هيثم السحماوي
ما يجب على الأمم المتحدة ودول العالم فعله تجاه التغيرات المناخية
بعد أن تم الحديث في المقالتين السابقتين عن مفهوم هذه التغيرات ، وعلاقتها بحقوق الإنسان، ومدى خطورتها على هذه الحقوق، يقودنا المنطق السليم للحديث على ما يجب على دول العالم المختلفة ومنظمة الأمم المتحدة فعلة تجاه هذه المشكلة التي لم تعد كما كان الحديث عنها بالماضي مجرد مشكلة علي الابواب تهدد البشرية، وإنما باتت الان مشكلة تعاني من آثارها بالفعل البشرية، ولو لم يتم التصدي لها بجدية وفاعلية أكثر ستتفاقم وتتعاظم هذه الآثار وتشتد معاناة الإنسان إلى الحد الذي قد يقضي عليه نهائيا..
كتب الاستاذ الدكتور نبيل حلمي –أستاذ القانون الدولي وعميد كلية الحقوق بجامعة الزقازيق الأسبق،في مقاله المنشور بجريدة الأهرام،بتاريخ 24/9/2022 الذي كان بعنوان (تغيرات المناخ وحقوق الإنسان ) كتب يقول:
أن المجتمع الدولى ينتظر خطوات جادة لمواجهة هذه التغيرات، ويجب أن يتحول النشاط الدولى من اتفاقيات واجتماعات وتصاريح إلى عمل فعلى مدروس ومنظم ومخطط لمواجهة الحقيقة ألا وهى خطورة تغير المناخ على البشرية بصفة عامة وحقوق الإنسان بصفة خاصة لأنها تؤثر على الوضع الاجتماعى والاقتصادى والأمنى خاصة على كثير من الدول الإفريقية بالرغم من أنها من أقل المساهمين فى هذه التغيرات المناخية.
وفي رسالة الدكتوراه للأستاذ الدكتور محمد عسكر، التي تم الإشارة لها سلفا في المقال السابق،والتي تعد من أهم المراجع في هذا المجال، والتي نُوقشت منذ حوالي اثني عشر عاما،كانت قد انتهت إلي أربعة وعشرون توصية في غاية الأهمية، اذكر منهم آخر توصيتين واللاتي نُص فيهما على الآتي :
(توصية رقم 23) التزام الدول بتنظيم الأنشطة المخالفة للتنظيم القانوني الدولي لحماية المناخ، لا سيما فيما يتعلق بتقييم الأثر البيئي عند طلب الترخيص بأي نشاط صناعي ،بحيث يراعي المحافظة على المناخ، وتبني معايير أكثر حزما تخص استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة .
(توصية رقم 24) نشر الوعي البيئي لدى عامة الناس لا سيما فيما يخص مشكلة تغير المناخ وتداعياتها ، باعتبار أن من هذه التداعيات ماينتهك حقوق الأنسان ، ويكون من حق المواطن أن يُحاط علما بتلك الأخطار التي تهدده، وذلك ايضا يجعله يتقبل اية قوانين تصدر أو إجراءات تتخذ للمحافظة على المناخ ، فلا فائدة ترجى من التشريعات إذا لم يتم الإمتثال لها وتنفيذها بحسن نية ..
وقد أشاد الدكتور عسكر بالدور الذي تؤديه الأمم المتحدة تجاه هذه المشكلة ، فقد تحدث قائلا ( تعتبر الأمم المتحدة المنظمة الدولية الوحيدة التي قدمت جهودا غير مسبوقة ورائدة في مجال دراسة المناخ ومكافحة تغيره ، حيث أنشأت منظومة دولية موحدة الأداء تشمل كافة أجهزتها ووكلاتها المتخصصة للتعامل مع هذه المشكلة سواء على المستوى العلمي أم القانوني أم المالي أم الصحي وغيرها).
والحقيقة أن دور الأمم المتحدة وجهودها متصلة وقوية، وينبغي أن تتواصل وتزيد، ومعها جهود ودور حقيقي تبذله مختلف دول العالم،لحماية نفسها والأخرين من مزيد من النتائج الكوارث الناتجة عن مشكلة التغيرات المناخية
وتعد من أهم المفاهيم التي يتم الحديث عنها في هذا الإطار على الساحة الدولية لمواجهة قضية ومشكلة التغيرات المناخية مفهوم( العدالة المناخية )
الذي أستأذن القارئ الفاضل أن أتحدث عنه في مقالي القادم إن شاء الله ..