هيثم السحماوي
التغيرات المناخية وحقوق الإنسان
ما المقصود بالتغيرات المناخية ؟
وما هي علاقة التغيرات المناخية بحقوق الإنسان؟
وهل هذه المشكلة التي تهدد العالم ظهرت حديثا ؟
وكيف تشكل هذه المشكلة الخطيرة تهديدا لحقوق الإنسان ؟
وماهو الدور اللازم القيام به من قبل دول العالم لمواجهة أخطار التغيرات المناخية؟
وماهو دور الأمم المتحدة في حماية الإنسان من أخطار هذه التغيرات ؟
عرفت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لحماية المناخ لعام ١٩٩٢ تغير المناخ بأنه (تغير فى المناخ يعزى بصورة مباشرة أو غير مباشرة الى النشاط البشرى الذى يفضى الى التغير فى تكوين الغلاف الجوى العالمى والذى يلاحظ بالإضافة إلى التقلب الطبيعي للمناخ على فترات زمنية مماثلة).
وبالنسبة للعلاقة بين تغير المناخ وحقوق الإنسان ففي أبريل من عام 2008
طلب مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من المفوض السامي لحقوق الإنسان ، أن يقدم للمجلس دراسة دراسة تحليلية مفصلة للعلاقة بين حقوق الإنسان وتغير المناخ ، وقد انتهت هذه الدراسة إلى نتيجة تقول: ( أن تغير المناخ يمكن ان يُقوض عملية تحقيق التنمية المستدامة التي أقرها المجتمع الدولي في مؤتمر ريو عام 1992، والقمة العالمي للتنمية المستدامة عام 2002 بما ينقص من حقوق الإنسان).
وليس صحيحا أن يعتقد البعض أن مشكلة تغير المناخ ظهرت أو حُذر منها خلال السنوات الاخيرة فقط ، وإنما التحذير ولفت النظر إلى هذه المشكلة من منذ حوالي خمسين عاما ، ففي عام 1972 دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى عقد مؤتمر عن البيئة والإنسانية ، استضافته دولة السويد في مدينة استكهولم ،وحضره وفود رسمية عن 113 دولة اضافة الى ممثلين عن وكالات الأمم المتحدة المتخصصة ، والكثير من المنظمات غير الحكومية الدولية،وقد كانت من بين التوصيات التي خرجت عن هذا المؤتمر الهام، هي التوصية رقم (70) والتي توصي الدول ببذل العناية الواجبة في شأن مراقبة الأنشطة التي قد تؤثر علي المناخ .
وهذا المؤتمر بالمناسبة يعتبر أول عمل دولي لبحث مشكلات البيئة.
وتوالت بعد ذلك المؤتمرات الدولية التي تناشد الدول وتحُضهم على الانتباه لهذه المشكلة التي تهدد العالم وحماية الإنسان من خطرها والتي كانت أهمها الأتي :
- اجتماع الأمم المتحدة في لندن عام 1990 والذي خلصت فيه إلى أنَّ زيادة مستويات الغازات الدفينة، رفعت درجة حرارة الأرض.
- مؤتمر المناخ العالمي الثاني بجنيف عام 1992.
- إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لحماية المناخ عام 1992
وتهدف هذه الاتفاقية وفقا لما جاء بالمادة الثانية منه الى ( تثبيت تركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي عند مستوى يحول دون تدخل خطير من جانب الإنسان في النظام المناخي )
- الاتفاق على إبرام بروتوكول كيوتو عام 1997، والذي دخل حيز النفاذ في فبراير عام 2005 .
أبرم هذا البروتوكول باتفاق الدول الأطراف في الاتفاقية السالفة الذكر ، بهدف تحديد الالتزامات الواجبة على جميع الدول ، وبالفعل جاء البروتوكول ينص على ضرورة التزام جميع أطراف بالعمل من أجل حماية المناخ .
- المؤتمر المنعقد بمدينة كوبنهاجن الدنماركية لعام 2009
والذي عُقد بهدف إبرام صك دولي مُلزم معني بتنظيم الحماية القانونية الدولية للمناخ .
- المؤتمر المنعقد بمدينة كانكون بالمكسيك في عام 2010
والذي انعقد للتوصل إلى إبرام اتفاق دولي يلي بروتوكول كيوتو الذي كانت تاريخ نهايته عام 2012.
- اتفاقية باريس عام 2015
والتي نجحت لأول مرة في الحصول على اتفاق عالمي بشأن المناخ.
الاتفاق أتى بعد مفاوضات عُقدت أثناء مؤتمر الأمم المتحدة 21 للتغير المناخي في باريس، والذي اعتبرته الدول الأوروبية اتفاقًا مناسبًا ومتوازنًا وملزم قانونيًّا.
وكان الملفت في هذا الاتفاق هو تصديق كل وفود الدول الـ 195 الحاضرة المؤتمر على الاتفاق، وهو ما لم يحدث من قبل.
وتهدف الاتفاقية إلى احتواء الاحتباس الحراري العالمي لأقل من 2 درجات ويسعى لحده في 1.5 درجة مئوية.
ووُضعت كحد أدنى قيمة 100 مليار دولار أميركي كمساعدات مناخية للدول النامية سنويًّا وسيتم إعادة النظر في هذا المبلغ في 2025 على أقصى تقدير.
- مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ 2018
فيه اجتمع قادة العالم وصانعو التغيير في كاتوفيتشي في بولندا للمشاركة في المؤتمر الرابع والعشرين لأطراف اتفاقية المناخ أو COP24.
- مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لعام 2019
والمعروف باسم مؤتمر الأطراف 25 أو COP25 والذي انعقد في العاصمة الإسبانية مدريد، في 2 كانون الأول/ ديسمبر. بعد شهرين فقط من عقد الأمين العام لقمة العمل المناخي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
- مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021
المعروف أيضًا باسم COP26، هو مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرون للتغير المناخي ، الذي انعقد في مدينة غلاسكو .
ثم سيكون المؤتمر السابع والعشرون( cop 27) في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية في السابع والعشرين من نوفمبر 2022.
ولكن كيف تُشكل مشكلة التغير المناخي هذه تهديدا لحقوق الإنسان وأمنه هذا ما سأُوضحه في مقالي القادم إن شاء الله ..