بقلم هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية) – على الرغم من كل التوضيحات السابقة حول حقيقة عمل الأمم المتحدة ودورها، أليس من اأافضل هو إلغاء هذه المنظمة، وألا ينبغي أن يكون هذا هو موقف الدول العربية خاصة، التي تسيطر عليها هذه المنظمة وتتحكم فيها لصالحها ، ولعل العراق والخراب الذي حل فيها ، والدمار الذي مازالت تعاني منه خير شاهد، فلقد كان كل ماحدث فيها بيد أمريكا بمباركة وموافقة الأمم المتحدة !؟ وأمام قضية فلسطين تقف المنظمة وكأنها مكتوفة الأيدي لم تستطع أن تفعل شئ إلى الآن !!؟ ومن ثم فما الذي تنتظره الدول النامية كي تتخذ موقفا من المنظمة وتنسحب منها !؟؟
استمرارا لذات الطريقة التي أسير عليها من الالتزام بالتحليل العلمي الموضوعي المبني على الحقائق والمنطق السليم للأمور، بعيدا عن التحيز في الرأي بناء على منطق المنطقة التي أنتمي اليها، او اتباع الهوى في الحكم على الأشياء.
أولا : مسألة قضية فلسطين والمنظمة ، بالفعل لم تستطع الأمم المتحدة حل هذه القضية ، وحتى القرارات التي صدرت في صالح الفلسطينيين من اسف انها لم تكن بالقوة المطلوبة ، وكانت من القرارات التي يمكن ان نقول عليها قرارات اتخذت فقط لإرضاء الرأي العام الدولي ،ومعروف سلفا انها قرارات لم تنفذ.
أما مسألة قضية احتلال امريكا للعراق فلقد كانت هناك دول تري ان هذا عبارة عن استبداد وتحكم من قبل امريكا في مصير الشعوب واتباع قانون الغاب .
وعلى الرغم من ذلك فلقد كان قرار احتلال امريكا للعراق قرارا قائما علي سند من القانون الدولي ،والمشروعية من قبل غالبية دول العالم.
فلقد كانت اغلبية اعضاء مجلس الامن ، واغلبية عموم الدول بنسبة حوالي 60% ، – بالمناسبة منهم معظم الدول العربية – اقرو بمشروعية هذا الاحتلال بناء على المبررات والأسانيد التي عرضت حينذاك ، منها الاستناد على الارضية القانونية والصبغة المشروعية لذلك القرار ، الذي كان من صوره، وجود حوالي عشرين قرار ضد العراق منذ قيامها بالعدوان على الكويت ،وبالتالي حدث احتلال امريكا للعراق مستند لكل هذا ، وموافقة أغلبية دول العالم التي بيدها اتخاذ القرار .
ثانيا: بالنسبة لمسألة الدول النامية وموقفها من المنظمة الذي ينبغي ان يكون الانسحاب منها اعتراضا على سياستها ومواقفها السلبية تجاهها ، وأنها لم تفعل شئ لصالحها.
فللاسف هذا رأي يجانبه الصواب وعاري تماما من الحقيقة.
فالدول النامية والدول العربية والدول الفقيرة جميعهم بحاجة إلى منظمة الأمم المتحدة ، فهي تعد سلاحها الدبلوماسي، والمنبر الوحيد الذي أمامها للتعبير عن نفسها ، والجهاز القانوني الدولي الوحيد الذي أمام هذه الدول لإثبات من خلاله مواقف قانونية لصالحها تجاه قضايا تخصها ، على الرغم من كل الانتقادات التي توجه إلى المنظمة وعملها.
إضافة الى ذلك فلقد استفادت هذه الدول ايضا من خلال المنظمة بتحقيق أمور منها الحصول على استقلال مائة دولة في عهد منظمة الأمم المتحدة .
وفي ذلك كان يقول الدكتور بطرس غالي” رحمه الله ” الأمين العام المصري الاسبق للامم المتحدة ( ان الدول الفقيرة والنامية هي التي بحاجة الي هذه المنظمة وليست الدول الكبرى وامريكا ، وان من يري الخروج منها عليه أولا أن يأتي ببديل)
ولقد كانت هناك محاولات في هذا الإطار بإنشاء بديل ولكن مع الاسف كلها محاولات فشلت ولم تستطع ان تحقق شئ ، مثل مجموعة عدم الانحياز، ومجموعة 77..
وبالتالي فاالمتاح لدينا، إما أن نغير واقعنا من الضعف وعدم الاتفاق على شئ ، ونصير قوة حقيقية ونتحد ويكون وقتها من المنطقي ان نفكر في بديل ونعمل على تنفيذها بالشكل الذي نريده، والا فنقبل بالواقع ونركز جهودنا في كيفية الاستفادة من هذه المنظمة علي الوجه الأمثل بما يخدم مصالحنا وقضايانا ..