أنقرة (زمان الركية)ــ يستعد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لزيارة إسرائيل خلال هذا الشهر، في أعقاب اتخاذ الحكومة التركية خطوات للحد من أنشطة حركة حماس الفلسطينية على أراضيها.
صحيفة “جيروزاليم بوست” قالت إن مدير عام الخارجية الإسرائيلية ألون بار كان في تركيا يوم الاثنين المنصرم من أجل التخطيط لزيارة مسؤولين أتراك لإسرائيل في 26 من مايو الجاري.
تأتي زيارة جاويش أوغلو بعد زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى تركيا في مارس، إلا أن إسرائيل تحتاط في علاقاتها مع تركيا وترغب أن يتم تطبيع العلاقات معها خطوة بخطوة.
يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إصلاح العلاقات مع الدول الرئيسية في الشرق الأوسط مثل إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في محاولة لإنهاء عزلة تركيا الإقليمية.
كان العائق الرئيسي في إصلاح العلاقات هو دعم أردوغان القوي لحركة حماس، التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
وتمثل الدعم التركي لحماس في السماح للحركة في إقامة مكاتب في تركيا ومنح جوازات سفر تركية لأعضاء بارزين بالحركة، بالإضافة إلى أن أردوغان التقى أكثر من مرة مع كبار مسؤولي حماس.
لكن صحيفة (The New Arab) نقلت يوم أمس الإثنين عن مسؤولين كبار في حركة حماس أن تركيا كثفت قيودها على قادة ونشطاء الحركة، وأقدمت على ترحيل العشرات ومنع آخرين من دخول أراضيها.
وقال مسؤولون في حركة حماس، وفق ما ذكرته الصحيفة: إن الإجراءات “التعسفية” التي اتخذتها تركيا ضد حماس تظهر أنها تضحّي بعلاقتها بالحركة من أجل إنعاش اقتصادها الداخلي.
كما نقلت الصحيفة عن مصدر من داخل الحركة قوله: “أعضاء الحركة يواجهون قيودًا متزايدة من قبل السلطات التركية مقابل السماح لبعضهم بالبقاء في الأراضي التركية لفترة معينة”.
وكان أردوغان بعث الأسبوع الماضي في “يوم استقلال إسرائيل” برسالة إلى نظيره الإسرائيلي أعرب فيها عن أطيب تمنياته بالرفاهية والازدهار للشعب الإسرائيلي، مضيفًا بقوله: “أؤمن بصدق أن التعاون بين بلدينا سيتطور بما يخدم مصالحنا الوطنية المشتركة وكذلك السلام والاستقرار الإقليميين”.
يذكر أن جهود أردوغان لتطبيع العلاقات مع إسرائيل ودول المنطقة الأخرى تأتي بالتزامن مع الاضطرابات الاقتصادية في بلاده وقبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها بحلول يونيو 2023، الذي يوافق الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية تركيا، التاريخ الذي يحمله كل حزب سياسي في البلاد دلالة خاصة.
ويواجه أردوغان انتقادات لاذعة من المعارضة المدنية والسياسية بسبب تركه سياسة “صفر مشاكل مع الجيران” التي اتبعها في العقد الأول من حكمه، وتدمير علاقات تركيا مع كل دول المنطقة تقريبًا، ومن ثم اتجاهه في الآونة الأخيرة إلى إصلاحها مع تقديم تنازلات شتى.