(زمان التركية)ــ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده عطلت “الممر الإرهابي” على حدودها الجنوبية من خلال العمليات العسكرية السابقة، في حين أن العمليات الجديدة المزمع إجراؤها ستعمل على تحسين الأمن على طول هذا الخط.
يأتي ذلك بينما يلوح أردوغان منذ فترة بعملية عسكرية جديدة في شمال وشرق سوريا وخاصة في المنطقة التي تتواجد فيها القوات الكردية السورية الساعية لإقامة منطقة حكم ذاتي.
قال أردوغان: “من خلال عملية مخلب-القفل التي أطلقناها في أبريل / نيسان، عطلنا بالفعل الممر الإرهابي على طول حدودنا الجنوبية. نحن نعمل بدقة لإكمال الأجزاء الأضعف من خطنا الأمني بعمليات جديدة، ولإعداد قواتنا البرية والبحرية والجوية لأي مهمة”.
تركيا تستعد لتوغل جديد في بلدتي منبج وتل رفعت في شمال سوريا، حيث لا تزال القوات السورية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
تعتبر أنقرة قوات سوريا الديمقراطية، ووحدات حماية الشعب، امتادا لحزب العمال الكردستاني المسلح الذي يكافح منذ أربعة عقود من أجل الحصول على حكم ذاتي في المناطق الكردية من تركيا.
ومع أن واشنطن وبروكسل تعتبران حزب العمال الكردستاني إرهابيًّا، إلا أنهما تريان قوات سوريا الديموقراطية، منظمة مشروعة ساهمت في إضعاف داعش.
تحدث الرئيس في اجتماع تشاوري لكبار كوادر حزب العدالة والتنمية الحاكم، وجدد موقفه من رغبة السويد وفنلندا في الانضمام إلى الناتو، مشيرًا إلى رفض بلاده لانضمامهما إلى الناتو بسبب دعمهما “الإرهاب”.
وقال أردوغان: “يجب أن يعرف العالم كله أن الناتو ليس منظمة لضمان الأمن للإرهاب. في الوقت الحالي، تتجول المنظمات الإرهابية بحرية في فنلندا والسويد”.
وأضاف بأن الشرطة في السويد وفنلندا وألمانيا وفرنسا وهولندا وغيرها تحمي أولئك الذين يتظاهرون لدعم المنظمات الإرهابية، حيث قال: “بينما تتحرك كل هذه الحملات ضد تركيا، تسمح جارتنا اليونان بتأسيس تسع قواعد أمريكية على أراضيها. في الوقت الذي تتجول فيه المنظمات الإرهابية مرة أخرى في اليونان بحرية، لا ينبغي لأحد أن يتوقع منا الوقوع في نفس الخطأ مرة أخرى”، على حد تعبيره.
تطالب أنقرة بحملة قمع أكثر صرامة ضد الجماعات التي تعتبرها إرهابية من الدولتين الشماليتين، وقدمت قائمة تطالب فيها تسليم الأشخاص الذين طلبوا اللجوء هناك.
كما استهدف أردوغان كمال كيليجدار أوغلو في خطابه، قائلاً إن زعيم المعارضة “يفرق بين المنظمات الإرهابية ويتعامل معها، ويشكو تركيا إلى القوى الأجنبية”.
اتهم أردوغان كيليجدار أوغلو بالتهرب من أسئلته حول ما إذا كان حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه يدعم عمليات تركيا عبر الحدود ضد حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، أو ما إذا كان يعتقد أن سياسات الحكومة فيما يتعلق بالسويد وفنلندا كانت مناسبة.
قال أردوغان إن هناك مؤيدين للإرهاب داخل حزب الشعب الجمهوري، بعدما اتهم في وقت سابق كيليجدار أوغلو بدعم احتجاجات حديقة غيزي، التي وصفها بأنها “كمين ضد الديمقراطية التركية” و”محاولة من الأقلية المتفشية لترويع الأغلبية الصامتة”، على حد وصفه.
يذكر أن احتجاجات عام 2013 التي سميت على اسم الحديقة الحضرية الصغيرة التي انطلق منها الاحتجاج وعم أرجاء تركيا، شهد خروج أكثر من أربعة ملايين مواطن إلى الشوارع في 80 من أصل 81 مدينة في تركيا ضد حكومة أردوغان اعتراضا على انزلاق تركيا المتسارع إلى الاستبداد.
ووصف أردوغان يوم الخميس الماضي المشاركين في احتجاجات جيزي بـ”الإرهابيين” و”الفسدة” والعاهرات”، ومن ثم دافع عن هذه التصريحات قائلا: “هذا هو الوصف المناسب لهم.. نحن نتكلم بلغة أمتنا. نحن نطلق على هؤلاء المخربين ما تسميه أمتنا”.