هيثم السحماوي
حق الإنسان في حرية الفكر والدين
من وجهة نظري أننا إذا كنا نحتاج في مجتمعاتنا الاهتمام بالتثقيف والتعليم بحقوق الإنسان بشكل عام، فإننا نحتاج إلى ذلك فيما يتعلق بهذا الحق( حرية الفكر والاعتقاد) بشكل خاص، فالأمر يحتاج من الكثير منا إعادة التفكير وفهمه على الوجه الصحيح بما يليق ونصوص الدين الصحيحة ذاتها، فضلا عن إنسانيتنا والمنطق السليم للأمور ..
وحرية الفكر والدين هي حق أساسي مكفول بموجب المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والإعلان بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد.
ففي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عام 1948 النص على: (لكلِّ شخص حقٌّ في حرِّية الفكر والوجدان والدِّين، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في تغيير دينه أو معتقده، وحرِّيته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبُّد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة)
وفي العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الصادر عام 1966 النص علي :
(1. لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين. ويشمل ذلك حريته في أن يدين بدين ما، وحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة.
- لا يجوز تعريض أحد لإكراه من شأنه أن يخل بحريته في أن يدين بدين ما، أو بحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره.
- لا يجوز إخضاع حرية الإنسان في إظهار دينه أو معتقده، إلا للقيود التي يفرضها القانون والتي تكون ضرورية لحماية السلامة العامة أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة أو حقوق الآخرين وحرياتهم الأساسية.
- تتعهد الدول الأطراف في هذا العهد باحترام حرية الآباء، أو الأوصياء عند وجودهم، في تأمين تربية أولادهم دينيا وخلقيا وفقا لقناعاتهم الخاصة.)
وفي هذا الشأن تصرح اللجنة المعنية بحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن ذلك يُميز حرية الفكر أو الوجدان أو الدين أو المعتقد عن حرية المجاهرة بالدين أو المعتقد، وهي لا تسمح بأي قيود من أي نوع على حرية الفكر والوجدان أو على حرية اعتناق دين أو معتقد يختاره الشخص. وهذه الحريات محمية دون قيد أو شرط.
أما أعلان الأمم المتحدة الخاص بالقضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد، عام 1981، ينص في مادته الثالثة على الأتي : (يشكل التمييز بين البشر على أساس الدين أو المعتقد إهانة للكرامة الإنسانية وإنكار لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويجب أن يشجب بوصفه انتهاكا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية التي نادى بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والواردة بالتفصيل في العهدين الدوليين الخاصين بحقوق الإنسان، وبوصفه عقبة في وجه قيام علاقات ودية وسلمية بين الأمم.)
وهذا الحق هو وثيق الصلة بحقوق أخري سبق الحديث عنها وبخاصة (حق الإنسان في التعبير والحق في الحياة) .
والحقيقة أنه في مجال حرية الفكر والدين فمن الدول التي أراها رائدة في مجال احترام مثل هذه الحقوق هي الولايات المتحدة الأمريكية، فهي تعتبر بمثابة قبلة الحريات والبيئة الحاضنة والأمنة لكل صاحب فكر مختلف او لكل إنسان مضطهد بسبب آراؤه أو معتقده..