أنقرة (زمان التركية) – استقال رجل الأعمال التركي أدهم سانجاك، مالك شركة (BMC) لتصنيع العربات العسكرية، من حزب العدالة والتنمية الحاكم، بعد هجوم عنيف الفترة الماضية على حلف الناتو. وفق ما أفادت مصادر متعدد.
وأوضح مسؤولون بالحزب الحاكم، أن قرار استقالة سانجاق جاء بعد أن أحاله المجلس التنفيذي الإقليمي لحزب العدالة والتنمية في إسطنبول، إلى اللجنة التأديبية الإقليمية والمطالبة بفصله بشكل نهائي.
سانجاق قال تعليقا على خبر استقالته، إنه لا يريد الحديث عن هذه القضايا، لأنها مشاكل داخلية في الحزب.
وأكد خبر الاستقالة كذلك الصحفي التركي جانداش تولجا إشيك، عبر تدوينة على تويتر، حيث أشار إلى أنه تحدث مع أمين حزب العدالة والتنمية ببلدة “ساريار” بإسطنبول، خليل إبراهيم، وأكد له الخبر.
سانجاك المقرب من الرئيس رجب طيب أردوغان، أدلى مؤخرًا بعدة تصريحات هاجم خلالها خلف شمال الأطلسي “الناتو” وأبدى تأيدًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويدأ يقترب أكثر من حزب الوطن اليساري.
ومع بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا سافر أدهم سانجاك إلى موسكو ضمن وفد من حزب الوطن اليساري، وقال عبر برنامج تلفزيوني إنه لم يتصور أبدا أن يتم استخدام الطائرات المسيرة التركية في أوكرانيا لهذا الغرض.
وخلال نفس البرنامج على قناة “RBK” التلفزيونية الروسية، قال سانجاق الذي تصنع شركته عربات مدرعة عسكرية، إن الناتو “عار على تركيا” وأن الحلف هو سبب أزمة روسيا وأوكرانيا، “فالناتو هو سرطان قديم”، و”حلف الناتو هو الذي يدعم الإرهابيين ونظم محاولة الانقلاب في تركيا عام 2016” وفق تصريحه.
وخلال مشاركته مؤخًرا في مؤتمر حضره رئيس حزب الوطن دوغو برينشاك، قال سانجاك تعليقا على الحرب الروسية الأوكرانية إن فلاديمير بوتين يؤسس حضارة جديدة في آسيا.
وأكدت صحيفة سوزجو أن يسبب استقالة سانجاك هو التصريحات التي أدلى بها مؤخرًا في ندوة بعنوان “أمن تركيا وحلف شمال الأطلسي” التي عقدت في كلية الحقوق بجامعة مرمرة.
في كلمته قال سانجاك: “لقد وصلنا (أي حزب العدالة والتنمية) إلى السلطة بدعم من الولايات المتحدة. لكن عدنا إلى رشدنا بعد تجربتنا في السلطة، إلى أن تحديناها من خلال حادثة (one minute) في مؤتمر دافوس (حيث اعترض فيه أردوغان على رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز دفاعًا عن الفلسطينيين). بدأنا نتحدى نظام الوصاية الغربي الذي كان يكبل أيدينا. ومن ثم أقدم امتدادهم الداخلي منظمة فتح الله كولن على محاولة الانقلاب في 2016 لعرقلة هذه المسيرة، لكننا نجحنا التصدي لها بفضل دعم شعبنا”، بحسب رأيه.
وأضاف: “يجب أن تشكل تركيا وروسيا وإيران تكتلا مشتركًا لنخرج أمريكا من سوريا ونضمن وحدة أراضي سوريا. لماذا يجب على سوريا وتركيا أن تكونا معاديتين لبعضهما البعض لأن رجب طيب أردوغان والأسد أعداء؟ صحيح، لقد قتل الأسد الكثير من الناس. لكن نحن إخوة مع دول كثيرة تذبح الناس. لقد تصالحنا مع إسرائيل. لماذا لا يمكن أن تتصالح حكومة مع الأسد أيضًا بعدما تصالحت مع إسرائيل؟ كنا عدوين لدودين مع الإمارات العربية المتحدة، لكننا اليوم أصلحنا علاقاتنا معها”.
وفي حديثه عن انتقادات الطلاب لإغلاق الصين المساجد في تركستان الشرقية، قال سانجاك: “لا يوجد شيء من هذا القبيل. ذهبت ورأيت بنفسي. لا يوجد مسجد واحد مغلق. مستوى الرفاهية للأويغور الذين يعيشون في منطقة الأويغور أعلى بثلاث مرات من مستوى الرفاهية لشعبنا الذي يعيش في مدينة يوزغات. اذهبوا لتعاينوا الحقيقة بأعينكم. هذه معلومات مضللة ينشرها عملاء أمريكيون. إنهم عملاء لوسائل الإعلام الغربية ووكالة المخابرات المركزية”، على حد قوله.