أنقرة (زمان التركية) – اعتقلت الشرطة في تركيا زعماء سياسيون أكراد، عقب مداهمات في جميع أنحاء البلاد في إطار التحقيق بقضية “احتجاجات كوباني”، التي عادت فجأة إلى الواجهة العام الماضي.
النيابة العامة أصدرت أوامر اعتقال بحق 91 مشتبهاً بهم كجزء من تحقيق جديد في احتجاجات كوباني التي عمت جميع تركيا عام 2014 وأسفرت عن وفيات وإصابات وخسائر مادية في البنية التحتية.
وأسفرت المداهمات، التي أجرتها القوات الأمنية في الصباح الباكر في 13 مدينة، عن احتجاز 46 متهمًا من أصل 91 مشتبهًا بهم، حيث يواجهون اتهامات بمخالفة القانون رقم 6415 الخاص بتمويل المنظمات الإرهابية.
تم فتح قضية احتجاجات كوباني، بعد رفع دعوى العام الماضي بحل حزب الشعوب الديمقراطي، ذو الغالبية الكردية.
وكانت النيابة العامة اتهمت في يناير العام الماضي 108 شخصًا ممن يخضعون للمحاكمة في إطار قضية احتجاجات عين العرب/ كوباني بارتكاب 29 جريمة، مطالبة بأحكام متعددة مدى الحياة والسجن لآلاف السنين.
معظم المشتبه بهم في القضية هم أعضاء في حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، ثالث أكبر حزب في البرلمان التركي، وفي مقدمتهم الرئيسان المشاركان السابقان للحزب صلاح الدين دميرطاش وفيغن يوكسكداغ.
احتجاجات كوباني التي استمرت أيامًا ضد حصار تنظيم داعش لمدينة كوباني الكردية السورية في 2014 أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 34 شخصًا، وامتدت الاحتجاجات من جنوب شرق تركيا ذات الأغلبية الكردية إلى عدة محافظات أخرى في البلاد.
واتهم المتظاهرون الأكراد الحكومة بعدم التحرك ضد داعش، مطالبين بفتح الحدود والسماح بوحدات حماية الشعب الكردية السورية (YPG) بتقديم المساعدة لأكراد كوباني.
ومما فاقم الأمر في ذلك الوقت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في إطار تعليقه على حصار داعش لمدينة كوباني الكردية في سوريا: “كوباني أوشكت على السقوط”، مما اعتبره كثير من الأكراد تأيدا من أردوغان لجرائم داعش بحق الأكراد، حلفاء واشنطن وبروكسل.
يذكر أن الحكومة التركية تتهم حزب الشعوب الديمقراطي بالعمل لصالح حزب العمال الكردستاني “المصنف إرهابيا، والتعاطف معه، في حين أنها تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية الذراع السوري لهذا الحزب وبالتالي يراها منظمة إرهابية أيضًا.