بقلم: ماهر المهدي
(زان التركية)-فوضى الدراجات البخارية في الشارع تجعل منه مسرحا لأعمال السيرك الخطرة التى قد يدفع الناس نقودا من أجل مشاهدتها والاستمتاع بجرأة قادتها وحرفيتهم المبهرة . ولكنها هذه المرة أعمال غير قانونية ، وأعمال غير مشروعة ، وأعمال تتجاوز في خطرها كل المبررات وحساب المنطق ومنطق الأمن وأسباب الأمان وحدود إحترام الغير وتقدير النظام في الوطن .
بل ان أصحاب الأعمال الخطرة في السيرك يدرسون ما يقدمون عليه من حركات وأعمال خطرة دراسة جيدة ويتدربون عليه تدرببا متصلا وكثيرا حتى الاتقان . ثم ان السيرك يستعين بشبكات أمان – ولو في أحيان وأحيان – لحماية فنانيهم وموظفيهم وجمهورهم من أية أخطار محتملة أو هفوات من هذا أو ذاك . ويستعين السيرك في أعماله بدراجات جديدة أو في حالة جيدة وتمت صيانتها جيدا وباستمرار ، حتى لا يترك السيرك للخطر فرصا أو فرصة ولو صغيرة يمكن تفاديها ودرء خطرها .
أما أعمال السيرك الخطرة التى يقوم بها بعض راكبى الدراجات في الشارع – مثل ركوب الدراجة البخارية دون ارتداء أية واق للرأس أو الجسد ، والسير بدراجات قديمة متهالكة ولا تصلح للسير أصلا ، والسير عكس اتجاه السيارات ، وعبور الطريق السريع بالعرض ، وحمل ركاب من السيدات والأطفال أمام وخلف سائق الدراجة ودون وقاية للرأس أو الجسد ، ومحاولة تخطى السيارات على اليمين واليسار دون مراعاة لأصول القيادة والمرور – فهى أعمال خطرة بالغة الخطورة ومرتجلة الطبيعة وتتم وسط مئات السيارات وفي قلب الشوارع والكبارى ولا يرتجى من ورائها كسب مادى وإنما بعض الإثارة الخائبة والاستعراض الذي لا يرجو أحد مشاهدته .
أعمال السيرك التى تقوم بها الدراجات البخارية في الشوارع وعكس اتجاه سير السيارات على الكبارى وفي التقاطعات المرورية لا تعبر عن مهارات استعراضية أو قدرات محببة ، وإنما هى أقرب إلى محاولات إيذاء الذات والغير واللامبالاة وعدم تقدير النظم المروية . وفي الغالب الأعم ، فإن راكبى هذه الدراجات النارية الاستعراضية الخطرة ليسوا مشتركين في أية برامج تأمينية طبية تسعفهم ، وليس لهم تأمين على الحياة ينفع ورثتهم .
وعندما يقوم راكبوا الدراجات البخارية التعيسة بحركاتهم البهلوانية في الشوارع المزدحمة باالسبارات المسرعة وبالمارة تكون العواقب وخيمة ومجسمة في صدمات قد تسبب الاعاقة للمصاب وقد تكون قاتلة ، فضلا عن تدمير الدراجة الحزينة . والسؤال هو : أليس احترام النظم المرورية وتقدير الذات وتقدير الغير والحرص على الحياة أفضل من التعرض لهذا الخطر الكبير ؟