بقلم: ماهر المهدي
السلاح المتدفق أنهارا والنازيون الجدد شلال يجري من عروق الحرب الروسية – الأوكرانية الى ألف اتجاه وألف جهة وألف هدف وهدف مقصودين وغير مقصودين . كلما تتقدم الأيام بالحرب الروسية الأوكرانية كلما تغير شكلها واقتربت أكثر من صورة بركان جن جنونه من بعد صمت طويل ، وراح يقذف حممه يمنة ويسرة . والحمم دمار وضغينة ومشردين وشهداء ومشوهين وسلاح من كل نوع وأخطار صارت حقيقة بعد خيال ونازيون .
هل النازيون أشرار أم قوميون وحماة للوطن ؟
النازيون الجدد يرتبطون بتاريخ أسود ضد الإنسانية ، ولو على اختلاف بين بعض الاتجاهات الفكرية ، وهذا هو سر استمرارهم وتزايدهم في العدد وسر اتساع رقعتهم ليصبحوا أحزابا سياسية ثم أحزابا سياسية ممثلة في بعض البرلمانات الديمقراطية .
ولكن الحرب الروسية الأوكرانية أتاحت الفرصة للجماعات القومية فيها – شأنها في ذلك شأن كثير من الأزمات العظيمة في عموم بلاد الدنيا كلها – للوثوب الى دور هام في مقدمة الصفوف باسم الدفاع عن الوطن وعن الشعب وعن حقوق الشعب . فالكثيرون من الناس يتطلعون الى دور يعيش في أحلامهم ، ولو كان دورا غريبا – بالنسبة اليهم والى من كان في ظروفهم – بعيد المنال .
فالأحلام مباحة للجميع ، بلا ثمن ولا مانع . ولكن الواقع والظروف المتغيرة قد تغير الأحوال جميعا تغيرا أبعد من خيال البعض ومن خيال كثير منا ، وتتيح الفرصة لأحلام بعيدة بعد النجوم لتصبح قريبة قرب الورود والأزهار .
اليوم , أصبحت كتيبة أوزوف – أشهر كتائب القوميين الأوكرانيين – جزءا من الحرس الجمهورى الأوكراني – كما قلد مؤسس تلك الكتيبة أعلى وسام في أوكرانيا لجهوده في تأسيس تلك الكتيبة .
فهل كان مؤسس حركة أزوف نفسه أو أى مؤسس لأي حركة قومية أو أى أحد آخر يحلم بأن تدمج مثل هذه الوحدات ذات النزعات القومية المتعصبة في الجيوش الوطنية للدول التى نشأت فيها ؟ هل كان أحد يحلم بأن أو يتصور أن تكرم الدول مؤسسي مثل هذه الوحدات القومية المتعصبة بتقليدهم أو توشيحهم بأعلى النياشين والأوسمة الوطنية في حياتهم وتعلنهم على العالم أبطالا ؟
إن النازيين الجدد في تزايد على امتداد القارة الأوروبية تقريبا ، وبعض الأوروبيين أنفسهم يتوقعون للنازيين – على علاتهم وعوراتهم وتاريخهم القديم والجديد في مختلف الدول الأوروبية – أن يصعدوا الى سدة السلطة مرة أخرى مثلما وصل هتلر وغيره ورفاقهم يوما ما . وقد جاءت بهم الحرب الأوكرانية بالنازيين الجدد إلى مقدمة الأحداث التى تتواصل وتتطور أمامنا ، لنتابع ونرى ما تقدمه إلينا الأيام المقبلة .