أنقرة (زمان التركية) – استنكر رئيس حزب الحركة القومية التركي، دولت بهشالي، التزاحم في الأسواق للحصول على زيت الطعام، ووصف الأمر بـ “التحريضي” متهما حزب الشعب الجمهوري المعارض بخلق الأزمة.
بهشالي قال إن المظاهر الهمجية داخل الأسواق في إسطنبول وأنقرة، التي لا تتوافق مع عراقة الشعب التركي أحزنت الجميع.
أضاف خلال اجتماع كتلة حزبه بالبرلمان: “شُنت حملات تحريضية بهذا الصدد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، زعم حزب الشعب الجمهوري أن ارتفاع أسعار الزيت نابعة من سوء الإدارة هو بهتان ومؤامرة دنيئة. ممارسة السياسة لا تعني النذالة. من جديد تصدر حزب الشعب الجمهوري الأصوات المحرضة للأزمة. هل أنتم تشعرون بالغضب والكراهية لهذه الدرجة؟”.
وذكر بهشالي أنه لا حاجة للبحث عن عدو للبلاد طالما أن حزب الشعب الجمهوري موجود.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زعم أن بلاده لا تعاني من أزمة في مخزون زيت عباد الشمس، محملا المعارضة المسؤولية. أردوغان زعم خلال اجتماعه مع رؤساء الأحياء من النساء، أن المعارضة تشن حملة لوضع الحزب الحاكم في مأزق.
وتوعد أردوغان من يحاولون إثارة الفوضى في البلاد بتلقينهم الدرس اللازم، قائلا: “إنهم أناس يقومون بتخزين السلع، حيث يخزنون زيت عباد الشمس وزيت الزيتون، ثم يزعمون أن المنتجات قد شحّت. سنتكاتف جميعا ونلقن عديمي الشرف الدرس اللازم. ناقشت هذا الأمر مع وزير الداخلية وسنتخذ اللازم بحق من يقومون بتخزين السلع. سيدفعون ثمن فعلتهم”.
أضاف زعيم حزب الحركة القومية مهاجما أكبر أحزاب المعارضة: “وكيل الظالمين هو الشعب الجمهوري وهو أيضا يد القوى الاستعمارية العالمية. إثارة الفتنة بالبلاد في ظل هذه المرحلة العالمية الصعبة ليس من الإنسانية والنخوة. على كيليجدار أوغلو التخلي عن مزاعم أنه قادر على حل مشكلات البلاد وأن يعمل على حل مشكلات حزبه المتفاقمة. التكدس في الأسواق لشراء الزيت بسعر رخيص وذعر المواطنين لهذا السبب هي مشاهد لا تناسبنا”.
كما انتقد دولت بهشالي المعلومات التي تتردد عن أن االرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخطط لاحتلال ولايات كارس وأرضروم وأرضهان، على خلفية الحرب في أوكرانيا، وقال إن الفصيل الذي يردد ذلك لا يعرف تركيا وشعبها جيدا.
أضاف قائلا: “الحديث أيضا عن انقسام تركيا لولا انضمامها إلى الناتو بمثابة حماقة وأقسى إهانة يمكن توجيهها للشعب التركي. أين كان الناتو عندما تعرضت وحدة الأراضي التركية وشعبها للاعتداء عدة مرات؟”.
هذا وتطرق بهشالي إلى المطالبات بعقد انتخابات مبكرة في البلاد، قائلا: “أثناء ذهابي إلى البرلمان شاهدت يافطة كتب عليها إن عقدت انتخابات يوم الأحد فحزب الديمقراطية والتقدم مستعد. لو كنت أحمل قلما لكتبت أسفلها لا توجد انتخابات يوم الأحد. أحلام سعيدة”.
أزمة الزيت في تركيا
تفاقمت في تركيا أزمة نقص زيت عباد الشمس المستخدم في الطهي، بالتزامن مع اندلاع الحرب العسكرية بين روسيا وأوكرانيا.
وشهدت أسعار زيت عباد الشمس في تركيا ارتفاعا جنونيا بسبب المخاوف من نفاذ احتياطي البلاد من زيت عباد الشمس في غضون شهرين وعجز سفن الشحن المحملة بزيت عباد الشمس من بلوغ تركيا بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وشهدت البقالات في تركيا إقبالا كثيفًا من المواطنين للحصول على زيت عباد الشمس في ظل الزيادات المتعاقبة بأسعاره.
جدير بالذكر أن زجاجة زيت عباد الشمس زنة خمس لترات كان يتراوح سعرها بين 35 و40 ليرة، غير أنها ارتفعت إلى 120 و150 ليرة بفعل الزيادات المتعاقبة خلال العامين الماضيين منذ بداية جائحة كورونا وحتى العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وعقب بدء روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا ارتفعت أسعار زيت عباد الشمس مثلما حدث في الوقود والطاقة ليرتفع سعر زجاجة زيت عباد الشمس زنة خمس لترات إلى 200 و250 ليرة.
يذكر أنه وفقًا لبيانات وزارة الزراعة، فإن أكثر واردات عباد الشمس في تركيا قادمة من روسيا وأوكرانيا وهما أكبر مصدرين لإنتاج زيت عباد الشمس في العالم. وفق البيانات يبلغ معدل اكتفاء تركيا الذاتي من عباد الشمس 64%، فيما تستورد بنسبة 36%.