أنقرة (زمان التركية) اعتبرت صحيفة “كاثيميريني” اليونانية أن الاستحقاقات الانتخابية التي ستشهدها كل من تركيا واليونان في عام 2023، بجانب الحرب الروسية-الأوكرانية، تفرض على كل من زعمي البلدين التركيز على القواسم المشتركة والابتعاد عن المواضيع التي تثير الخلاقات.
قالت صحيفة اليونانية إن تفاؤلا حذرا يسود في أثينا بشأن العلاقات الثنائية مع تركيا بعد اجتماع بين رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول يوم الأحد.
جرى اجتماع الزعيمين التركي واليواني وسط التطورات المضطربة في الأسابيع الأخيرة التي أثارها الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن يرجح مسؤولون في أثينا أن تلك التطورات أثرت أيضًا على تركيا بعدة طرق من شأنها أن تفضي إلى تطوير وجهات نظر مشتركة فيما يخص بعض القضايا الإقليمية على الأقل.
ذكرت “كاثيميريني” أن أثينا رأت منذ بداية أزمة أوكرانيا فرصة سانحة لتركيا للاقتراب من الغرب وتخليها عن ما سمته “عقليتها التحريفية” المتعلقة بقرار موسكو غزو أوكرانيا.
وأضافت الصحيفة أن اليونان لاحظت أن الحرب في أوكرانيا فرصة للغرب أيضًا ليفهم ما تفعله تركيا في شرق البحر المتوسط وبحر إيجه، ويمارس ضغوطًا عليها، بصفتها عضوًا في الناتو، لتتوقف عن توجيه تهديدات ضد دولة حليفة. على حد تعبيرها.
وأفادت الصحيفة أن ميتسوتاكيس وأردوغان أكدا صراحة بوصفهما حلفاء في الناتو أنه لا يمكن قبول إقدام أحد أعضاء الناتو على تهديد عضو آخر وسط التهديدات الجديدة الأوسع التي تظهر في المنطقة بفعل الحرب الروسية الأوكرانية.
كما كشف اجتماع الزعمين في إسطنبول عن إمكانية التعاون على المستوى الاقتصادي، وما يسمى بقضايا “السياسة المنخفضة” التي يمكن للبلدين الاستفادة منها، بحسب صحيفة “كاثيميريني”.
الصحيفة أردفت قائلة: “الحرب في أوكرانيا خلقت سلسلة من الأحداث، أقلها أزمة الطاقة، لذا فلا يرغب أحد من الزعيمين التركي واليوناني في تدهور العلاقات أكثر من خلال خلق توترات غير ضرورية”.
ونقلت الصحيفة اليونانية عن مسؤول حكومي يوناني قوله بأن ميتسوتاكيس وأردوغان ركزا في اجتماعهما على القواسم المشتركة المحتملة التي توحد البلدين عوضًا عن تلك التي تختلف أو تتناقض وجهات نظرهما.
وتطرقت الصحيفة اليونانية إلى عامل آخر اعتبرته من الأمور التي قد تهدئ او تعلق التورات بين تركيا وجارتها اليونان وهو أن الزعيمين مقبلان عل خوض الانتخابات المقررة في عام 2023.
وزعمت الصحيفة أن أردوغان يرى ضرورة الفوز بالانتخابات الحاسمة، مما يدفع أردوغان إلى الشروع في محاولة لتطبيع علاقاته، ولو بشكل سطحي، مع كل من إسرائيل والإمارات العربية المتحدة ومصر، مرجحة أن اليونان ستستفيد من هذه الأجواء الإيجابية أيضًا.