أنقرة (زمان عربي) – عقب حملة التشويه التي شنّها رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان على المدارس التركية التابعة لحركة الخدمة التي أسَست جسور المحبة والسلام بين المجتمعات والشعوب في أنحاء العالم وتقدم دعما كبيرا للفعاليّات التعليمية في الدول التي تتواجد فيها يقوم رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو هذه المرة بتوجيه سهامه إلى هذه المدارس.
وطالب أردوغان خلال زيارته للعاصمة الأثيوبية أديس أبابا بإغلاق المدارس التركية التابعة لحركة الخدمة وعرض على السمؤولين فتح مدارس جديدة تابعة لوزارة التربية والتعليم التركية، فيما زعم داود أوغلو أن المدارس التركية الموجود في الخارج تضر تركيا وتسعى لتشويه صورتها في الخارج.
ويزعم، داود أوغلو الذي كان يثنى على المدارس التركية، عاطر الثّناء، كما كان يفعل أردوغان خلال زياراتهما لإفريقيا قبل تحقيقات الفساد والرشوة التي تكشفت وقائعها في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2013 في تركيا، أن تلك المدارس مضرة.
وزعم داود أوغلو في تصريح للصحفيين خلال مشاركته في اجتماع أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” أن هذه المؤسسات التعليمية التي اُفتتحت بفضل تضحيات ومساهمات المتطوعين من الأناضول من جميع أطياف المجتمع التركي صارت تتهم في الآونة الأخيرة بأنها تسعى لتشويه صورة تركيا في العالم.
وأضاف داود أوغلو “أنهم يبالغون ويضخمون من المشكلات البسيطة التي تحدث في تركيا ثم ينشرونها في كل مكان ويتحدثون عنها بصورة مستمرة ليؤثروا في الرأي العام العالمي. كما أنهم يشاركون في حملات التشويه ضد تركيا؛ بمعنى أنهم غيروا مسارهم وأصبحوا يفعلون كل شيئ سوى التعليم” حسب زعمه.
كيف لتركيا التي تتراجع في الترتيب العالمي من حيث التعليم أن تفتح مدارس خارج البلاد؟
وأكد رئيس الوزراء أن وزارة التربية والتعليم التركية عاكفة على دراسة لفتح مدارس خارج البلاد وأنه أصدر، بشخصه، تعليمات إليهم في هذا الموضوع.
وأضاف “في الحقيقة هناك قرار إستراتيجي اتخذناه بشكل مستقل عنهم – حركة الخدمة – وهو جمع الفعاليات التعليمية تحت سقف واحد. وهذه المواضيع وصلت إلى مرحلة متقدمة وأظن أن الزملاء سيكملون دراستهم خلال الأسبوع المقبل ليقدموها إلى مجلس الوزراء للإطلاع عليها”.
وفي هذا السياق قال الخبراء إن مشروع تركيا لفتح مدارس خارج البلاد، التي يتحدث عنها أردوغان وداود أوغلو، يعد مجرد كلام “سخيف وغير معقول” ذلك لأن تركيا التي تشهد أزمة كبيرة في مجال التعليم لا يمكن لها أن تكون نموذجا وقدوة في هذا المجال للدول الأخرى.
ولفت الخبراء إلى أن مدارس الخدمة الموجودة خارج البلاد تجد دعما وترحيبا كبيرا في العالم لأنها ضمن مؤسسات اجتماعية مدنية وليست لها أي صلة أو علاقات تربطها بأية حكومة أو دولة، وأنه لايمكن أن تسمح أو تقبل أية دولة أن تقوم تركيا، بصفتها الرسمية، بفتح مدارس في بلادها.