أنقرة (زمان التركية) – لا يقتصر التأثير السلبي للتضخم المرتفع في تركيا الذي تجاوز 80 في المئة وبلوغ أسعار الصرف مستويات قياسية على الشركات المحلية فقط بل أيضا يمتد ليطال المستثمرين الأجانب.
وفي هذا الإطار عكست نتائج التقرير الذي أجرته غرفة الصناعة والتجارة الألمانية التركية بعنوان ” توقعات الأعمال التجارية العالمية في تركيا – خريف 2022″ توقع غالبية الشركات الألمانية الناشطة في تركيا بتدهور الاقتصاد التركي خلال الاثني عشر شهرا القادمة.
وضم استطلاع الرأي 80 شركة من بين 346 شركة ذات رأس مال ألماني تنشط في مجال الإنتاج والتصدير داخل تركيا.
وأوضح استطلاع الرأي الذي شاركت فيه شركات ألمانية تتولى أعمال إنتاج وتصدير في تركيا تبلغ قيمتها مليارات الدولارات أنه من المنتظر أن تسجل الاستثمارات حالة من الجمود خلال عام 2023 القادم بجانب تقلص القوى العاملة واستقرار السياسات الاقتصادية عقب الانتخابات.
وفي تعليق منه على نتائج استطلاع الرأي أفاد الأمين العام لغرفة الصناعة والتجارة الألمانية التركية، ثيلو باهل، أن 10 في المئة من الشركات الألمانية تتوقع تحسن الاقتصاد التركي خلال الاثني عشر شهرا القادمة وأن عدد الشركات الألمانية التي تتوقع تدهور الاقتصاد خلال تلك الفترة ارتفع خلال الأشهر الستة الأخيرة من 51 في المئة إلى 64 في المئة.
وتخطط 25 في المئة من الشركات لإجراء استثمارات جديدة نتيجة للطلب المرتفع المتزايد في حين تتوقع 22 في المئة من الشركات ألا تشهد النفقات الاستثمارية أية تغييرات خلال الاثني عشر شهرا القادمة.
وأعربت 22 في المئة فقط من الشركات المشاركة ضمن الاستطلاع عن سعيها لضم عاملين جدد خلال عام 2023 القادم. وكانت هذه النسبة تبلغ 39 في المئة خلال التقرير الصادر في ربيع العام الجاري.
ونتيجة للتراجع المتوقع في الأنشطة الاقتصادية تخطط 16 في المئة من الشركات الألمانية لتسريح جزء من عمالتها خلال العام القادم، بينما تتوقع 62 في المئة من الشركات أن تبقي على مستويات التوظيف بها دون تغيير.
وتشكل أسعار الصرف المرتفعة والأوضاع العامة للسياسات الاقتصادية وأسعار الطاقة أكبر ثلاثة مخاطر للشركات الألمانية في تركيا.
وفي هذا الإطار ذكر المدير العام لشركة ويلو الألمانية لإنتاج المضخات في تركيا، ألتوغ أركايا، أن أسعار الطاقة ستواصل التأثير سلبا على الدولتين مشددة على أهمية تعزيز التعاون بين الدولتين فيما يخص مجال الطاقة الخضراء.
هذا وتحتل ألمانيا المرتبة الثالثة في الصادرات التركية والرابعة في الواردات. وتشير إحصاءات هيئة الإحصاء التركية للفترة بين يناير/ كانون الثاني وأكتوبر/ تشرين الأول من العام الجاري إلى ارتفاع الصادرات التركية إلى ألمانيا بنحو 10.7 في المئة خلال تلك الفترة مقارنة بالفترة عينها من العام السابق لتسجل 17.5 مليار دولار. وخلال الفترة عينها ارتفعت واردات تركيا من ألمانيا بنحو 8.1 في المئة لتسجل 19.3 مليار دولار.