إسطنبول (زمان عربي) – حصن الأناضول.. هو أول حصن لإسطنبول، وقد بناه السلطان يلدريم بايزيد خان مبتدئًا من أضيق نقطة في مضيق إسطنبول، وهو يقع على تلة تشكلت من الطبقات الكلسية والصخور الطينية عند مصب وادي “جوكصو” في البحر.
بُني الحصن لمنع وصول الإمدادات للبيزنطيين عن طريق البحر الأسود، ويتألف من قلعة رئيسية وأخرى داخلية و3 أبراج، القلعة الرئيسة عبارة عن برج ذي مقطع مستطيل مبني على صخرة شاهقة مغطاة بالتراب، ويدخل اليوم إلى هذا البرج المكون من 4 طوابق من خلال الباب الواقع في الجهة الجنوبية الغربية، أما جدران القلعة الداخلية فتحيط بها من الجهتين الشمالية الغربية والشمالية الشرقية، وعليها 4 أبراج وسمكها من 2 إلى3 م.
وحصن الأناضول ذو أهمية كبرى في التاريخ العثماني، وقد لجأ إليه سليمان تشلبي ابن السلطان بايزيد الأول بعد هزيمة أبيه أمام تيمور لنك في معركة أنقرة عام 1402 م، وفي عهد السلطان مراد خان الثاني تمت الاستفادة من هذا الحصن حيث عبر الجيش العثماني إلى روم إيلي من أجل إيقاف الجيش الصليبي المجري، وقد جاء السلطان إلى هذا الحصن عن طريق “يالوفا”، في حين أن “تشاندارلي خليل باشا” حمى السلطان بواسطة القذائف المدفعية التي ألقاها من الساحل المقابل، وبذلك عبر السلطان إلى الساحل المقابل بسهولة تامة على الرغم من وجود الأسطولين البابوي والبندقي.
وتمت تقوية هذا الحصن قبل إنشاء حصن “روم إيلي” قبل فتح إسطنبول؛ وبذلك غدا المضيق تحت مراقبة حصنين، وقد أجرى السلطان محمد الثاني (الفاتح) تعديلات جعلت حصن الأناضول حصنا منيعا سنة1452، وبالتالي أصبح هذا الحصن مركزًا هجوميًا بعد أن كان مركزًا دفاعيًا يتم من خلاله منع وصول الإمدادات عبر المضيق.
وبعد فتح إسطنبول استُخدم الحصن في التصدي للهجمات القادمة من البحر الأسود، وقد فقد أهميته الاستراتيجية بعد أن خضع البحر الأسود تمامًا للسيادة العثمانية في القرن السادس عشر، لكن تمت الاستفادة منه في القرنين 17و 18 في مواجهة القوات الروسية التي وصلت إلى المضيق.
وبعد ذلك فقد الحصن أهميته تمامًا، واكتسب حلة رومانسية بواسطة البيوت الخشبية المستندة إلى سوره.
بدأت منطقة حصن الأناضول بالتحول إلى منطقة سكنية في عهد السلطان محمد خان الثاني الفاتح، الذي بنى فيها جامعًا ذا مكان مخصص لصلاة السلطان، وكان الجنود هم أول من سكن بجوار الحصن، وبعد ذلك بدأ العوام من الناس بالسكن هناك.
وفي سنة 1928 م أجرت بلدية قنديللي بعض الترميمات الطفيفة، وفيما بين عامي 1991و 1993 أجرت وزارة الثقافة أيضًا بعض الترميمات.