أنقرة (زمان التركية)ــ أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن حكومته تعمل على تشريع، لحل مشاكل العاملين في مجال الرعاية الصحية في البلاد، بعدما هاجمهم في وقت سابق بسبب ازدياد معدل هجرة الأطباء والعمل في القطاع الخاص.
أردوغان كان قد قال تعليقا على الاستقالات من القطاع الصحي الحكومي، “فليرحلوا إن شاؤوا، نعين عوضًا عنهم الأطباء الذين تخرجوا حديثًا”، التصريحات التي أزعجت الأطباء، وعرضت أردوغان لانتقادات.
جاء التغير في موقف أردوغان بعد ساعات من بدء إضراب عام على مستوى البلاد لمدة يومين شارك فيه عناصر الجيش الصحي في معظم المدن، مطالبين بزيادة أجورهم وتحسين ظروف عملهم، في خطوة هي الثانية من نوعها هذا العام.
وأفاد المشاركون في الإضراب الذي نظم بقيادة الجمعية الطبية التركية (TTB)، أن خطوتهم لن تؤثر على الطوارئ والعناية المركزة والمصابين بجائحة كورونا وعلاج مرضى السرطان.
أكد بيان صادر عن الجمعية الطبية التركية يوم الاثنين أن نظام الرعاية الصحية الحالي في تركيا “غير مستدام”، حيث العاملين في القطاع تهديدًا بالعنف وسوء المعاملة، إلى جانب أجورهم المتدنية.
وطالبت الجمعية الطبية التركية بزيادة 150% كحد أدنى في رواتب العاملين في هذا القطاع، بشكل يتناسب مع معدلات التضخم في البلاد، التي وصلت إلى أعلى مستوى لها في عقدين من الزمن بنسبة 54.4% في فبراير.
أدان أردوغان في وقت سابق من هذا الشهر الأطباء في البلاد بسبب توجه عدد كبير من المتخصصين في قطاع الصحة إلى بلدان أخرى بحثًا عن ظروف عمل وأجور أفضل، حيث قال: “دعوهم يغادرون إن شاؤوا”، رافضًا مطالب الأطباء بزيادة الأجور، مما دفع العاملين في القطاع إلى إطلاق حملة بعنوان: “بل حكومة حزب العدالة والتنمية سترحل”.
لكن موقف أردوغان تغير يوم الاثنين في خطاب ألقاه بمناسبة يوم الطب في البلاد للاحتفال بالرعاية الصحية، معلنة أن التشريعات جارية من أجل تحسين الظروف المادية والاقتصادية للجيش الصحي في تركيا، وأضاف: “أعتقد أن الأطباء الذين يسافرون إلى الخارج سيعودون قريبًا إلى ديارهم.. هذا البلد يحتاج إلى الأطباء ويقع عليه دين الولاء لهم”، على حد تعبيره.
وتعهد أردوغان بأن التشريع الجديد سيشمل قضايا العنف المتزايد ضد العاملين الصحيين والحقوق المالية للعاملين الحاليين والمتقاعدين، وتحسينات كبيرة في الرواتب والمدفوعات الإضافية.
ترك المئات من الأطباء وظائفهم في تركيا للبحث عن فرص في الخارج، ففي العام الماضي، سعى أكثر من 1000 طبيب للحصول على شهادة تزكية و”سمعة طيبة” من الجمعية الطبية التركية ليتمكنوا من ممارسة الطب خارج تركيا.