إسطنبول (زمان التركية) – تجدد الجدل مؤخرًا بالرأي العام التركي حول شركة “سادات” الأمنية ومؤسسها العميد المفصول من الجيش وكبير مستشاري أردوغان سابقا، عدنان تانري فردي، منذ التصريحات التي أطلقها بشأنها زعيم المافيا سادات بكر، ثم الزيارة المفاجئة التي أجراها رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليجدار أوغلو إلى مقر الشركة.
عقب الجدل المثار حولها، تصدر تصريح سابق لتانري فردي بشأن دورهم في تدبير “الانقلاب الفاشل” في عام 2016 وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية بعده حديث الرأي العام التركي.
وقال تانري فردي في تسجيل مصور آنذاك: “جميع مقترحاتنا بإعادة هيكلة القوات المسلحة المقدمة إلى اللجنة الدستورية تم تنفيذها عقب انقلاب 15 يوليو 2016. فقد طالبنا بإخضاع جميع المدارس العسكرية لوزارة الدفاع وهو ما تم بالفعل”.
وأضاف: “وطالبنا بفصل إدارة قوات الدرك عن رئاسة الأركان، وإخضاعها لوزارة الداخلية، وهو ما حدث بالفعل. وكذلك طالبنا بتغيير هيكل مجلس الشورى العسكري وهو ما حدث بالفعل؛ فقد كان يضم مدنيين اثنين فقط، وهما رئيس الوزراء ووزير الدفاع، مقابل أربعة عشرة جنرالات. أما اليوم فيضم سبعة مدنيين، وهم رئيس الوزراء وثلاثة من نوابه، ووزير الدفاع، ووزير العدل، ووزير الداخلية، ووزير الخارجية. وبالتالي تهيمن الإرادة المدنية على القرارات المتخذة داخل مجلس الشورى العسكري”.
وأردف قائلا: “وكان إلغاء القضاء العسكري إقرار النظام الرئاسي بين مطالبنا أيضًا، وهما تحققا كذلك. تقريبا جميع مقترحاتنا تم تنفيذها عقب انقلاب يوليو 2016″.
يذكر أنه عقب محاولة الانقلاب تم فصل الآلاف من الجيش بشكل تعسفي واعتقال ومحاكمة عدد كبير منهم، في عملية تصفية واسعة لا تزال مستمرة حتى اليوم.
وكان كيليجدار أوغلو أعلن عن زيارة مفاجئة إلى مقر الشركة يوم الجمعة الماضي، أدلى خلالها بتصريحات هاجم خلالها “سادات” محملا إياها مسئولية أي ضرر يلحق بالانتخابات المقبلة.
ووصف كيليجدار أوغلو شركة سادات بأنها مؤسسة حاضنة للعناصر الإرهابية.
تحرك كمال كليتشدار أوغلو جاء بعد ما كشفه زعيم المافيا التركي سادات بكر، عن أن الأسلحة التي نقلها إلى التنظيمات الإرهابية في سوريا، كانت عبر شركة “سادات” الأمنية.
وأشار بكر إلى أن هذه الأسلحة تم تسليمها إلى جبهة النصرة في سوريا.
كشفت النيابة العامة في تركيا عام 2014 نقل أسلحة إلى سوريا في شاحنات المساعدات الغذائية، وكانت هناك شكوك بتورط جهاز المخابرات في تلك العمليات.
كما أن الضابط المدعو عثمان جورير، الذي سبق أن عمل ضمن “سادات” لمدة أربع سنوات، أدلى بتصريحات للصحفي آدم قره جوبان عبر قناته الشخصية على صفحة يوتيوب في عام 2021، أقر فيها بأنه وأمثاله من ضباط الشركة من نفذوا ما سمي بـ”الانقلاب الفاشل”.
شركة سادات تتمتع بنفوذ قوي في ليبيا أيضًا منذ عام 2013، بعد وقت قصير من سقوط معمر القذافي والصراع المستمر الذي أعقب ذلك، إلى جانب أنها نسقت إرسال جنود مرتزقين إلى كل من ليبيا ومنطقة كاراباغ المتنازع عليها بين أذربيجان وأرمينيا.