بقلم: هيثم السحماوى
القاهرة (زمان التركية) – منظمة الأمم المتحدة لا يقتصر عملها على الجانب السياسي أو الأمنى فقط، المتمثل في محاولة الحفاظ على السلام والأمن في العالم ومنع الصراعات والحروب بين الدول .
ولكن الحقيقة إذا كانت هذه المهمة هي الوظيفة الأولى للأمم المتحدة لكنها ليست الوحيدة، بل هي واحدة من مهام ووظائف كثيرة تعمل عليها الأمم المتحدة، والتي منها القضاء على الجوع والفقر في العالم . ويوجه لها النقد هنا في أنه على الرغم من أنه أحد وظائفها إلا أنه في الواقع أن الفقر والجوع يجتاحان العالم ولم تستطع الأمم المتحدة القضاء عليهما؛ فما فائدة وجودها إذاً؟
عندما نفكر في هذا الانتقاد الموجه للمنظمة، ونقيمه من منطلق الواقع والحقائق، نجد الآتي: إن هناك فرقا بين وجود الهدف والعمل على تحقيقه ، والوصول إلى تحقيقه بالفعل، فالأمم المتحدة، نعم، أنها لم تستطع أن تقضي على الفقر والجوع المنتشرين في العالم ولكن الدول منفردة بمختلف مستوياتها سواء كانت دولا متقدمة أم دولا نامية لم تصل إلى تحقيق هذا الهدف على المستوى الخاص بداخل كل دولة، فهل من المنطقي أن نعاتب منظمة تعمل على جميع بلدان العالم للوصول لتحقيق هذا الهدف الذي لم يتم تحقيقه داخل أي دولة !
بالطبع يجوز ذلك في حالة واحدة إذا كانت هذه المنظمة تملك بلورة سحرية لتحقيق الأحلام وصناعة المعجزات.
ولكن الواقع أن هذه المنظمة إرادتها وقوتها مستمدة من إرادة مجموع الدول، وبالفعل هي تضع هذه المشكلة الكبيرة “الفقر والجوع” من الأهداف الرئيسية التي تعمل على أرض الواقع في سبيل القضاء عليها .
الحقيقة أن هذه مشكلة كبيرة، وللأسف أنها منذ فترة وهي في ازدياد بسبب المشاكل المتعددة التي يعاني منها الكثير والكثير من الأفراد في مختلف دول العالم .
وجهود الأمم المتحدة في هذا الشأن ليست فقط القضاء على الجوع، وإنما أيضاً العمل على توفير الطعام المناسب الآمن الصحي . ووفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في هذا الشأن عام 2020، أن حوالي 690 مليون شخص كانوا يعانون من الجوع في عام 2019 بزيادة تقدر بعشرة ملايين نسمة مقارنة بعام 2018. وقفزت النسبة لتصل هذا العام 2022 إلى 811 مليون شخصاً .
وتعتبر أفريقيا هي أشد الأقاليم تضرراً بنسبة 19.1 في المائة نقص في التغذية. وفي آسيا النسبة تقدر ب 8.3 في المائة ، وفي أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي 7.4 في المائة، وللأسف ازدادت هذه النسب كثيراً في الفترة الأخيرة .
وازداد الأمر سوءا في الفترة الأخيرة بعد المشكلتين الكبيرتين اللتين تعرض لهما العالم وعانى منهما الجميع وهما: جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية .
والحقيقة أن هناك أكثر من جهاز من أجهزة الأمم المتحدة يعمل على تحقيق هذا الهدف نحو عالم بلا فقراء وجائعين.
أو منظمة الأغذية والزراعة ، أنشئت عام 1945.( Food and Agriculture Organization ) أحد هذه الأجهزة هي منظمة الفاو
وفي عام 2015 وضعت منظمة الأمم المتحدة برنامجاً جديداً يهدف لتحويل العالم الذي نعيشه للأفضل في كل شيء ، وتمثل البرنامج في سبعة عشر هدفاً ومدة تنفيذ هذا البرنامج ممتدة حتى 2030، وهذه الأهداف جاءت تحت اسم أهداف التنمية المستدامة، وأول هدفين من الأهداف السبعة عشر هما القضاء على الفقر والقضاء على الجوع.
(World Food Programme) ويوجد كذلك برنامج الأغذية العالمي
تأسس عام 1961 الذي يعمل أيضاً على مكافحة الجوع في مختلف دول العالم. وهذا البرنامج يقدم المساعدة لما يقرب من 90 مليون شخص من مختلف دول العالم .
ويعمل البرنامج في إطار أن توفير الغذاء اللازم والآمن هو أحد أهم حقوق الإنسان الرئيسية .
وأن الأمن لا يعني الشعور بالأمان من الحرب بل هو أن يكون لديك غذاء ومصروف في منزلك لتأمين أطفالك.