أنقرة (زمان التركية)ــ كشف حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، عن مجموعة من المبادئ التي سيطبقها إذا وصل حزبه إلى السطلة من أجل إحلال السلام مع الأكراد في البلاد.
يشتكي الأكراد في تركيا من تعرضهم لمعاملة تمييزية وقمعية منذ زمن.
جاءت تصريحات كليجدار أوغلو خلال زيارة نادرة إلى مدينة دياربكر ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرق البلاد، في إطار ما أطلق عليه “جولة المصالحة”، التي ترمي إلى لقاء الفئات التي تضررت من الخطوات التعسفية لحكومة حزب الشعب الجمهوري السابقة.
زعيم حزب الشعب الجمهوري، الذي يعتبر الحزب المؤسس لتركيا الحديثة على يد مصطفى كمال أتاتورك، اعترف بأن أكراد تركيا عانوا كثيرًا، مؤكدًا أن البلاد باتت في حاجة ماسة إلى الهدوء بغض النظر عن التكلفة”.
يذكر أن تركيا دخلت في صراع منذ عام 1984 ضد حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يسعى إلى الحصول على حكم ذاتي في المناطق الشرقية من البلاد، وهو حزب تعتبره كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعديد من دول العام – إلى جانب تركيا- منظمة إرهابية.
وتشير المعطيات إلى أن هذا الصراع الدموي المتد لنحو نصف قرن من الزمن بين تركيا وحزب العمال الكردستاني أدى إلى مقتل أكثر من 40 ألف شخص، معظمهم من الأكراد، وسط ادعاءات بأن ما يسمى في تركيا “الدولة العميقة” أسست هذا الحزب لتوظيفه في السيطرة على الشارع الكردي واستدخدام عنفه في إقامة توازن بين الأكراد والأتراك والأحزاب التي تمثلهم.
وذكر كيليجدار أوغلو المبادئ الخمسة لحزب الشعب الجمهوري في حل المشكلة الكردية وهي حل المشكلة تحت سقف البرلمان، والعمل مع وسطاء جديين، وعدم وجود أجندات أو تحركات خفية لا يمكن تفسيرها للجمهور التركي، والشفافية الكاملة في العملية.
كيليجدار أوغلو أقر لأول مرة أن أداء حزبه لم يكن جيدًا في المناطق ذات الأغلبية الكردية في تركيا، متعهدًا بإجراء تغييرات وإصلاحات لكسب أصوات الأكراد في المستقبل، وحل المشاكل المتعلقة باللغة الكردية، والعمليات العسكرية في المنطقة، وحل معدلات البطالة والفقر المرتفعة في ديار بكر.
كما اعترض كيليجدار أوغلو على محاولات حكومة حزب العدالة والتنمية لإغلاق حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، بسبب صلات مزعومة بحزب العمال الكردستاني، قائلا: “إنه لا ينبغي إغلاق أي حزب سياسي في البلاد”.
يذكر أن أردوغان أمر في 29 ديسمبر 2012 بوقف العمليات الأمنية والعسكرية ضد مليشيات العمال الكردستاني المسلحة، وفي الوقت ذاته، أمر رئيس مخابراته هاكان فيدان بالبدء في إجراء مفاوضات مع زعيم العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في محبسه بدعوى إقامة السلام الكردي، لكنه أطاح بطاولة المفاوضات في عام 2015 عندما صوّت الأكراد لصالح حزب الشعوب الديمقراطي بقيادة صلاح الدين دميرطاش بدلا من حزبه، وحرم حزب العدالة والتنمية حكومة منفردة بسبب دخوله إلى البرلمان بـ80 نائبًا.