما بين شعب مفجوع ويحتاج إلى مساعدات غذائية ودوائية.
أردوغان انتقد مرارًا في تصريحات أدلى بها في أوقات ومناسبات مختلفة معاملة الهند للأقلية المسلمة من سكانها وسيطرة نيودلهي على إقليم كشمير المتنازع عليه، ولكن في هذا الوقت تتناسى الدول ما قيل وما يقال والهدف الأول والأخير هو الشعب التركي الذي عانى الكثير قبل الزلازل وبعده.
لم يختلف المنظر كثيرًا في سوريا حيث أعلنت الحكومة السورية 4 محافظات مضررة وهي حلب واللاذقية وإدلب وحماة محافظات منكوبة، فأعداد الضحايا تعدى 1500 شخصًا والإصابات 3458 شخصًا إضافة لوجود أكثر من 7 آلاف شخصًا في المشافي لتبقي العلاج نتيجة أثار الزلازل، فما كان إلا من العديد من الدول كسر الحصار الغربي المفروض على سوريا وإرسال مساعدات غذائية وطبية إضافة لفرق إنقاذ مختصة وكانت قد وصلت أكثر من 45 طائرة من العديد من الدول العربية والأجنبية منها طائرة هندية محملة بأكثر من 8 أطنان من المواد الغذائية والطبية.