واشنطن (زمان التركية)ــ توقعت محللة سياسية تركية بارزة، عودة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مضطرًا للمعسكر الغربي، تجنبًا للبقاء وحيدًا أمام حرب باردة جديدة بين الولايات المتحدة وخصمها روسيا.
الكاتبة أصلي أيدينتاشباش ذكرت في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية يوم السبت أن تركيا تحاول تبني موقف محايد بين روسيا وأوكرانيا خلال الحرب الجارية، لكنها أكدت أنه ينبغي عليها أن تعمل في الوقت ذاته على إعادة بناء العلاقات مع الغرب قبيل احتمالية اندلاع حرب باردة جديدة.
رغم تراجع علاقات تركيا الطويلة مع الغرب، في حين أن علاقاتها روسيا تحسنت في العقد الثاني من حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أن الباحثة المخضرمة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أيدينتاشباش زعمت في مقالها المذكور أن تركيا تظل شريكًا مهمًا باعتبارها “عضوًا في الناتو بعلاقتها المعقدة مع روسيا”.
وقالت الباحثة: “إذا استثنينا فترة مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبي، كانت المشاعر المعادية للغرب شائعة في تركيا تحت قيادة أردوغان، على الرغم من أنها لا تزال عضوا في حلف شمال الأطلسي الناتو منذ عام 1952. والرواية الرسمية التي تحمل الغرب مسؤولية محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016 أدت إلى تفاقم هذا الوضع وأضفت الشرعية على معاداة الغرب”.
ثم عقبت بقولها: “المفارقة أن تركيا تقع في الغرب. على الرغم من الموقف الاستبدادي والمغازلة الأخيرة لروسيا، إلا أنها لا تزال دولة حرجة في حلف شمال الأطلسي ولديها علاقة معقدة مع روسيا”، على حد تعبيرها.
ذكرت الباحثة أيدينتاشباش أن أردوغان زاد من اعتماده على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خلال زيادة حجم الاستثمارات والطاقة الروسية، لكنها ادعت أن ما وصفته بـ”الرومانسية” بين أردوغان وبوتين بدأت تتلاشى عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016، وبالتحديد بعد اشتباكات تكررت بين الجانبين في سوريا وليبيا وناغورنو كاراباخ المتنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان.
واستشهدت الباحثة على تلاشي الرومانسية الروسية لدى أردوغان وفريقه بالغارة الجوية الروسية التي حدثت في شباط 2020 وأسفرت عن مقتل 34 جنديًا تركيًا في محافظة إدلب السورية، وفقًا للأرقام الرسمية، في حين تشير مصادر مستقلة إلى أن العدد أكثر من ذلك بكثير.
وأكدت أيدينتاشباش أن الحرب الروسية الأوكرانية، التي اعتبرتها امتدادا للصراع الأطلسي الروسي، قد وضعت أردوغان في موقف قد يرغب فيه بالتحول من المحور الروسي الصيني إلى المعسكر الغربي مجددًا، لكنها رجحت أنه، أي أردوغان، لن يرضى بـ”العودة إلى نادي الدول الديمقراطية” وإنما سيفضل الاستمرار على نهجه القمعي الحالي في الداخل.
واستدركت أيدينتاشباش قائلة: “في مسعى للحصول على الدعم الغربي، قد يضطر أردوغان لاتخاذ خطوات صغيرة رمزية في مجال الحكم الديمقراطي، مثل إطلاق سراح بعض السجناء السياسيين والمدنيين من أمثال الناشط في المجتمع عثمان كافالا والزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد صلاح الدين دميرطاش.
كما وجهت الباحثة التركية في مقالها دعوة إلى المسؤولين الغربيين قائلة: “من الضروري لأي صفقة كبيرة مع أردوغان أن تتضمن إضفاء الطابع الديمقراطي على النظام السياسي في تركيا؛ لأن البديل من ذلك هو تَرْك تركيا بمفردها أمام بوتين، وهذا بالتأكيد خطوة غير آمنة للغرب”، على حد تعبيرها.