أنقرة (زمان التركية)ــ لم يحصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تعهدات من المملكة العربية السعودية باستثمارات كبيرة خلال محادثاته مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أنقرة يوم الأربعاء، بعكس الوضع في مصر.
قبل 24 ساعة من لقائه أردوغان، تعهد الأمير محمد بن سلمان في مباحثاته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتنفيذ استثمارات في مصر بقيمة 30 مليار دولار.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أجرى أمس زيارة تاريخية إلى تركيا في خطوة هي الأولى من نوعها منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018.
أردوغان كان يأمل في أن تؤدي زيارة ولي العهد السعودي إلى تركيا إلى الإعلان عن تقديم الرياض مليارات الدولارات لمبادلة العملة مع البنك المركزي التركي في ظل تراجع كبير بقيمة الليرة، تمامًا كما فعلت الإمارات العربية المتحدة حليفتها الإقليمية في يناير.
قدمت الإمارات ما يقرب من 5 مليارات دولار للبنك المركزي التركي في يناير كجزء من الجهود لتطبيع العلاقات بين البلدين، في أعقاب زيارة قام بها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى تركيا في نوفمبر / تشرين الثاني، حيث جرت محادثات أولية بشأن صفقة التبادل.
لكن البيان المشترك الذي صدر عن الزعيمين التركي والسعودي عقب محادثاتهما لم يشر إلى أي اتفاق لتبادل العملات أو التعاون بين البنكين المركزيين في البلدين، كما كان يتوقع الجانب التركي.
قال أردوغان والأمير محمد في البيان المشترك إنهما يسعيان إلى تطبيع العلاقات بشكل كامل، وتعميق التعاون الإقليمي، وتنفيذ استثمارات محتملة في قطاعات مختلفة كالطاقة والدفاع.
واكتفى البيان المشترك بالتأكيد على أن الطرفين أعربا عن إرادتهما واعتزامهما إطلاق مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين في كل المجالات.
وقال مسؤول تركي لوكالة “رويترز” قبل بدء المحادثات في القصر الرئاسي التركي إن المفاوضات بشأن اتفاق مبادلة عملة من المحتمل أن لا يتحرك “بالسرعة المرغوبة”، وستناقش القضية على انفراد بين أردوغان والأمير محمد في الاجتماع، لكن البيان المشترك يشير إلى أن أردوغان فشل في إقناع محمد بن سلمان بالاستثمار في تركيا.
كما أن الرئيس أردوغان والأمير محمد بن سلمان لم يعلنا عن أي اتفاق للسعودية للاستحواذ على حصص في الشركات التي تديرها الدولة التي يسيطر عليها صندوق الثروة التركي أو في شركات أخرى، على عكس وسائل الإعلام التركية التي أشارت إلى إمكانية التوصل إلى مثل هذه الصفقات.
يعارض عدد كبير من الأتراك التقارب مع المملكة العربية السعودية، لكنهم صُدموا عندما زار أردوغان الرياض في أبريل، واحتضن الأمير محمد، رغم أنه اتهمه بإصدار أمر مباشر بقتل خاشقجي.
وكانت محكمة تركية أنهت محاكمة العديد من المشتبه بهم في القتل الغيابي وأحالت القضية إلى المملكة العربية السعودية قبل رحلة أردوغان إلى السعودية بقليل.
وكشف استطلاع رأي، نشرته مدير مؤسسة متروبول التركية هذا الأسبوع، أن 60% من الأتراك ينظرون بشكل سلبي إلى التقارب مع السعودية، بينما يرى 29.7% المبادرة إيجابية.