بقلم: لواء دكتور/ شوقي صلاح
هل سيأتي يوم يجتمع فيه الشمل بعد الحرب؟؟؟
مقدمة: لقد ذهبنا في مقالات سابقة إلى أن انتشار وباء فيروس كورونا ـــ وبصرف النظر عن تحديد مرتكب الجرم ــــ هو حرب عالمية “ثالثة” استُخدِم فيها سلاح بيولوجي ممثلاً في الفيروس المشار إليه، ولما لا وقد تسبب نشر هذا الفيروس بأضرار جسيمة لكافة دول العالم، فقد راح ضحيته الملايين من البشر، ومن السذاجة القول بأن نشر هذا الفيروس جاء بعمل غير عمدي.. والآن وفي ظل الأزمة الأوكرانية الراهنة فنحن أمام حرب هجين: عسكرية/اقتصادية، تتصارع فيها دول عظمى، ويعاني من آثارها باقي دول العالم، فالجميع مضرور، من هو طرف أصلي، ومن لم يشارك من قريب أو بعيد في هذا الصراع.. .
الهدف الاستراتيجي من الأزمة الأوكرانية
باختصار: الهدف الاستراتيجي الرئيسي لأزمة الغزو الروسي لأوكرانيا هو ضرب نمو الاقتصاد الصيني، هذا الاقتصاد الذي مازال يعتمد بشكل أساسي على مصادر الطاقة النفطية والغاز، ومضطر لاستيرادها، وتتعارض مصالحه الاقتصادية بارتفاع قيمتها، وبالطبع ستؤثر الحرب أيضاً على الاقتصاد الروسي.. فمن المؤكد أنها ستكلفه مبالغ طائلة تؤثر بقوة على معدلات التنمية، خاصة مع فرض عقوبات اقتصادية غربية على روسيا، وهو ما آل إليه الأمر حتى تاريخ كتابة هذه السطور.. فهل سيحقق فخ مخطط الحرب تلك الأهداف الاستراتيجية، ومن صاحب المصلحة الرئيسي في خلق هذه الأزمة ؟؟؟
جدير بالذكر أن جذور هذه الأزمة ترجع لمخطط انقلابي حدث في أوكرانيا عام ٢٠١٤، تم برعاية غربية.. وترتب عليه عزل الرئيس الأوكراني الأسبق يانوكوفيش، الموالي لروسيا، وذلك من خلال عمليات أغلبها ذو طابع مخابراتي.. (الأمر قريب الشبه لما تم من أحداث في المنطقة العربية في يناير 2011 خاصة في مصر) حيث تم تعيين حكومة موالية للغرب برئاسة ارسيني ياتسينوك والذي قطع كل الصلات مع روسيا؛ من حيث اللغة والثقافة والآداب والتاريخ رغم وجود ٤٠% من سكان شرق أوكرانيا من أصول روسية، ونسبة أكثر بكثير من الروس في القرم، وأظهر النظام الجديد اتجاهات معادية لروسيا وللأقليات المنتمين لها، حيث تم الإيعاز لسكان القرم من الروس بتقديم طلبات للعودة لروسيا.. واستمرت القيادات الأوكرانية اللاحقة في محاولاتها الانضمام للناتو والابتعاد عن روسيا، بل وممارسة نوع من الإرهاب ضد الجالية الروسية الموجودة في أوكرانيا.. وبعد أن كشر الدب الروسي عن أنيابه.. توسطت ألمانيا وفرنسا في النزاع، وتم التوصل الي اتفاقيتي مينسك ١ ومينسك ٢ وكلتاهما لم ينفذا إلا في نطاق ضيق، كتبادل الأسري ونزع بعض الأسلحة، ولم تنفذ أوكرانيا أهم بنودها ألا وهو: تعديل دستورها ليسمح للأقليات الروسية بالاحتفاظ بلغتها وتاريخها والعيش في سلام.
* هذا ومع إصرار أوكرانيا على الانضمام لحلف الناتو وإمداد الغرب لها بأسلحة متطورة.. فقد أصبحت عملية إعادة السيطرة عليها هدفاً استراتيجياً روسياً، وقامت بالفعل بغزو أوكرانيا لتحقيق أهداف تتعلق بأمنها القومي.. وقد خطط بوتين منذ سنوات لهذه الحرب، وأعد لها على المستويين العسكري والاقتصادي.. وأعتقد أنه بالاعتماد على الذات أولاً، وبالتنسيق مع الصين، فإن بوتين سيقلل إلى حد كبير من أثر الأضرار الاقتصادية التي خطط الغرب إحداثها لإسقاط نظامه.. ولنتأمل في هذا السياق: ماذا فعل الحصار الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية على إيران منذ عشرين عامًا ؟ مجرد إعاقات مادية لبرامج التنمية، فلم يسقط النظام الإيراني حتى الآن، ومما سبق يتضح أن: الغرب هو من أعد المسرح الأوكراني لمخاطر الغزو الروسي، والذي تم بالفعل وفقاً لمخططه، ثم فرض العقوبات الاقتصادية أملاً في إسقاط الدولة الروسية للمرة الثانية أو على الأقل إسقاط قيادتها، وعرقلة النمو الاقتصادي للصين.
“الحرب العالمية الرابعة” حرب اقتصادية
* اهتم العالم كله بأزمة الغزو الروسي لأوكرانيا، نظراً لتداعيات هذه الأزمة على كافة الدول؛ للارتفاعات الجنونية للسلع والخدمات، خاصة للنفط والغاز، وانعكاسات أثارها على العالم أجمع؛ وقد عبر عن هذا الرئيس الأمريكي في خطابه الأخير عن حالة الاتحاد بقوله “إن الولايات المتحدة ستحاول تكييف عقوباتها بحيث تستهدف الاقتصاد الروسي، لكن هناك ثمن لا مفر منه ستدفعه باقي دول العالم” !!!
* وبالطبع فإن بوتين بعد أن فرضت عليه الأحداث ضرورة غزو أوكرانيا عسكرياً، وما ترتب على هذا من أضرار اقتصادية.. فإنه سوف يعوض هذه الخسارة بمكاسب أكبر ــــ حال إثبات قدرته على تحمل الضغوط الاقتصادية ــــ لعل أهمها: تأمين حدوده الغربية؛ وتأكيد الاعتراف بالقرم ضمن الدولة الروسية، وضمان السيطرة علي مصادر المياه العذبة لها، وضمان تواصل أرضي بين القرم والجمهوريتين المنفصلتين عن أوكرانيا: دونيتسك ولوغانسيك، وإلزام أوكرانيا بعدم وجود أي قوات أو أسلحة للناتو على أراضيها.. وإلزامها أيضاً بعدم السعي للتسلح النووي. ولكن هذه المكاسب ليست سهلة المنال، فأعداء روسيا سيسعون لإجهاض نجاح الغزو الروسي بأي ثمن.. حتى لو اقتضى الأمر اللجوء لحروب هجينة: اقتصادية/ جرثومية/ أو بيولوجية، فالردع النووي الاستراتيجي ربما يبدو خياراً لا يريده أطراف الصراع الرئيسيين.. ومع هذا فليعلم الجميع أن سيناريوهات الردع أياً ما كانت طبيعتها، فإن القاعدة التي تحكمها هي “الكل خاسر” وقد ذهبت مع بداية أزمة كورونا للقول بأنها حرب عالمية بيولوجية، والكل سيخسر فيها، مع تفاوت درجات الخسارة.. لذا أهيب بالقارئ الكريم الرجوع لإحصاء المعدلات العالمية للوفيات الناشئة عن هذا الفيروس، للوقوف على أكبر الخاسرين في هذه الحرب.
بوتين وبايدن: وتصريحات تخالف الحقائق !!!
* اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن غزو أوكرانيا مجرد مهمة عسكرية خاصة وستنتهي فور تحقيق أهدافها.. فهل هو بهذا التصريح يستطيع أن يتجنب المساءلة من قبل المحكمة الجنائية الدولية عن جريمة العدوان أو جرائم الحرب ؟؟؟ بالطبع ما قام به بوتين يعد حرباً على الدولة الأوكرانية، وليست الحرب دائماً عملاً غير مشروع.. هذا ومن المؤكد أن للقارئ الكريم هنا أن يتساءل: وهل سبق للمحكمة الجنائية الدولية أن حاسبت قادة الدول التي شاركت في غزو العراق بدعاوى كاذبة، وقتلت ما يجاوز نصف مليون مدني، وهجرت ملايين آخرين من العراقيين خارج أوطانهم ؟؟؟ وهل حاسبت المحكمة الجنائية الدولية إسرائيل عن الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وإني على يقين أن القارئ يعي أيضاً بأن المحكمة الجنائية الدولية تتحرك آلياتها غالباً بدوافع سياسية، ولا تطبق على القوى العظمى، ولا على من يسير في ركابها.. .
* هذا، وعلى جانب آخر فقد أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن ـــ من خلال خطابه الأخير أمام الكونجرس الأمريكي عن حالة الاتحاد ــــ إلى أن: الرئيس بوتين أخطأ في حساباته وأن العقوبات ستهزمه.. !!! وبالطبع فإن العقوبات الاقتصادية ـــ خاصة وفق معطياتها الأخيرة ـــ ستضر حتماً بروسيا ضرراً جسيماً، ولكنها ستسحق أوروبا أيضاً، بل وسيكون لها تداعياتها الحادة على المواطن الأمريكي.. !!!
وأضاف الرئيس بايدن في خطابه أيضاً أن بوتين توهم أن بمقدوره شق صف دول الناتو، مؤكداً ـــ عكس الواقع ـــ أنهم على قلب رجل واحد، فالأوربيون بجانب معاناتهم من أزمة الغاز والبترول ـــ وهي كافية وحدها بإسقاط قيادات تلك الدول حال استمرت لعدة شهور فقط ــــ فأضف لهذا أزمة الارتفاع الجنوني لأسعار السلع والخدمات، ناهيك عن أزمة ملايين اللاجئين الأوكرانيين النازحين إلى أوروبا.. فهي أيضاً ضاغطة وبقوة، خاصة وبعض دول أوروبا وفي مقدمتها المملكة المتحدة رفضت استقبالهم !!! وكل ما يمكن فعله من قبل الأخيرة هو تقديم المساعدات الإنسانية !!! فهل في ظل هذه التباينات يمكن القول بأن دول الناتو متحدة على موقف واحد للعقوبات الاقتصادية على روسيا.. ؟!
هذا ولعل أكثر ما بدا ظاهراً في خطاب بايدن المشار إليه هو “الرعب” الذي ظهر جلياً على وجوه أعضاء الكونجرس الأمريكي، رغم محاولاتهم المتكررة إظهار عكس هذا بالوقوف تصفيقاً، إلا أن قراءة لغة الجسد كانت واضحة للكافة.
بوتين شن حرباً نفسية بامتياز
* لعله من أهم الدروس المستفادة من هذه الحرب هو كيف تتعامل نفسيا مع خصومك.. فلاحظ الجميع خطابات بوتين وقام بمقارنتها بخطابات القادة الغربيين.. وتابعنا أيضاً كل مساعي إنهاء الأزمة خاصة بعد غزو روسيا لأوكرانيا؛ والتي تمت من خلال هرولة زعماء أوروبا الكبار لمقابلة بوتين في داره وليس العكس.. بينما الأخير تحرك فقط لمقابلة الزعيم الصيني، وتوقفنا أيضاً أمام كيفية تعامل بوتين ـــ ووزير خارجيته ــــ مع القادة الغربيين؛ فقد وضعهم جميعاً وبكل ثقة في زاوية حرجة.
* حقاً لقد اتخذ بوتين قرار الغزو بكل ثبات، فقد سبق وانكشفت الحدود القصوى للقوة الأمريكية في ملف كوريا الشمالية.. فظهر بوتين بمظهر الواثق من تفوق قدراته العسكرية على المستويين؛ التقليدي من ناحية، وأسلحة الردع الاستراتيجي النووي والسيبراني من ناحية أخرى، ومع هذا فإن الناتو وإن كانت قدراته العسكرية بالحسابات تبدو أقوى من روسيا، إلا أن دوله تفتقر إلى الروح القتالية والشجاعة، طالما خصمها من القوة بما يكفي لردعها، يُعَبر عن هذه الحالة بالقول “نقاتل للنصر أو الشهادة”.
هل الصين مفتاح الحل للأزمة الأوكرانية ؟
* حقاً لقد توهم مخطط الأزمة أن الفخ الأوكراني كاف لتوريط روسيا في حرب ثم عقابها اقتصادياً لإسقاط بوتين على الأقل.. والمؤسف أن المخطط لا يبالي بالثمن الذي يدفعه الشعب والدولة الأوكرانية.. والذي يصل من الفداحة لتدمير قدرات الدولة وتقسيمها، كما لا يكترث بمعاناة حلفاؤه في أوروبا، كما أن الولايات المتحدة نفسها ستواجه قريباً ــــ حال استمرار الارتفاع المضطرد للأسعار ــــ احتجاجات واسعة النطاق ضد الإدارة الأمريكية، لذا فإن الجميع سيسعون لحل الأزمة.
ولقد ذهب مؤخراً الصحفي الأميركي الكبير توماس فريدمان إلى القول بأن “دولة واحدة قادرة على وقف أزمة روسيا مع أوكرانيا، وأن الأمر لا يتعلق بالولايات المتحدة بل بالصين، فإذا أعلنت أنها ستنضم إلى المقاطعة الاقتصادية لروسيا، أو حتى تدين بشدة عمليتها غير المبررة لأوكرانيا وتطالبها بالانسحاب، فقد يهز هذا بوتين بما يكفي لوقف هذه الحرب الشرسة، أو على الأقل وقفها بشكل مؤقت، بما أن روسيا لا تملك حاليا حليفا مهما غير الهند، وتابع فريدمان: أن الصين تدرك هذه الحقائق الجديدة، بمعنى أنه إذا سارت في اتجاه انتزاع تايوان، فقد تواجه عزلة دولية كبيرة، مثل ما يحدث حاليا لموسكو، معرباً عن أمله في أن يظهر الرئيس الصيني كزعيم عالمي حقيقي ويُبدي معارضته لما يقع لأوكرانيا، وفي حال اختارت الصين طريقًا آخر، فإن العالم سيصبح أقل استقرارا وازدهارا” .
وأكتفي هنا بالتعليق على ما ذهب إليه فريدمان بالقول “اللعب مع الكبار له أصول” فالقيادة الصينية عبرت عن موقفها وحسمت أمرها، خاصة من العقوبات الاقتصادية، أما عن مسألة تايوان؛ فنجاح بوتين في حربه وتحقيق أهدافه سينهي أمر تايوان لمصلحة الصين سلمياً.. .
* هذا، وإن أردنا سبيلاً مناسباً لإنهاء هذه الأزمة وفق حل يناسب الغالبية المتضررة من الأزمة؛ فالقرار يجب أن يكون أوكرانياً 100% فيقوم الجيش الأوكراني بانقلاب ويتفاوض مع بوتين، وقد سبق وألقى لهم بوتين بهذا الحل في رسالة علنية وجهها للجيش الأوكراني، ولعل هذا هو التوقيت الأنسب لهذا التحول، أي قبل سقوط كييف، فبعد سقوطها فإن الحسابات ستكون أصعب على أوكرانيا، ولعل في هذا الحل ما يكفل للولايات المتحدة وأوروبا حفظ ماء الوجه، حيث القرار أوكراني، وإن كان بوتين سيحقق أهم أهدافه من الغزو، وعلى الغرب الاستمرار في عقوباتهم الاقتصادية لروسيا بعيداً عن ملف الطاقة، فأوروبا لن تستطيع تحمل تبعات المقاطعة.
وعليك يا سيد بوتين أن تعلن منح الدولة الأوكرانية مميزات فائقة حال اتحادها مع روسيا كبديل للاتحاد الأوربي، فالأمر يتطلب تعاملا نفسيا مع الشعب الأوكراني الذي يجب أن تؤكد له أنه شعب صديق، وأن الآخر.. ضلل قيادته السياسية، فحربك الإعلامية والنفسية ضد فكرة “شيطنة روسيا” خاصة بالنسبة للشعب الأوكراني، لا تقل أهمية عن الحرب العسكرية التقليدية.
أخطر إفرازات الأزمة الأوكرانية
* لعل أخطر إفرازات الأزمة الأوكرانية حتى الآن، أنها أيقظت المارد الألماني ومنحته المبرر الواقعي لتنمية قدراته العسكرية؛ فأعلن المستشار الألماني شولتز تخصيص ١٠٠ مليار يورو لصندوق تطوير المنظومة الدفاعية للقوات المسلحة الألمانية، مع زيادة الميزانية المخصصة للإنفاق الدفاعي لتصل إلى ٢% من الدخل القومي الألماني، بل ودعا المستشار إلى تعديل الدستور الألماني بما يتناسب والسياسة العسكرية الجديدة، فكم يحتاج من الوقت لتطوير ترسانته العسكرية بشكل يهدد الآخر.. ؟ وهل سيكتفي بالسلاح التقليدي أم سيلتحق بالنادي النووي ؟ وقد يكتفي بتطوير سلاح فتاك آخر لا يقل خطورة عن السلاح النووي في.. ؟؟؟ وهل ستتحرك اليابان أيضا في هذا الاتجاه بدعوى تحقيق متطلبات الحماية الذاتية في عالم مضطرب ؟؟؟ كما أن الفرصة أصبحت مواتية لتكوين تحالف عسكري أوروبي والتحرر من الهيمنة الأمريكية التي تنبني استراتيجيتها على مبدأ “أمريكا أولا وأخيرا” فمصلحة أوروبا يجب أن تستقل عن الولايات المتحدة الأمريكية.. وهو أمر يراود القادة الأوروبيين من زمن.
على من تقع مسئولية الأزمة الأوكرانية ؟؟؟
* جدير بالذكر في مسألة تحمل تبعة الأزمة الأوكرانية أنها تـُلقى بحسب الأصل على عاتق رئيسها ونظامه السياسي، فرغم تورط الغرب في الأزمة، إلا أن الرئيس الأمريكي والقادة الأوروبيين أعلنوا بوضوح كامل وعلى الملأ، وقبل الغزو الروسي لأوكرانيا، بأن الناتو لن يتدخل في الحرب المرتقبة حال غزو روسيا لأوكرانيا، ورغم هذا لم تحرك القيادة السياسية الأوكرانية ساكناً.. لذا فلتتحمل هذه القيادة المسئولية عن غزو أراضيها، والملفت في هذا الشأن أنه: إذا كان أداء الرئيس الأوكراني زيلنسكي يتسم بالغباء السياسي، لتبعيته العمياء للإملاءات الغربية.. فأين كانت المؤسسة الدبلوماسية الأوكرانية العريقة، بل وأين كان جهاز المخابرات الأوكرانية ؟ الذي من أهم واجباته أن يحافظ على الدولة ضد ما يهدد أمنها القومي.. حتى وإن كان مصدره رئيس الدولة المنتخب، طالما فقد رشده السياسي لدرجة تعرض الدولة للانهيار.. !!! أما الأضرار الأخرى فستتحملها شعوب العالم مكتفية باتخاذ موقف مناهض وكاره للسياسات الداعية إلى التخريب المتعمد للنظام الاقتصادي العالمي، أما الناخب الأمريكي فسيعبر عن رأيه الحقيقي من خلال صناديق الانتخاب.. .
الموقف السياسي المصري من الأزمة
* تحرص مصر على التعامل مع القوى العالمية العظمى من خلال الحفاظ على “مسافات آمنة” بينها وبين الآخر؛ حيث ضريبة التحالف مع قوى عظمى قد تكون مكلفة أكثر من كونها مكسبة؛ فقد يأتي الضرر من الحليف الأقوى.. ولعل في ظلال الأزمة الأوكرانية القاتمة فإن في الأضرار التي لحقت بأوروبا المثل الذي يؤكد المعنى الذي نشير إليه.