(زمان التركية)ا-لشارع كالمسطرة : مرصوف منظوم نظيف مرقوم تسيل فيه السيارات سيل الفيضانات ، ويعبره المشاة مترجلين وراكبين على المعروف وغير المعروف من الدراجات ، يرافقهم أطفالهم أو كلابهم أو قططهم أو كل هولاء معا . فللكل فى الحياة نصيب ، وللكل أن يسير وأن يطير وأن يمرح كيفما شاء ، ما دام يعتبر الحدود والنظم والقواعد فى ود ولطف .
غدا غدا غدا . الأمور والإجراءات قد تطول أو يهيئ إليك أنها تطول وتمتد وتحتاج الى كثير من الغد ، ولكنها فى الحقيقة سريعة دقيقة كثيفة . فهناك اهتمام بالتفاصيل كبير . ذاك النوع من الاهتمام المحيط الذي يتخلل الأمور والأشياء والأفكار والاجراءات فى محاولة لانجاز كل شىء – مكتملا غير منقوص ولا معيوب – بسرعة ودقة وهناك اهتمام . فإذا دققت النظر فيه وجدته راضيا مرضيا . ولو أنك استعجلته لأتى منقوصا معيبا يحتاح الى استكمال عمل والى مزيد من الجهد والى اضافة من الإجراءات التى لربما غابت بانتظارك الى أبعد مما تظن .
فهناك اهتمام حقيقي خلف الناس وخلف الأمور وخلف الإجراءات . كل شىء محل اهتمام ، حتى اللافتات العامة الصغيرة المختبئة فى ذوايا الطرق وأركان الحارات وجوانب الأرصفة التى تسكنها الخضرة والبرد وأصوات الطيور . فالبحث دائم عما هو جميل وعما هو جدير بالأتباع وعما يجعلها حياة أقضل للجميع من الناس – من كل الفئات والطبقات والجنسيات – ومن الحيوان ومن الطير .
ولذلك ، فالابتسامة تعلو الشفاه وتزين المعاملات ، لتفشي السلام بين الناس والحيوان والطير والزرع وتدعو إلى مزيد من الجهد ومن العمل الحقيق بالتقدير الناجز للأهداف . فكل شىء فى الحياة أسير الاهتمام ورهن الاهتمام ونتاج الاهتمام .
فما نال الاهتمام الكافى نما وازدهر ، وما فاته الاهتمام زوى وانطفى ، سواء كان انسانا أو حيوانا أو طيرا أو زرعا أو مسألة من المسائل . فالاهتمام هو الاجابة على كثير من التساؤلات فى كثير من الأحيان ان لم يكن فى كل الأحوال .
ماهر المهدى