القاهرة (زمان التركية)ــ صدر العدد الجديد من مجلة نسمات الثقافية، مسلطًا الضوء على البعد الإنساني والكوني في حركة الخدمة التركية، وكيف تجلَّت هذه القيم في صورة مبادرات حية على أرض الواقع يطبقها أبناء الخدمة، وقد عرض هذه الأفكار والرؤى نخبة من الكُتّاب والمفكرين متعددي الجنسيات والأفكار والأديان.
بدأت الإصدارة الثانية عشرة بكلمة افتتاحية لرئيس التحرير الأستاذ صابر المشرفي استعرض فيها جهود ملهم حركة الخدمة المفكر الإسلامي، فتح الله كولن التي لا تقف عند حدود خطبه المؤثرة أو أفكاره الرائعة أو كتاباته الرائدة، بل تتجلى بصورة واضحة في حركة الخدمة التي تستلهم أنشطتها من أفكاره، وكذلك في المؤسسات العالمية التي تسهم في بناء الإنسان وتنميته روحيًّا وعلميًّا والارتقاء به ثقافيًّا وحضاريًّا، وفي تأييد كل مَنْ يُقدّم خدمة للأمة خاصة، وللإنسانية في تنوعها عامة، ويسعى لخيرها ومساندة ذلك الخير ومساعدته.
تضمن العدد الجديد من مجلة نسمات تسع مقالات وحوار للعديد من المفكرين ذوي المشارب والثقافات والأديان المختلفة تَصبُّ كلها في البعد الإنساني والكوني لحركة الخدمة، بدأت المقالات بمقال للباحث في الفكر النهضوي محمد ياسين بعنوان “فلسفة الهجرة في الخدمة بين النظرية والتطبيق”، التي أكّد فيها أن فكرة “الهجرة” من أهم الأفكار العبقرية التي تميّز بها فكر الأستاذ كولن، ومن أبرز معالم “التجديد” في الفكر الإسلامي المعاصر، حيث استطاع الأستاذ فتح الله كولن تحويل “الهجرة” من مفهوم تقليدي قاصر على معنى تاريخي محدد، أو ضرورة يلجأ إليها الفارُّون بدينهم من الفتن، إلى معنى جديد يعني التغرُّب لخدمة الناس في بلدان أخرى، فأصبحت “الهجرة” بذلك المعنى الجديد ”قَرارًا” لا “فِرارًا”، وأضحت هي السمة الأبرز من الناحية المرئية في حركة الخدمة.
وفي المقال الثاني للكاتب ديفيد تيتنسور الباحث والمحاضر في علم الاجتماع الديني، اعتبر أن سفر المعلمين للخدمة بالخارج نوع آخر من الحج، مؤكدًا أن أبناء الخدمة يحاولون الاقتداء بأسلافهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لينشروا مهاراتهم ومعارفهم في جميع أنحاء العالم.
وقد نقل الكاتب العديد من شهادات أبناء الخدمة، التي حكوا فيها تضحياتهم، حيث واجهوا ظروفًا صعبة في التكيف مع بيئات مختلفة وتعاملوا مع أبناء ثقافات مغايرة، ومرت عليهم شهور لم يتقاضوا فيها أجورًا، دفعهم لذلك تلك اللحظات الروحانية التي يعيشون من أجلها.
المقال الثالث سطره مداد الباحث علاء علي شكر المدرس في قسم الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين والدعوة جامعة الأزهر بالمنوفية، والذي حمل عنوان “جمعية الإغاثة العالمية “كيِمْسَا يوكْ مُو نموذج تطبيقي للتنمية المستدامة في فكر الخدمة”، حيث أكَد فيه أنّ بناء الإنسان وتنميته روحيًّا وعلميًّا والارتقاء به ثقافيًّا وحضاريًّا هو أحد أهم الأهداف المحورية التي يدور حولها فكر الأستاذ فتح الله كولن، ولا شك أن الفقرَ يُعدّ من أكبر الأخطار التي تقف حجر عثرةٍ دون تحقيق ذلك الهدف، ومن ثم لم تكتف في مكافحتها للفقر بالتنظير، ولكنها اتخذت في هذا الشأن خطوات عملية من برامج ومشاريع خدمية وتنموية على المستويين المحلي والعالمي، ولم تدع بابًا لمكافحة الفقر إلا وطرقته لتوفر بذلك مناخًا صالحًا للنهوض الحضاريّ قوامه العمل لا الشعارات.
لتحميل الإصدارة الثانية عشرة pdf، يمكن الضغط على الرابط التالي:
https://nesemat.com/download/28200/