تقرير: محمد عبيد الله
البطريرك برثلماوس يصف الغزو الروسي بـ”غير الأخلاقي”
وصف الزعيم الروحي للمسيحيين الأرثوذكس في العالم، بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول غزو روسيا بأنه “يتجاوز كل معاني القانون والأخلاق”، مطالبًا الطرفين بإيقاف الحرب على الفور قبل مزيد من الخسائر المادية والمعنوية.
خلال قداس أقيم يوم الأحد في كنيسة بمدينة إسطنبول، أشار البطريرك إلى أنه خلال الأيام القليلة الماضية بدأت تتكشف “كارثة إنسانية مأساوية” في أوكرانيا، معلنًا دعمه لأسر جميع القتلى والجرحى خلال الحرب.
وفقًا لبيان صادر عن البطريركية المسكونية، نشرته صحيفة “كاثيميريني” اليونانية، كرر رئيس الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في إسطنبول برثلماوس دعمه للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، وللأمة الأوكرانية بأسرها، التي اختارت العيش بحرية وقررت تحديد مصيرها بنفسها.
يذكر أن البطريرك برثلماوس يعتبر القائد الروحي والأول بين المسيحيين الأرثوذكس، وقد وقع في 5 يناير 2019 على القرار الرسمي بإنشاء كنيسة أوكرانية مستقلة عن الكنيسة الروسية في قداس احتفالي جرى في إسطنبول بحضور الرئيس الأوكراني السابق بترو بوروشنك، مما وضع نهاية لـ332 سنةً من وصاية الكنيسة الروسية الأرثوذكسية على أوكرانيا.
المسيحيون الأرثوذكس في تركيا يدعون روسيا لإنهاء الحرب
تجمع المسيحيون الأرثوذكس في تركيا لأداء صلاة من أجل عودة السلام بين روسيا وأوكرانيا بعد أن شن الرئيس فلاديمير بوتين غزوا على الأخيرة يوم الخميس المنصرم.
أفادت وكالة الأناضول الرسمية في تركيا يوم الأحد أن القس الأرثوذكسي الروسي ديمتري بوغاتير قاد صلاة أقيمت في جمعية المؤمنين الأرثوذكس الناطقين بالروسية في منطقة ألانيا بمدينة أنطاليا جنوب تركيا، مشيرة إلى أن المشاركين في الصلاة طالبوا بإنهاء القتال على الفور.
وقال ديمتري بوغاتير الكاهن الأرثوذكسي في موسكو الذي قاد المشاركين في الصلاة: “ندعو جميع الأطراف المتحاربة إلى السلام. لا نريد أن يموت مزيد من الناس الأبرياء من الطرفين”.
يذكر أن تركيا أدانت اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتين انفصاليتين في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، ومن ثم وصف الرئيس رجب طيب أردوغان الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه “غير مقبول”، مطالبًا الجانبين بقبول الوساطة التركية لتسوية المشكلة بالمفاوضات.
لكن أردوغان انتقد العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بشأن أوكرانيا، وامتنعت بلاده عن التصوية على قرار تعليق عضوية روسيا في مجلس أوروبا، في خطوة تهدف إلى تفادي ضغوط روسيا التي تعتبر أكبر مصدر للغاز الطبيعي لتركيا ولديها القدرة على إلحاق أضرار بالقوات التركية المنتشرة في سوريا.
اتساع قياسي في فجوة التجارة الخارجية التركية
نما العجز التجاري التركي إلى مستوى قياسيا بلغ 10.3 مليارات دولار في يناير بعد ارتفاع تكاليف واردات الطاقة وخفض البنك المركزي أسعار الفائدة في مسعى لتحفيز النشاط الاقتصادي.
وفقًا لتقرير نشره معهد الإحصاء التركي اليوم الاثنين، تضاعف العجز التجاري أكثر من ثلاثة أضعاف من يناير 2021، حيث قفز إلى 10.3 مليارات دولار في يناير 2022، وهو أعلى رقم منذ 2013، بعد أن كان 3.06 مليارات دولار في الشهر ذاته من 2021.
وقفزت الواردات بنسبة سنوية بلغت 54.2% لتصل إلى 27.8 مليار دولار، في حين زادت الصادرات بنسبة 17.2% لتصل إلى 18.1 مليار دولار.
ويرى محللون اقتصاديون أن استيراد تركيا كل الغاز الطبيعي والنفط تقريبًا، وارتفاع أسعار الطاقة في العالم عمومًا يتسببان في تضخم فاتورة الواردات التركية.
وكانت الليرة التركية هبطت بنسبة 44% مقابل الدولار العام الماضي، وأدت تكلفة الواردات العالية للغاية، مثل الطاقة والنفط، إلى ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوياته خلال العقدين من حكم الرئيس رجب طيب أردوغان بعد وصوله إلى 48.7% في يناير هذا العام.
تركيا وباكستان تطوران مقاتلة من الجيل الخامس
كشف تقرير صيني أن تركيا وباكستان بصدد تطوير طائرة مقاتلة من الجيل الخامس لتحل محل أساطيلها القديمة من طراز F-16 الأمريكية الصنع.
صرح تَمَلْ كوتيل، رئيس شركة صناعة الطيران التركية (TAI) التي تديرها الدولة، أن برنامج مقاتلات تي أف-إكس (TF-X) التركي سيكون مشروعًا تركيًا باكستانيًا مشتركًا، بعد الإعلان عنه لأول مرة في عام 2016، وذلك وفق ما نقله الكاتب الصحفي غابرييل هونرادا في مقال نشرته صحيفة “آسيا تايمز” الصينية الصادرة بالإنجليزية يوم الإثنين.
وعلق الكاتب هونرادا على الخطوة التركية الباكستانية قائلا: “قد يهدف هذا إلى إبراز تركيا وباكستان كقوتين ناشئتين في العالم الإسلامي على منافسيهما إيران والسعودية”.
ونقل الكاتب هونرادا عن تَمَلْ كوتيل قوله بأن بعض عمليات شركة صناعة الطيران التركية (TAI)، التي تديرها الدولة، وتعتبر المقاول الرئيسي لبرنامج تي أف-إكس (TF-X)، ستنتقل إلى باكستان هذا العام، في مسعى لتحسين التعاون في مجال الصناعة الدفاعية بين البلدين.
ذكر الكاتب أيضًا أن باكستان لديها أيضًا مشروعها المحلي للطائرات المقاتلة في إطار مشروع (AZM) المعلن عنه رسميًا في عام 2017، بهدف إنشاء قاعدة صناعية للطيران في البلاد، زاعمًا أن كلًا من تركيا وباكستان تواجهان مشكلات في تطوير طائرات الجيل الخامس الخاصة بهما، على الرغم من جهود البلدين الرامية إلى الاعتماد الذاتي في هذا المجال.
كاتب صحيفة تايمز أشار إلى أن حكومة أردوغان قد تهدف من خلال استخدام باكستان كطرف وسيط ثالث إلى التحايل على حساسيات وإستراتيجيات الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وذلك عن طريق إشراك الصين بشكل مباشر في محاولة للحصول على تكنولوجيا عسكرية متطورة.
يشار إلى أن تركيا تبحث عن بدائل لتحديث قوتها النارية بعد أن أوقفت الولايات المتحدة بيع طائراتها المقاتلة من طراز F-35، ردًا على حيازتها صواريخ الدفاع الجوي الروسية S-400 في عام 2019.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن في أوائل يناير هذا العام أن تركيا ستخرج طائرات الجيل الخامس من الحظيرة في عام 2023، بالتزامن مع الذكرى التأسيسية المئوية للجمهورية، وستكون أول رحلة لها في عام 2025.
كما كشف أردوغان أن المقاتلة الشبح ذات المحركين، والتي تعمل في جميع الأحوال الجوية، ستنضم إلى سلاح الجو التركي في عام 2029.
وأعاد الكاتب الصحفي غابرييل هونرادا للأذهان أن تركيا تقوم في الوقت الراهن ببناء أربع فرقاطات من طراز (MILGEM) لصالح باكستان، وسبق أن قامت بتحديث غواصات من طراز (AGOSTA) الباكستانية الصنع.
وتوقع الكاتب أن مثل هذا التعاون بين تركيا وباكستان في مجال الصناعة الدفاعية قد يؤدي إلى ظهور البلدين كموردين ناشئين للأسلحة البديلة، على حد تعبيره.
ثم أردف بقوله: “بالإضافة إلى ذلك، يُطلق على برنامج TF-X التركي لقب “أول مقاتل كبير في العالم الإسلامي”، مشيرًا إلى احتمالية انضمام دول إسلامية أخرى للبرنامج.
وكذلك ذكر الكاتب أنه يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة أن تختار برنامج TF-X التركي على المشاركة في إنتاج مقاتلة (Su-57) الروسية للجيل الخامس، لافتًا إلى إمكانية توفير ماليزيا المواد اللازمة لهيكل الطائرة.
محلل يكشف سبب موقف أردوغان الحذر من روسيا
وصف خبير السياسة الخارجية التركي وعضو البرلمان السابق سعاد كينيكلي أوغلو رد فعل تركيا على شنّ روسيا غزوًا لأوكرانيا بـ”الخجول” و”الهادئ”.
وعزا المحلل التركي سبب موقف تركيا “الحذر” من حرب روسيا لأوكرانيا إلى علاقة الاعتماد المتبادل التي طورها الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي في مختلف المجالات منذ عام 2015.
خلال تصريحات أدلى بها لرئيس تحرير موقع “أحوال تركية” ياوز بايدار، عقب كينيك أوغلو على آخر تطورات الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، مذكرا بأن تركيا امتنعت عن التصويت في مجلس أوروبا بدلاً من دعم اقتراح تجميد عضوية روسيا.
وأعاد كينيك أوغلو للأذهان أنه كان من بين الكتاب والمحللين الذين حذروا الرئيس أردوغان من الاعتماد شبه الكامل على روسيا في مجالات الطاقة والتجارة والسياحة والتعاون في صناعة الدفاع العسكري.
ثم علق قائلا: “إلى جانب نمط قيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن هذه التبعية لروسيا قد حدّت من مساحة تركيا للمناورة، ودفعتها إلى اتباع نهج منخفض المستوى تجاه غزو أوكرانيا”.
ورجح المحلل التركي أن حكومة أردوغان لن تتخذ أية إجراءات حقيقية فيما يتعلق بحرب روسيا على أوكرانيا إلا بعد أن يتضح أن اليد العليا لأوكرانيا أو للتحالف الغربي، مشيرًا إلى أنه لا يتوقع أي شيء أكثر من التعاطف والأداء الدبلوماسي الهادئ في الوقت الراهن.
في حين لفت كينيك أوغلو إلى أن الرئيس أردوغان كان على حق عندما قرر بيع طائرات بايراكتار تي بي 2 بدون طيار إلى أوكرانيا، وبين قائلا: “نرى الآن أن هذه الأسلحة المتطورة لها تأثير على الميدان في جهود أوكرانيا لصد الغزو الروسي”.
وفيما يخص تداعيات الحرب المحتملة على سوريا، قال كينيك أوغلو: “أنا متأكد من أن الرئيس السوري بشار الأسد متوتر للغاية في الوقت الحالي. إذا تغيرت الأمور في أوكرانيا واضطرت روسيا إلى التراجع المحرج، فقد يكون لذلك تأثير خطير للغاية على الوجود الروسي في سوريا”.
واستبعد الخبير التركي أن تحدث مواجهة مباشرة بين القوات الروسية والتركية ما لم تتعرض الأخيرة للاستفزاز.
تركيا تشكل مكتب أزمات لنقل الشاحنات العالقة في أوكرانيا
أكد رئيس اتحاد النقل الدولي في تركيا فاتح شينر إنشاء مكتب أزمات لنقل نحو 500 شاحنة تركية وسائقيها الذين تقطعت بهم السبل حاليًا في أوكرانيا.
بحسب خبر نشرته وكالة الأناضول الحكومية يوم السبت، يتألف مكتب الأزمات من مسؤولين من وزارة الخارجية ووزارة البنية التحتية والنقل والسفارات الروسية والأوكرانية والمستشارين التجاريين واتحاد الغرف وبورصات السلع في تركيا وشركات النقل.
وكشف شينر أن عمليات النقل إلى روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا توقفت، بينما تنتظر الشاحنات التي نقلت حمولاتها العودة إلى تركيا، وأضاف: “الجهود مستمرة لفتح طريق للشاحنات عبر مولدوفا وبولندا. لكن شركات النقل التركية تحتاج إلى تأشيرات. هناك تصاريح مطلوبة لمرور الشاحنات عبر هذه البلدان. لكننا نريد المساعدة من السلطات المعنية في الحصول على التأشيرات خصوصًا”.
يذكر أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أعلنتا عن عقوبات مالية شديدة على روسيا، بما في ذلك فرض حظر واسع على الواردات والصادرات في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة الأوكرانية في دونيتسك ولوهانسك.