أنقرة (زمان التركية)ــ دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدول الغربية إلى إزالة العقوبات المفروضة على تركيا، وقال إن بلاده تريد أن ترى خطوات ملموسة من حلف شمال الأطلسي “الناتو” بشأن القضايا المتعلقة بالأمن القومي التركي، متهما الحلف بمعاملة تركيا بازدواجية.
قال أردوغان الذي يحاول استغلال أحقية الاعتراض على انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو في مقابل رفع العقوبات الأمريكية والسويدية والألمانية: “في الوقت الذي يجب أن يكون هناك تضامن بين أعضاء الناتو جميعا في أعلى مستوياته، يجب التخلي عن سياسة اختلاق الأعذار، ويجب تلبية توقعات تركيا الصحيحة، خاصة فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة عليها ودعم مكافحة الإرهاب”.
وقال أردوغان إن تركيا “تدفع ثمناً” لعضويتها في الناتو، وتريد أن ترى خطوات ملموسة بدلاً من التصريحات الدبلوماسية المفتوحة حول القضايا المتعلقة بأمن تركيا القومي.
وأشار أردوغان إلى الدور الحيوي الذي تلعبه أنقرة في الناتو والمنظمات الدولية الأخرى، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لا يمكن التغاضي عن العقوبات الحالية التي تفرضها السويد على تركيا.
وزعم أردوغان أن بلاده لم تتلقَّ الدعم الذي توقعته من حلفائها فيما يتعلق بتلبية احتياجاتها الأمنية وعملياتها المشروعة عبر الحدود، وكذلك في حربها المستمرة منذ 40 عامًا ضد الإرهاب.
وتابع: “دعم عنكم عن أي دعم أو مساهمة في هذه المجالات، لقد تعرضت بلادنا في معظم الأوقات لعقوبات علنية أو سرية، وحظر، وتهديدا، وضغوط وابتزاز.. لقد رأينا ازدواجية المعايير لحلف شمال الأطلسي بوضوح في هذه العملية”، وفقا لتعبيره.
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على تركيا بسبب شرائها صوراريخ روسية، فيما علقت ألمانيا صادرات الأسلحة إلى تركيا بسبب عملياتها العسكرية في شمال سوريا، وكذلك حظرت السويد تصدير اجزاء تستخدم في الطائرات بدون طيار التركية للسبب ذاته.
من جهة أخرى قالت رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون، يوم الاثنين إن المفاوضات مع تركيا بشأن عضوية السويد في الناتو ستستغرق المزيد من الوقت، واصفةً الاجتماع الذي عقدته مع أردوغان بـ”جيد وإيجابي”.
وقالت “السويد وفنلندا ستواصلان المفاوضات الثنائية والثلاثية مع تركيا في المستقبل القريب، لكن هذه ستستغرق بعض الوقت”.
أندرسون أكدت أنها تتطلع إلى المفاوضات المقبلة مع أنقرة، لافتة إلى إن السويد كانت من أوائل الدول التي صنفت حزب العمال الكردستاني على أنه إرهابي.
وتتهم أنقرة السويد بالتساهل مع حزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية من قبل تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
تقدمت السويد وفنلندا بطلب رسمي للانضمام إلى الناتو الأسبوع الماضي، وهو قرار حفزته الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي بدأت في 24 فبراير المنصرم.
وتعترض أنقرة على عضوية فنلندا والسويد في الناتو، متذرعة بمخاوف أمنية، ودعمهما المزعوم لجماعات إرهابية.
ويرى محللون أن أردوغان يرى قضية عضوية فنلندا والسويد في الناتو أداة صالحة للاستغلال في تسوية مشاكل تركيا مع واشنطن وبروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي.