أنقرة (زمان التركية) – اعتبر المستثمر الأمريكي الداعم للديمقراطية في العالم جورج سوروس، أن حربًا عالمية جديدة بدأت عندما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا.
تصريحات سوروس جاءت خلال مقال كتبه على موقع “بروجيكت سنديكيت” وهو منظمة صحفية دولية غير هادفة للربح وتُعد رابطة للصحف.
وقال سوروس لمجري المولد في مقاله إن الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، كان بداية حرب عالمية ثالثة يحتمل أن تدمر حضارتنا.
وأضاف المستثمر الأمريكي أن قبل الغزو، عُقد اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الصيني شي جين بينغ في 4 فبراير. وفي نهاية الاجتماع، أعد الرجلان وثيقة مصاغة بعناية من 5000 كلمة. وتحدثت الوثيقة عن الشراكة الوثيقة بين البلدين.
وفي إشارة إلى أن شي أعطى شيكا على بياض لبوتين، صرح سوروس أن الزعيم الصيني على وشك الوصول إلى سلطة زعيم على مستوى مؤسس جمهورية الصين ماو تسي تونغ ورئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني سابقا، دنغ شياو بينغ، بسلسلة الأحداث التي نسجها.
وكتب سوروس أن بوتين بدأ أيضًا في تحقيق مكانته التي يحلم بها، بمساعدة الرئيس الصيني، حيث قال: “بدعم شي، بوتين مصمم على تحقيق حلمه مدى الحياة بطرق وحشية. بوتين، الذي يقترب من السبعين، يعتقد أنه إما سينتقل إلى التاريخ الروسي الآن أو لن ينتقل أبدًا”.
وأكد المستثمر الأمريكي أن بوتين لديه نظرة مشوهة لدور روسيا في العالم، ويبدو أن الشعب الروسي يعتقد أنه يحتاج إلى قيصر يمكن أن يتبعه دون أدنى شك، مشيرا إلى أن وجهة نظر بوتين عاطفية للغاية لدرجة أنها شديدة الحساسية.
وتابع سوروس: “لا أعرف بوتين شخصيًا، لكنني راقبت صعوده عن كثب، وأنا على دراية بوحشيته. اعتاد بوتين أن يكون عميلًا ذكيًا في المخابرات السوفيتية، لكن يبدو أنه تغير مؤخرًا. يبدو الآن أنه متصلب الرأس وبعيدًا عن الواقع. لقد أخطأ بالتأكيد في قراءة الوضع في أوكرانيا. كان يعتقد أن الأوكرانيين الناطقين بالروسية سيرحبون بالجندي الروسي بأذرع مفتوحة، لكن رد فعلهم كان مختلفًا أيضًا عن السكان الناطقين بالأوكرانية”.
وأنهى سوروس مقاله بعبارة: “يمكننا أن نأمل في الإطاحة ببوتين وشي دون تدمير حضارتنا”.
يذكر أن الرئيس رجب طيب أردوغان شن العام الماضي هجوما غير مباشر، على رجل الأعمال الأمريكي، جورج سوروس، وتبعه في ذلك عدد من قيادات حزب العدالة والتنمية.
أردوغان وصف في أكتوبر الماضي عثمان كافالا الناشط المدني المعتقل منذ 5 سنوات بأنه “بقايا جورج سوروس”، وذلك ردأ على بيان سفراء 10 دول طالبوا بالإفراج عن عثمان كافالا.
في السياق ذاته قال بولنت أرينتش مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المستقيل، إن حكومة حزب العدالة والتنمية استفادت كثيرًا من أبحاث مؤسسة المجتمع المفتوح التي أسسها سوروس في تركيا، متابعا: “كانت مؤسسة المجتمع المفتوح وقتها تاج على رؤوسنا، والآن يتم الحديث عنها بشكل نقدي”.
وكانت “مؤسسة المجتمع المفتوح” أعلنت عام 2018 وقف أنشطتها في تركيا بعد حملة استهداف من قبل الصحافة التركية، كما رفضت المؤسسة تهم أردوغان الموجهة لها بتمويل أحداث حديقة جيزي التي وقعت عام 2013، والتي اعتقل بسببها عثمان كافالا.